في عائلة هازار، ابحثوا عن تورغان. رغم اننا كنا نتوقع إدين، إلا أن الشقيق الاصغر خرج من جلباب الأكبر وخط مصيره بيده ليقود بلجيكا إلى الدور ربع النهائي من كأس أوروبا لكرة القدم، بتسجيله هدف الفوز اليتيم على حامل اللقب المنتخب البرتغالي.

ولكن من هو تورغان؟ شقيق إدين؟ بعد أمسية الأحد، هو بكل بساطة تورغان هازار. اللاعب الذي سجل في الدقيقة 42 هدف الفوز بكرة قوية مقو صة على طريقة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على ب عد 18 مترا من مرمى الحارس روي باتريسيو، وساهم في تأهل منتخب "الشياطين الحمر" إلى ربع نهائي وتجريد "سي آر 7" ورفاقه من اللقب.

يبلغ تورغان 28 عاما ، ولكنه عاش لسنوات عديدة في ظل شقيقه الأكبر إدين (30 عاما ).

ولكن كيف كان بامكان تورغان أن يتخلص من شبح إدين؟ هذا النجم الفائز بجوائز أفضل لاعب صاعد وأفضل لاعب في البطولة الفرنسية مع ليل المتوج معه بثنائية البطولة والكأس في موسم 2010-2011، وأفضل لاعب في البطولة الانكليزية الممتازة مع تشلسي الذي قاده مرتين للفوز بلقب الـ "بريميرليغ" من بين ألقاب عدة محلية وأوروبية، قبل أن ينتقل في صيف 2019 إلى ريال مدريد الاسباني مقابل صفقة تاريخية بلغت 160 مليون اورو...

بات إدين أيقونة شعب بكامله عندما قاد بلجيكا لاحتلال المركز الثالث في مونديال روسيا 2018 ومباراة ستبقى في الأذهان أمام البرازيل في الدور ربع النهائي من العرس الكروي، قبل أن يسقط في الدور نصف النهائي أمام فرنسا، في طريق الاخيرة للتتويج باللقب.

أمام البرتغال، خطف تورغان الأضواء وتوج "النجم المطلق" بهدف "قتل" آمال "الدون" الذي دخل بصراع "خفي " مع إدين، خليفته في "البيت الأبيض" مع الرقم 7 الأسطوري، ومنافسه في البطولة الإيطالية المهاجم روميلو لوكاكو الذي قاد فريقه إنتر للفوز بلقب الـ "سيري أ" وتجريد يوفنتوس ونجمه رونالدو من اللقب المهيمن عليه خلال 9 أعوام تواليا .

وضع تورغان أمام البرتغال الجميع في "جيبه" بتسديدة أرسلت "الشياطين الحمر" إلى ربع النهائي لمواجهة إيطاليا على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ الجمعة.

عانى تورغان الذي بدأ مسيرته مع لنس (2011-2012) لفرض نفسه اساسيا مع تشلسي (2012-2015)، ليعود إلى وطنه الام لارتداء قميص زولت-فاريغيم حيث فاز في عام 2014 بجائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لأفضل لاعب في البطولة، قبل أن تتفجر موهبته في البطولة الالمانية مع بوروسيا مونشنغلادباخ حيث خاض 141 مباراة وسجل 41 هدفا ، ما دفع مواطنه بوروسيا دورتموند للتعاقد معه.

لم يستفد تورغان من نجومية شقيقه إدين.

انعكس هذا الامر على محيطه، حيث يشعر الصحافيون البلجيكيون انهم عندما يريدون مقابلة تورغان عليهم تحديد مطلبهم وهو "نريد أن نقابلك، أنت. من دون التحدث عن إدين".

وبرغم نجومية إدين، إلا أن تورغان لا يشعر بالغيرة من شقيقه الأكبر، وهذا أمر يشدد عليه الوالد تييري هازار اللاعب السابق المحترف في نادي لوفيير في الدرجة الثانية، حيث صرح لوكالة فرانس برس في أيار/ماي 2018 "إدين يملك الشيء الإضافي. ولكني فخور بجميع أبنائي. إدين، تورغان، كيليان (لاعب جناح في بروج) وإيثان (الشقيق الاصغر)".

بعد أمسية الاحد، بات لدى الأب قيمة مضافة للشعور بالفخر، ولكن مع بعض القلق أيضا : خاض إدين امام البرتغال مباراته الثانية في المسابقة القارية ليخرج في الدقيقة 88 وهو يمسك الجزء الخلفي من فخذه الايمن. وبانتظار المستجدات، بات "الصغير" بطل أمة بامكانها أن تتابع عيش حلم الفوز بأول لقب كبير في تاريخها.