حسم المنتخب المغربي لكرة القدم مباراة الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس العالم 2022، والتي جمعته بضيفه منتخب غينيا بفوز جديد قوامه 3 – 0، وهي المباراة التي إحتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط وقادها الحكم جوشوا بوندو من بوتسوانا، مع الإشارة إلى أن هذا الفوز هو السادس على التوالي الذي يحققه الأسود في هذه التصفيات ليتأهل بذلك لدور الملحق الإفريقي بالعلامة الكاملة وبـ18 نقطة، وهو إنجاز غير مسبوق تحقق لأول مرة.

وخاض المنتخب الوطني هذه المباراة بتشكيلة مغايرة عن التشكيلة التي واجه بها منتخب السودان في الجولة الماضية، وذلك بسبب بعض الإكراهات، منها إبعاد القائد غانم سايس خشية حصوله على بطاقة صفراء بعدما حصل على إنذار في الجولة الماضية وكذلك منير الحدادي الذي أُنذر في مباراة سابقة، لأن الحصول على الإنذار الثاني يعني تعرض أي منهما لعقوبة الإيقاف وعدم خوضهما لمباراة الملحق الحاسمة شهر مارس القادم.

وقد فضل المدرب وحيد خاليلودزيتش أن يلعب هذ المباراة بالتشكيلة التالية: في حراسة المرمى تواجد كالعادة ياسين بونو، وفي الدفاع وضع كل من سفيان العكوش، سفيان كرواني، جواد يميق ونايف أكرد. وفي خط الوسط وضع كل من سفيان أمرابط، عمران لوزا، أيمن برقوق وإلياس شاعر. بينما في خط الهجوم وضع وحيد كل من أيوب الكعبي وريان مايي، وذلك بالإعتماد على ما يبدو على شاكلة 4 – 4 – 2.

ورغم أن المباراة كانت تبدو شكلية بالنسبة للمنتخب الوطني على اعتبار أنه ضمن تأهله لدور الملحق مباشرة بعد فوزه في الجولة الرابعة.. إلا أنه كان في حاجة إلى تحقيق فوز جديد ليؤكد من خلاله سيطرته على مجموعته، كما كان  في حاجة إلى تأكيد تفوقه وسيطرته على مستوى الأداء بتقديم أسلوب لعب سلس ولين ويتميز بالسهولة في التناول مع الإنسجام المطلق بين جميع لاعبيه. لكن إتضح مرة أخرى أن الفريق الوطني لم يستطع تليين طريقة أدائه رغم أنه يعرف جيدا إمكانيات غريمه الغيني المحدودة وسبق أن فاز عليه بحصة لا تقبل الجدل (4 – 1) في الجولة الرابعة.

وتجلت الصعوبة بالطبع في عدم الإنسجام الذي لم يتحقق بعد بين اللاعبين، بدليل كثرة التمرير الخاطئ والتسرع وغياب التركيز، وفي كل الخطوط.. ربما لتغيير التشكيلة والشاكلة معا من مباراة إلى أخرى، كما تجلت الصعوبة في عجز الفريق الوطني على تجازو مساحة العبور بالإختراقات القوية والتوغلات المثقنة لذلك كانت كراته الهجومية تتعرض سريعا للإجهاض والإختناق على مشارف منطقة الخصم، وهو ما يشكف بالواضح غياب صانع ألعاب أورجل القرار الذي يملك القدرة على إيجاد الحلول الهجومية بصناعة التميريات الحاسمة. كما تجلت الصعوبة من جهة أخرى في "إعدام" دور الظهيرين في تشكيلة اليوم، حيث ظل العكوش والكرواني ظهيرين كلاسيكيين لا يملكان القدرة على التحرك جناحا لمنح الإضافة الهجومية والعددية للفريق الوطني خلال بناءاته وضغوطاته.

صحيح أن الفريق الوطني تمكن من تسجيل هدفين خلال الشوط الأول بواسطة ريان مايي الأول من ضربة جزاء في الدقيقة 21، والثاني من تسديدة قوية ومركزة في الدقيقة 29، لكن الفريق الوطني مع ذلك لم يُظهر ما يشفع له بالخروج من الشوط الأول وقد قدم أداء قويا يشفي الغليل ويعكس تقدمه في النتيجة على مستوى الرقم.  

ولم تتغير الأمور للأفضل بالنسبة الفريق الوطني على مستوى الأداء خلال الشوط الثاني، إذ بالقدر الذي تعرى اللاعبون على مستوى الإنسجام الغائب بينهم كليا، بالقدر الذي سقطوا في كثرة الأخطاء، أحيانا على مستوى التمرير وأحيانا على مستوى التغطية وأحيانا أخرى على مستوى التمركز.

ورغم أن المدرب وحيد غير لاعبين خلال الدقيقة 63 بإدخال أدم ماسينا وفيصل فجر بدل سفيان كرواني وعمران لوزا.. إلا أن لا شيء تغير على مستوى الأداء، وظل الفريق الوطني يشكو من عاهته رغم أن أيوب الكعبي أضاف الهدف الثالث في الدقيقة 60 إثر تلقيه لتمريرة رائعة من ريان مايي الذي كان نقطة ضوء مشعة ومتوهجة في الفريق الوطني خلال هذه المباراة.

وخلال العشر دقائق الأخيرة من زمن اللقاء أقدم وحيد خاليلودزيتش على إدخال ثنائية هجومية بديلة بالإعتماد على أشرف بنشرقي وسفيان بوفال بدل ريان مايي وإلياس شاعر في محاولة منه لمنح البناءات الهجومية نفسا جديدا، لكن ظلت النتيجة على ما هي عليه سواء من حيث الرقم أو من حيث الأداء.  

وفاز الفريق الوطني بـ3 – 0 وهي نتيجة مطمئنة إلى حد كبير على مستوى الرقم لكن على مستوى الإنسجام والأداء فالفريق الوطني ما زال يشكو من عاهات كثيرة، لذلك لم يقدم أداء مقنعا يليق بمباراة تتعلق بإقصائيات كأس العالم. لهذا لا يمكن القول، وقد لعبنا 6 مباريات حتى الآن في تصفيات المونديال، بأن الأسود يتقدمون للأفضل، إذ كلما لعبنا مباريات إضافية تأكد أننا نخطو خطوات إلى الخلف على مستوى الأداء والإنسجام.