الذين لا يرون في الإلترات المناصرة للأندية الوطنية سوى الوجه الأسود، بل ويلصقون بها لوحدها كل جمرات الشغب التي تشتعل في الملاعب الوطنية، فتتسبب في حرائق تأتي على الأخضر واليابس، هم بالتأكيد خاطئون ومتطرفون في إلقاء التهم على عواهنها، فلهذه الإلترات وجه جميل يصدر صورا من البهجة ومن الإحتفالية ومن السمو، وما كان ملعب أبو بكر اعمار بسلا، شاهدا عليه أمس الثلاثاء قبل أن يجري الجمعية السلاوية حصته التدريبية التي أعقبت مباراته ببني ملال وتوجت بالفوز الرابع تواليا في البطولة الإحترافية الثانية، يؤكد بالفعل أن لهذه الإلترات وجها جميلا لا يمكن أن يختفي خلف المشاهد الرمادية أو حتى السوداء التي تشيع لوحدها بين الناس.
«إلترا بيراط» الفصيل المناصر للجمعية السلاوية كان قد قاطع منذ أربع سنوات تقريبا مباريات فارس الرقراق بملعب أبو بكر اعمار، احتجاجا أولا على الرفع المشبوه والمبيت لسعر التذاكر، وبعدها مطالبة منه بحل المكتب المسير برمته، وكلنا يعرف أنه مكتب كان واقعا تحت سيطرة الحاج عبد الرحمن الشكري.
هذا الفصيل قرر رفع المقاطعة والعودة مجددا للمدرجات لمساندة ودعم الفريق، ليس لأنه حقق العلامة الكاملة في الأربع مباريات الأولى لفارس الرقراق، ولكن لأن شيئا تاريخيا حدث الأسبوع الماضي، وتمثل في نهاية عهد استمر لثلاثة عقود بانتخاب محمد الجريري رئيسا لفارس الرقراق بمعية فريق عمل يتقاسم الإرادة على النهوض بالفريق.
ما كان جميلا في التعبير عن هذه العودة السعيدة للأنصار إلى حضن فريقهم، هو أن فصيل «إلترا بيراط» انتدب من يتوجه إلى ملعب أبو بكر اعمار ليس لرفع الشعارات المناهضة، ولكن ليحتفي أولا برحيل من كانوا يرهبونه ويصدون أبواب الفريق في وجهه، وبالفعل حضر نحو 50 شابا وتحاوروا بلغة راقية مع الرئيس محمد الجريري، الذي رحب بعودتهم وناشدهم أن يقفوا بكل قواهم إلى جانب اللاعبين الشباب، وطلبوا أن يكون لهم لقاء سريع مع اللاعبين ومع الطاقم التقني قبل بداية الحصة التدريبية، وهو ما وافق عليه رئيس الفريق محمد الجريري ومدربه محمد موح.
وكم كانت اللحظة رائعة وجميلة، فإلى جانب خطاب التحفيز والمساندة عبر الأناشيد المتقنة صياغة ونظما وغناء، جاء فصيل «إلترا بيراط» بباقات ورد أهديت للرئيس الجريري وللمدرب موح وللعميد بهلول، ووزع الفصيل على الجميع التمر والحليب دلالة على عودة الود وعلى المصالحة، وتلك صفحة جديدة فتحها الفصيل مع فريقه، مبرزا أنه سيكون اللاعب رقم 12 في المدرجات متى سمح للجماهير بالعودة للملاعب. 
برافو «إلترا بيراط» على ما أبدعه، وهنيئا لجمعية سلا بعودة جمهورها وحصنها المنيع.