• لا قياس مع الفارق والنصر يعزز المسار الخارق

باصطياد صقور الجديان، إن لم نقل افتراسهم ذهابا كما في الإياب، وكلا المبارتان لعبناها بالمغرب، يكون المنتخب المغربي قد أشر على انطلاقة للتاريخ في التصفيات لم يسبق له وأن عاشها أو مر منها أو حتى جربها.
لذلك وطالما أنه مدرب براغماتي واقعي، متسلح بالنزعة الإنتصارية، غير مؤمن ولا معترف بشيء إسمه «مباراة شكلية»، فإن وحيد خليلودزيش ذاهب أمام أفيال السيلي للعب بعتاده الثقيل، مراهنا على السادس على التوالي، ليربح من خلاله المسار الخرافي الغالي.
• ريان يضرب الجديان
كلما زادت حدة الإنتقادات المحيطة به مضمونا وليس في الشكل، إلا وعاد ليرد بلغة الأرقام التي قال وسيقول أنها تخدمه وتدافع عن اختياراته، بل وتحميه من كل مؤاخذة ممكنة، هذا هو الناخب الوطني وقد تضاعفت نشوته وبهجته وهو يعاين الأسماء التي راهن عليها دون أن تقدمها الترشيحات في جلباب النجوم لتتألق، كان آخرهم ريان مايي المكافح المجتهد الذي كافأت مجهوداته مباراة صقور الجديان بأول ثنائية له مع الأسود.
لذلك بعد أن وضع ريان قطار الأسود على سكة العلامة الكاملة بعد سحق صقور الجديان، فإن وحيد يزداد إصرارا لينهي المشوار التصفوي برقم يدعم سجلاته وسيرته الذاتية كأول ربان يفعلها قاريا وخاصة مع المنتخب المغربي، إذ لم يسبقه أحد من أسلافه لذلك.
• صمود الأفيال من المحال
ليست هذه هي نسخة أفيال "السيلي" التي نعرفها وتعرفنا عليها في السابق، بل ليست هذه هي الكرة الغينية التي تألقت في "الشان" مؤكدة جودة منتوج بطولتها المحلية وبأسماء رائعة تلعب في أعتد الفرق الأوروبية، منها نابي كيتا ترمومتر ليفربول وواحد من أوراق يورغن كلوب التي لا يتخلى عنها.
مانو، مورلاي سيلا، ممادو كاني وفرنسوا كاماني، عناصر بذات جودة نابي كيتا، إلا أنها ربما وهذا واقع كان المدرب ديديي سيكس قد اعترف به تأثروا كثيرا بالإنعطافة التي أحدثها الإنقلاب العسكري في كوناكري، لذلك ترقب صمود من هذا المنتخب المنهار والذي فشل حتى في التسجيل أمام غينيا بيساو الذي سحقه المنتخب المغربي ب 9 أهداف كاملة، هو ضرب من المحال أمام أسود وحيد الجائعة، بل الشرسة.
• تصحيح هاتف العاطفة
وحيد المضغوط بإشراك بوفال من وسائل الإعلام إستجاب لنداء العاطفة وهاتف الضغط وأدار ظهره لقناعاته التي كانت على الدوام تتأسس على أن بوفال رجل طوارئ ولاعب حلول في الشوط الثاني.
لذلك هو واثق كما طاقمه أنه لو لعب بالكعبي مع مايي أمام السودان، لتابعنا نفس التدفق الهجومي ونفس التوهج ولسجل الكعبي وعزز رصيده في التصفيات ولحلق بصدارة الهدافين أمام منافس بدا دفاعه مرتعشا مفتوحا على مصراعيه.
الكعبي إذن هو واجهة تصحيح اختيار العاطفة ليعود للعب أساسيا ومعه بنشرقي مكان الحدادي، الذي لم يقدم بعد كل هذه المدة والفرص المطلوب من تأهيله لدى الفيفا.
بل أن وحيد وإن واجه منتخبا مغمورا، وهو بهذه الروح والإصرار على صيانة مكاسب هذه التصفيات التاريخية، فلن يعمد لاستبدال باقي عناصره، إلا إذا كان له رأي آخر فيما يخص حراسة المرمى، وإعادة شاعر لخط الوسط رسميا منذ الإنطلاقة.
• علامة كاملة للتاريخ
لا أحد من المنتخبات التي تتواجد في التصفيات تملك هذا الحافز وهذا الطموح وهذا الحظ في أن تنهيها بعلامة كاملة «6 انتصارات من 6»، سوى الفريق الوطني.
إنجاز يمثل الكثير لوحيد ولاعبيه، ويمثل له تاريخيا إنجازا وإحصائية سيحملها معه بعد مغادرته وهو العاشق عند كل ندوة ومؤتمر صحفي للتذكير بتاريخه ورصيده، مضيفا أنه يأمل أن يكون أول مدرب يقود 4 منتخبات عالمية مختلفة من التصفيات لغاية المونديال، لذلك ظهر البوسني غاضبا بعض الشيء من لاعبيه في الندوة التي أعقب المباراة عاتبا لهم التراخي وعدم أخذ الأمور بالجدية اللازمة لتحقيق انتصار أكبر.
إذن هو السعي للعلامة الكاملة ومعه ربح خطوات على درج الفيفا وتعزيز الثقة في النفس قبل الملحق، وإبراق رسالة تحذير لكافة المنافسين، على أن أسود وحيد منافس غير مرغوب ملاقاته، وإلا سيشربون من نفس كأس من سبقوهم في دور المجموعات.

ADVERTISEMENTS