• وحيد العنيد، وسطه جديد ودفاعه من حديد 
• شاعر الماهر وريان بنكران الذات أجمل الإكتشافات 
• بالعلامة الكاملة والإستقرار قطعنا ثلثي المشوار

تصفيات من عالم فريد في زمن المدرب وحيد، تصفيات أعجوبة وبسياقات متفردة في الشكل والمضمون بداية بتسلسل غريب للأحداث والوقائع البعيدة كل البعد عما هو رياضي صرف «انقلابات عكسرية، مرورا بترحيل 3 منتخبات عن بلدانهم بتداخل القوة والقاهرة وإلزامية دفتر التحملات الصارمة المنصوص عليهما من طرف الفيفا والكاف، لغاية المسار المبهر للفريق الوطني، وقد تنزه في هذا الدور وحمل بطاقة التأهل دون معاناة من المحطة الرابعة ليجد لها مكانا بين العشرة الموعودون بالملحق.
في المتابعة التالية نقدم رصدا شموليا لهذه التصفيات، وما أنتجته من خلاصات وإحصائيات تصلح أساسا ومرجعا للبناء ومنطلقا للتصحيح وأرضية صلبة من أجل ربح تأشيرة التأهل لمونديال الدوحة في قطر.

• الأسود لا يغادرون الحدود
بتواجد منتخبين يمثلان دولة قاسمها المشترك «غينيا» كانت هذه أولى علامات المغربات المرتبطة بهذه المجموعة، لتتوالى بعدها الأحداث على نحو غريب فاق كل التوقعات وتزامن أغرب لوقائع تليق أن تكون حبكة أو سيناريو لفيلم حافل بالإثارة والتشويق، بعدما شهد بلدين يتواجد منتخبهما في هذه الحلقة إنقلابين عسكريين «غينيا أولا والسودان بعدها بنحو شهر واحد»، الأمر الذي فرض تدخلا من أكبر هيأة أممية تقود وتشرف على اللعبة عالمية «الفيفا» لتفرض الفيطو في وجه 3منتخبات غير المغرب وتقر بنقل مبارياتها خارج أراضيها إن بسبب تدهور الأوضاع وغياب الإستقرار أو لعدم جاهزية المنشآت والملاعب ومطابقاتها للمعايير والشروط المنصوص عليها تعاقديا، وهو ما سيفرض على الثلاثي، غينيا وغينيا بيساو، ثم السودان لتطالب اللجوء الكروي في عديد البلدان الإفريقية قبل أن يتعذر عليها الأمر ويطيب لها المقام هنا في بلادنا بالمغرب، حيث ضمن الأسود خوض كافة التصفيات دون مغادرة للحدود.

• إستهلال عسير وختم يسير
بين الشكل الذي أنهى به الفريق الوطني التصفيات ونظيره الذي استهل به ظهوره أمام صقور الجديان كان الفارق الشاسع الذي هو في حجم الفرق بين السماء والأرض.
فبين الظهور الباهت في اللون والشكل أمام السودان وبدء التصفيات بانتصار تعذب فيه لاعبو الفريق الوطني كثيرا، قبل أن ينتصروا بهدفين الأول كان نتاجا لدربكة داخل المعترك فك اللاعب نايف أكرد طلاسمه والثاني حمل بصمة إلياس شاعر بدعم من مدافع السودان الذي ختمها بنيرانه الصديقة في مرماه، والختم الذي كان سخيا على مستوى المردود والحصيلة التهديفية بسيل من الأهداف التي وضعت الأسود في وصافة أقوى خطوط الهجوم، كان ملخص هذه التصفيات بعد أن أعلن وحيد وتحديدا من الإنعطافة التي أحدثها انقلاب غينيا عودته لذاكرته المسلوبة، فكانت أن خدمته الظروف وهذا واقع يستحق التوثيق بأن خاض التصفيات على طول الخط بالمغرب.

• شاعر ماهر وريان فنان
بعيدا عن لغة الأرقام وما طبع التصفيات من مستجدات والتي ستجدون لها مساحة كاملة من التغطية في هذا التقرير والملف، كانت التصفيات عنوانا على تقديم وجوه جديدة سطعت رفقة الفريق الوطني إما باستغلال الظروف الناتجة عن استبعاد أسماء أخرى لتحل مكانه، أو نتيجة لتعقب مدروس من الناخب الوطني، وقد اقتفى أثرها مثلما حدث مع «لوزا الذي عوض زياش وشاعر الذي حل مكان تاعرابت ومايي الذي عوض النصيري».
المثير أن هذه الوجوه ربحت الإقناع المزدوج «إقناع المدرب والجمهور» وربحت أرقاما إحصائية كبيرة وربحت الرسمية حتى مع عودة المستبعدين.
شاعر أظهر أنه لاعب مهاري من الطراز الرفيع ممونا، ممررا ومسجلا، وريان أظهر من السخاء ومن نكران الذات ما قدمه أحد أجمل الإكتشافات. 

• الكعبي يعوض «الهيلوكبتر»
ولم تكن هذه الأسماء التي أطلت علينا من مختلف البطولات الأوروبية، وحدها من حملت لنا بشارة التجديد، فقد كانت إصابة يوسف النصيري من جهة واستقرار أيوب الكعبي في حضن البطولة التركية من جهة أخرى، بعدما فقد مكانه رفقة الأسود وهو هداف للبطولة مع الوداد بسبب ما تراكم ورافق تلك الفترة من انتقادات بالغت في الحدة بسبب إهداره السهل الممتنع من الفرص.
وحيد وبعد تأجيل مباراة غينيا التي كان النصيري حاضرا فيها، سيضم الكعبي للمعسكر وسينهال عليه بالإشادة ويؤكد أن ما يراه البعض عيبا في هذا اللاعب، سيمثل له واجهة  للتصحيح «وهو الفعالية أمام المرمى» مضيفا: «أفضل أن أخسر مباراة يحضرها الكعبي على أن أنتصر مع لاعب غير منضبط».
وبالفعل سيكون الكعبي واحدا من علامات التصفيات، كونه توج هدافا للأسود وليربح إبن الراسينغ مكانه باقتدار ضمن صفوفه ويعوض بمثالية هداف إشبيلية.
مسار انتهى بالعلامة الكاملة وبتغييرات شاملة وباستقرار أضاء سراديب المشوار..