اضطر الاتحاد القاسمي إلى الوصول متأخرا لمعقله على الساعة الثالثة بعد زوال يوم الاثنين 10 ماي، حيث انتظر وقتا طويلا لدى المصالح الأمنية بمدينة الداخلة كي يتوصل بالشواهد الطبية وتحرير محضر في الشكاية التي تقدم بها لدى هذه المصالح بعدما تعرض لاعتداءات جسدية من طرف لاعبي الفريق المضيف.

وكانت مباراة الطرفين المذكورين التي احتضنها ملعب المسيرة الخضراء بالداخلة بعد عصر يوم الأحد الأخير 9 ماي الجاري لحساب الدورة الواحدة والعشرين من بطولة القسم الوطني هواة قد جرت في أجواء جد مشحونة وانتهت بأحداث مؤسفة، على اعتبار أن صاحب الأرض يتواجد في مرتبة مؤدية مباشرة للقسم الأول هواة، وضيفه القاسمي يؤمن بحظوظه في منافسة الأقوياء حول إحدى التذكرتين المؤديتين للقسم الوطني الثاني وخاصة عندما أسقط النادي المكناسي أحد الأندية المعنية بالصعود أو العودة للقسم الأعلى في الدورة العشرين. 

وحسب مصادر متطابقة، فالحكم المعين لإدارة هذه المباراة لم تكن لديه الشجاعة اللازمة لردع كل المخالفين في الوقت المناسب، وخاصة بعض لاعبي فريق المولودية الذين التجأوا لجميع الأساليب التي لا تنم عن الروح الرياضية، وحين فقد الحكم السيطرة على مجريات المباراة التي كان من المفترض أن تكون عادية جدا، وجه أول بطاقة حمراء لمدرب الفريق الزائر، قبل أن يعمد فيما بعد إلى طرد ثلاثة لاعبين من ذات الفريق، بالإضافة لاعبين اثنين آخرين في نهاية المباراة أحدهما من الفريق القاسمي، ليبدأ شوط آخر بعنوان (الهمجية) أمام مستودعات الملابس، ولولا تدخل عناصر القوة العمومية وفصل لاعبي الفريقين عن بعضهما البعض، لكانت قد حدثت (مجزرة) بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وصباح يوم الاثنين أصدر مولودية الداخلة بيانا صحفيا كشف فيه عن المعطيات التي رافقت أحداث الضرب والسب التي دارت بملعب المسيرة بين الفريقين، مؤكدا أنه عند نهاية المباراة اعتدى لاعب سيدي قاسم أيوب الداودي على لاعب المولودية رشيد باعزيزي، قبل أن تتطور الأحداث، ويؤكد من جانبه أن مكتبه المديري وطاقمه التقني إلى جانب قوات الأمن والقوات المساعدة قد تدخلوا لفك الاشتباكات بين اللاعبين حسب ما جاء في البلاغ.

من جانبه، عقد المكتب المديري للاتحاد القاسمي ليلة يوم الاثنين اجتماعا طارئا استمع من خلاله للتقرير الذي أعده المسؤول المرافق للفريق في رحلته إلى الداخلة، وقرر بالتالي تقديم احتجاج رسمي لدى العصبة الوطنية للهواة، معززا بالأدلة والحجج الدامغة التي توثق الإعتداء من بينها مجموعة من الصور والفيديوهات التي أظهرت حجم الاعتداءات الكبيرة التي تعرض لها لاعبوه، والتي أدت إلى إصابة لاعبين اثنين بجروح متفاوتة الخطورة. وحسب تصريح أدلى به كاتبه العام، فإنه سيصدر اليوم الثلاثاء 11 ماي بلاغا صحفيا في الموضوع.

من جهته عبر جمال السنوسي رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة في تصريح خص به جريدة "المنتخب" عن أسفه الشديد لما عرفته نهاية مباراة مولودية الداخلة والاتحاد القاسمي، مضيفا أن العصبة التي يتشرف برئاستها ستفتح في القريب العاجل تحقيقا في الواقعة التي عرفت تنديدا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي من طرف متتبعي الكرة المغربية. وأضاف أن كل المتورطين في أحداث ملعب المسيرة بالداخلة سينالون العقاب الشديد الذي يستحقونه، وتنتظر العصبة التي يشرف على رئاستها التوصل بتقريري حكم ومندوب المباراة، للإشارة فإن هذا الأخير مسؤول عن المركب الذي احتضن المباراة ويقطن بمدينة الداخلة، الشيء الذي سيجعل تقريره غير محايد.     

وإذا كانت رواية الفريقين متناقضة، فيبقى مؤكدا أن كرة القدم حينما تصل إلى هذا المستوى المنحط بسبب وقوع أحداث لا تمت إلى رياضة كرة القدم بصلة، والبطولة في بداية ثلثها الأخير، أو بمبادئ الروح الرياضية والرياضة عامة، فإنها تفقد قيمتها القائمة أساساً على الروح الرياضية.