بعد خمس مباريات تواليا لم يتذوق فيها طعم الانتصار، لم يعد المنتخب الفرنسي بطل كأس العالم الاخيرة في روسيا عام 2018 بعبعا للمنتخبات الاخرى.

بدا خط الدفاع مهتزا ولم تعد النجاعة الهجومية موجودة، كما لم تؤد التغييرات التكتيكية التي اعتمدها المدرب ديديي ديشان الى احداث تغييرات جذرية وتحسين النتائج في الفترة الاخيرة، لدرجة بان منتخب الديوك لم يفز بأي مباراة منذ ان تغلب على المانيا 1-صفر في دور المجموعات من كأس اوروبا الاخيرة، تلا ذلك ثلاثة تعادلات في المسابقة القارية بينها الخروج على يد سويسرا بضربات الترجيح في الدور ثمن النهائي منها، ثم تعادلين في التصفيات المؤهلة الى مونديال قطر.

يبدو أن الوقت الذي كانت فيه المنتخبات الاخرى تخشى مواجهة كتيبة ديشان قد ولى وهذا ما يلخصه عميد الفريق وحارسه هوغو لوريس بقوله "لقد مرت نشوة كأس العالم 2018 حيث شعرنا أنه في أي وقت يمكننا ترجيح النتيجة لصالحنا. كنا في موجة نجاح رائعة لكنها انحسرت قليلا في الاونة الاخيرة."

وبعد خوضه خمس مباريات دون أن تهتز شباكه هدف قبل بداية كأس اوروبا 2020، تلقى منتخب فرنسا الهدف الأول في المواجهات الخمس التالية بما في ذلك لقاء السبت ضد أوكرانيا في كييف (1-1).

اذا كان لا بد من ايجاد اعذار لاهتزاز الدفاع، يمكن الاشارة الى ان بريسنل كيمبيبي مدافع باريس سان جرمان كان الوحيد في هذا الخط الذي شارك في مونديال روسيا 2018، في حين قرر ديشان اراحة قلب دفاع مانشستر يونايتد الانكليزي رافايل فاران خلال هذه المباراة.

جاء الهدف الأوكراني بعد سلسلة من الفرص المهدرة للمنتخب الفرنسي في الشوط الاول ابرزها انفراد لمهاجم مانشستر يونايتد انطوني مارسيال بالحارس الاوكراني. واعترف ديشان بعقم فريقه خلال المباراة بقوله "من الأفضل امتلاك الكرة ولكن هذا ليس كل شي، فالسيطرة لا تؤدي الى شيء اذا ما رافقتها القتالية الهجومية والدفاعية".

وكان لسان حال لوريس مماثلا بقوله "افتقدنا الى القتالية والانضباط في الشوط الاول في مواجهة تكتل اوكراني دفاعي صلب. ثمة متطلبات عالية المعايير ويجب أن نلبيها".

بات المنتخب بطل العالم قبل 3 سنوات يواجه صعوبات في اختراق الدفاعات المتأخرة وبات يعمل على رد الفعل ليس الا عندما تهتز شباكه.

كان ديشان بنى فريقا صعب المراس خلال مونديال روسيا 2018 مع خطة لعبة دقيقة تم استيعابها من قبل المجموعة. بيد انه قام بتعديلات تكتيكية كثيرة منذ ذلك الحين ليستخرج الافضل من لاعبيه بيد ان هذه التغييرات لم تأت بثمارها.

سيظل اعتماد طريقة لعب مع ثلاثة مدافعين بدلا من اربعة ضد سويسرا في كأس اوروبا، أحد أكثر الإخفاقات التكتيكية المدوية في عهد ديشان على الرغم من ان فريقه تقدم بالنتيجة 3-1 حتى الدقيقة 75 قبل ان يسجل السويسريون هدفين في الدقائق الاخيرة ويجروا المباراة الى وقت اضافي ثم حسموا الامور بضربات الترجيح. خطأ تكتيكي آخر ارتدى سلبا على المنتخب كان العناد في اشراك قلب الدفاع جول كونده في مركز الظهير الايمن الأربعاء الماضي ضد البوسنة (1-1). وما زيد الطين بلة طرد كونده خلال المباراة.

وفي غياب كيليان مبابي المصاب، لم يتم اغتنام فرصة تحسين التفاهم بين كريم بنزيمة وانطوان غريزمان، لان ديشان ارتأى اشراك مارسيال على حساب الاول ومع انه سجل هدف التعادل فان اداءه لم يكن مقنعا.

اما النقطة الايجابية في التشكيلة الفرنسية، فكان البلاء الحسن للاعبين خاضا معسكرهما الاول مع المنتخب الفرنسي وهما لاعب وسط موناكو اوريليان تشواميني 021 عاما) والجناح موسى ديابي (22 عاما) من باير ليفركوزن الالماني.