لم يكن الحوار المطول الذي أجرته "ليكيب ماغازين" مع الدولي المغربي أشرف حكيمي في عددها الأسبوعي ليوم السبت، ليمر هكذا من دون أن يثير ردود فعل قوية، بخاصة من أولئك الذين يتطرفون عادة في قراءة ما بين السطور.
الحوار الذي قدمناه في عدد أمس الإثنين في الجريدة الورقية للمنتخب، حمل سؤالا لحكيمي، عن الأشياء التي أغرته بالمجيئ إلى باريس، وقد كان معروضا عليه أيضا اللعب لنادي تشيلسي الإنجليزي، فكان جوابه:
"من الأشياء التي حفزتني على المجيء لباريس وجود جالية عربية ومسلمة كبيرة، فمن الناحية الثقافية كنت أعرف أنني سأكون في بيتي".
هذا الرد الحكيم والذي لا ينطوي على أي خلفية لا دينية ولا سياسية ولا حتى إيديولوجية، أغضب فيما يبدو "التجمع الوطني"بفرنسا، فرد عضوه جوليان أودول على حسابه الشخصي على تويتر، بالإحالة مجددا على مشكل الهجرة، وقال أن من تأثر كثيرا مما قاله لاعب باريس سان جيرمان هم الفرنسيون، الذين "يشعرون بأنفسهم غرباء في وطنهم".
وبمجرد نشره لهذه التغريدة "المستفزة"، واجه مستشار "التجمع الوطني"، حملة قوية تهاجم من دأب منذ زمن طويل على معاداة كل اللاعبين القادمين لفرنسا من أصول مغاربية.
وكان أودول سنة 2019 قد تمنى فوزا لنيجيريا على الجزائر في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم، لأن فوز الجزائر كان سيتسبب حسب قوله في ليلة من العنف والشغف بفرنسا من قبل الجالية الجزائرية، وهي التغريدة التي رد عليها بعنف النجم الجزائري رياض محرز.
وواجهت تغريدة أودول التي هاجم من خلالها حكيمي ردودا قوية ونارية، وذهب أحد المغردين إلى القول:
"أتمنى أن يواصل الأجانب، أيا كانت جنسيتهم العيش بفرنسا وكأنهم في بيتهم، اليوم الذي سيحصل عكس ذلك سنواجه أنفسنا بسؤال كبير. ثم إن حكيمي فعل لفرنسا في 5 أيام ما لم تفعله أنت في 36 سنة من عمرك".
وذكر المغردون في ردودهم على جوليان أودول أن كرة القدم الفرنسية تدين بالكثير للاعبين الأجانب، من العربي بنمبارك إلى زين الدين زيدان، مرورا بريمون كوبا وتورام، وكلهم لاعبون نشأوا في حضن الإندماج وقدموا الشيء الكثير لفرنسا.