يعود الرجاء البيضاوي وصيف بطل العالم لغمار المنافسات الدولية لكن هذه المرة بطابع ودي من خلال مشاركته في المباراة التكريمية التي تنظم لفائدة مدربه السابق الأرجنتيني أوسكار فيلوني، ويستضيف في هذا اللقاء فريق فيتوريا غيماريش إحدى الأندية العريقة التي تنشط بالبطولة البرتغالية، وتشكل هذه المحطة الجديدة محكا مهما لمجموعة من العناصر الشابة التي التحقت بالفريق الأول وفرصة كذلك للمدرب فوزي البنزرتي لاكتشاف بعض المواهب الجديدة التي قد تكون خير خلف لخير سلف وبالتالي إعداد فريقه للإستحقاقات القادمة التي تنتظره ومنها إياب البطولة المحلية ومنافسات عصبة أبطال إفريقيا التي باتت بدورها على الأبواب.

معسكر بأكادير للإعداد لهذه المباراة

كما كان الشأن قبل بداية الموسم حين خاض الفريق معسكرا إعداديا بالمجر ليدشن مبارياته الإعدادية بملاقاة فريق نيس الفرنسي في مواجهة ودية كانت غنية بالعطاء الفني والبدني كما قدمت ما كان منتظرا منها على مستوى الأداء الفردي والجماعي للفريقين، فقد استغل الفريق الأخضر مرحلة توقف البطولة الوطنية لينتقل لعاصمة سوس، حيث خضع النسور لمعسكر مغلق استمر لحوالي عشرة أيام استغله المدرب التونسي فوزي البنزرتي للرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبيه باعتماد ثلاث حصص تدريبية في الأيام الأولى من المعسكر هذا إلى جانب العمل على التأقلم مع الأساليب التكتيكية التي ينوي الإعتماد عليها في المستقبل لتجاوز بعض المشاكل التي عانى منها الفريق في المرحلة السابقة وأهمها ضعف الفعالية الهجومية للفريق.. وستكون المباراة الدولية أمام غيماريش مناسبة لقياس مدى جاهزية العناصر الرجاوية للإستحقاقات المقبلة.

                                                   خصم من العيار الثقيل

تدخل هذه المباراة الدولية في إطار السياسة الجديدة التي اعتمدها المكتب المسير ضمن برنامجه ومشروعه الرامي لتحقيق مجموعة من المكاسب منها ما هو تسويقي ومادي ومنها ما له علاقة بتلميع صورة الفريق على المستوى الخارجي، وفي هذا الإطار سبق للفريق أن خاض مجموعة من المباريات الودية أمام أندية أوروبية عريقة منها أتلتيكو بلباو وبرشلونة ونيس وأندية عربية، أما المباراة القادمة فستجمعه كذلك بخصم من العيار الثقيل باعتبار فريق غيماريش من الأندية البرتغالية العريقة، حيث يلعب دائما الأدوار الطلائعية ويحاول منافسة الثلاثي بنيفكا وبورطو وسبورتينغ لشبونة على المراكز الأمامية، وهذه المعطيات تؤكد بأن المباراة لن تكون سهلة بالنسبة للعناصر الرجاوية.

أسلوب لعب متشابه

توجد البطولة البرتغالية حاليا في المركز العاشر على مستوى ترتيب البطولات الأوروبية، وهناك أوجه تشابه كبيرة بين الكرة المغربية ونظيرتها البرتغالية التي تبدو متأثرة بسحر الكرة البرازيلية، حيث تعتمد بدورها على الجانب الفني والمهارات الفردية للاعبين إلى جانب السرعة على مستوى تنفيذ العمليات الهجومية، وهذا لا يختلف كثيرا عن المدرسة الرجاوية المعروفة بالتمريرات القصيرة والتيكي تاكا المغربية التي أبهر بها النسور العالم في الموندياليتو الأخير، وبالتالي ينتظر أن يقدم الفريقان مباراة متميزة بالفرجة والمتعة والإبداع بالنظر للمؤهلات الفنية التي يمتلكها لاعبو الفريقين.

الوفاء لأوسكار فيلوني

بغض النظر عن المنافسة التي ستحملها المباراة وطابع الإثارة والحماس الذي ينتظره الجمهور من لاعبي الفريقين، فإن المباراة تحمل في طياتها أبعاد أخرى لها علاقة بالجانب الإنساني من خلال التضامن مع الساحر الأرجنتيني أوسكار فيلوني ومساندته في هذه المحنة التي يجتازها رفقة زوجته وأسرته الصغيرة، ومن دون شك فإن الجماهير الرجاوية لن تتأخر عن هذا الموعد وستحضر بكثافة كتجسيد منها لثقافة الإعتراف بالجميل وكوفاء منها لرجل قدم الشيء الكثير للكرة المغربية ولفريق الرجاء بالخصوص حين ساهم في حصوله على ألقاب محلية وقارية وقاده للمشاركة في أول كأس عالمية، كما كان وراء اكتشاف جيل من اللاعبين الشباب ممن صنعوا أفراح الرجاء والكرة المغربية بصفة عامة.

                                                    جيل جديد في المحك

في غياب مجموعة من الثوابت الأساسية للرجاء و المتواجدة رفقة المنتخب الوطني المحلي بجنوب إفريقيا، ينتظر أن يعتمد المدرب فوزي البنزرتي على بعض العناصر الشابة التي برزت في بطولة الأمل و ستكون مؤطرة بلاعبي الخبرة والتجربة كالإيفواري كوكو ومابيدي والمصري عمرو زكي، وتعتبر هذه المباراة فرصة للجمهور الرجاوي للتعرف عن قرب على بعض المواهب الجديدة كوليد الصبار وعمر العرجون وبنون وسعدان ومصدق وباقي الأسماء الأخرى التي ستشارك لأول مرة في محك دولي من عيار ثقيل، ولنا كامل الثقة في هذه المواهب وفي قدرتها على إمتاع وإقناع الجماهير الرجاوية التي نتمناها أن تحضر بكثافة لتجسد خصلة الوفاء للداهية أوسكار وأيضا لتقدم لوحات جميلة كتلك التي قدمتها في المباراة الودية أمام نيس الفرنسي والتي تناقلتها مختلف القنوات العالمية ولم لاتكرار ملحمة الموندياليتو الأخير.

إبراهيم بولفضايل