بعدما نفذ صبره وضاق ذرعا جراء توالي النتائج السلبية التي لازمت فريقه كالظل ضمن منافسات البطولة الاحترافية منذ بداية الموسم الكروي الحالي، وحفاظا لكبريائه وجد عبد الحق بن شيخة مدرب الدفاع الحسني الجديدي نفسه مجبرا على تقديم استقالته على الهواء مباشرة وأعلنها كذلك أمام اللاعبين والدموع تغالب عينيه وبحضور رئيس النادي الدكتور عبد اللطيف المقتريض بمستودع الملابس بالملعب البلدي ببركان عقب تلقي الدفاع  للهزيمة السادسة هذا الموسم أمام فارس عاصمة الليمون بهدفين نظيفين، تاركا الجمل بما حمل، وواضعا المكتب المسير للفريق الجديدي في ورطة حقيقية، مبررا قراره المفاجيء بأنه عجز عن إيجاد الحلول التي تساعد الدفاع على الخروج من أزمة النتائج ، ولم يعد يستحق ثقة الدكاليين الذين قادهم سنة 2013 نحو الصعود إلى منصة التتويج بكأس العرش لأول مرة في تاريخهم، قبل أن يعدل "الجنرال"عن  قرار الانسحاب من الإدارة التقنية لفارس دكالة بعد اجتماع قصير جمعه  باللاعبين والمسيرين ببركان والذين أعلنوا جميعا تشبثهم بالمدرب عبد الحق بن شيخة، كما أكد مكتب الدفاع في بلاغ رسمي أن مرحلة الفراغ التي يمر منها الفريق تستلزم خلق جو من الثقة للطاقم التقني واللاعبين للتخلص في أسرع وقت من حالة الإستعصاء والعودة إلى سكة الانتصارات، مبديا كذلك تفهمه لحالة القلق الذي تنتاب جماهير وأنصار"المهيبيلة" الذين سبق لهم أن أشهروا البطاقة الحمراء في وجه المكتب المسير الحالي في وقفة احتجاجية نظموها أمام عمالة اقليم الجديدة، محملينه مسؤولية الوضع المتردي الذي آل إليه فريق المدينة الأول الذي يجتاز أصعب موسم له في تاريخه.
قرار بن شيخة رمي المنديل والانسحاب من تدريب الدفاع وسط البطولة، هو اعتراف صريح من الرجل بفشله في تخليص الفريق من الأزمة التي يتخبط فيها وإعادته إلى السكة الصحيحة، مادام أنه استنفذ طيلة المباريات السابقة كل الحلول والوسائل التي تساعده على ذلك. صحيح أن المدرب الجزائري تسلم فريقا متهالكا نفسيا وفنيا وتعرض لنزيف بشري حاد في الصيف الماضي، بعد تفريط المسؤولين في الثوابت الأساسية للفريق، وتعويضهم بعناصر مغمورة تفتقد للتجربة الكافية ولإيقاع المباريات بقسم الكبار، إلا أن ذلك لن يخلي مسؤولية المدرب عبد الحق بن شيخة الذي له يد في النتائج الكارثية التي حصدها فريقه، خاصة وأنه آمن بالمشروع الإحترافي الذي عرضه عليه المسؤولون قبل توقيع عقده مع الدفاع، والذي من أهم أولوياته الاعتماد على العناصر المحلية لإعادة بناء فريق قوي وتنافسي، كما أن معظم الإنتدابات الصيفية والشتوية تمت بموافقته ومباركته، لكن المباريات الودية التي أجراها فارس دكالة أعطت صورة خادعة لمروض الفرسان الذي تلقى مع انطلاق البطولة صفعة قوية في ديربي دكالة عبدة الذي كشف عن وجه مخيف للفريق الجديدي الذي واصل تواضعه أداء ونتيجة رغم جلبه لخمسة لاعبين في الميركاطو الشتوي الأخير، وتجريب مدربه لعدد من الخطط التكتيكية في مباريات البطولة.
 ومن الأخطاء التي سقط فيها بن شيخة إلى جانب عدم استقراره على نهج تكتيكي معين يتلاءم والتركيبة البشرية الحالية للفريق، افتقاده إلى الجرأة الهجومية واعتماده الصرامة الدفاعية في أغلب المباريات، مما جعل فريقه يخرج صفر اليدين في الست دورات الأخيرة التي أمسك فيها  الدفاع عن الفوز والتهديف معا، فضلا عن إصراره على إقحام عناصر أبانت عن محدوديتها التقنية والبدنية خاصة في خطي الدفاع والهجوم، مقابل تهميشه لعناصر واعدة من قبيل الخميدي، الدرعي وإيفاسو الذين يتوفرون على مهارات فردية جيدة.
استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة من تدريب الدفاع الحسني الجديدي والتي عدل عنها نزولا عن رغبة المسؤولين وكذلك لاعبي الفريق الذين تشبثوا به، في وقت انقسم فيه الأنصار  إلى فئتين إحداهما عبرت عن رفضها لانسحابه وسط البطولة، وأخرى مؤيدة لقرار استقالته، هي إشارة قوية من المدرب الجزائري إلى أن الفريق الدكالي يجتاز ظروفا عصيبة تستوجب من الدكاليين كل من موقعه الإلتفاف حول فريقهم الذي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى دعمهم ومساندتهم لإخراجه من وضعه المتأزم وإنقاذه من شبح النزول الذي يتهدده هذا الموسم.