هذا الذي يحدث في هذا الـ«كان»، هذا الكرم الغامر وهذا الفيض من (الحووووب) الهادر المنهمر على المنتخبات العربية من جهة الشمال، في مدرجات ملاعبنا التي جهزناها لتشرب الماء فشربته، هو حالة تستحق الدراسة التي تعكس أحد الأمرين «إما حالة مرضية سكيزوفرينية متوغلة في السادية وجلد الذات، أو أننا فعلا تخطينا النواميس بعرض إيثار فاق سقف التوقعات لينار مناصرونا منتخبات الجزائر وتونس مع مصر وهم أشرس خصومنا المرتقبين»...؟
هل احتاج الأمر فعلا كي يعلم العالم من نكون بكرمنا الذي لا يحتاج لإقامة دليل، ولا لنبلنا الذي لا يحتاج لشهادة عابر سبيل أن نستقبل جماهير الجزائر بـ«البرارد ديال أتاي» في طريقهم للملعب؟
هل احتاج الأمر منا أن يتحول ملعب أكادير لصورة بانورامية من ملعب القاهرة ليلعب الفراعنة مثلما لم يلعبوا في زمن سطوتهم مع المعلم حسن شحاتة شافاه الله «گيشي فيرمي» بدعم غير مسبوق من أهل سوس...؟
هل احتاج الأمر فعلا كي نغير قناعات التوانسة، وندفعهم للتمرد على السير في فلك إعلام جارهم المحبوب أن يحظوا بدعم جماهير فاس أمام نيجيريا بتلك الطريقة...؟ 
تعالوا لنعكس الآية، هل كان لما وقد لعبنا في القاهرة وقسنطينة وسوسة وأن حظـينا ليس بثلث ولا حتى ربع بل بخمس هذا الدعم والكرم الحاتمي الذي أسبغناه عليهم؟
ألم يسهم هؤلاء بشكل أو بآخر في منح الفراعنة والثعالب والنسور جرعة ثقة وتحفيز إضافية كي ترتفع معنوياتهم وكأننا حضرناهم بسلاح من أسلحتنا قد يحاربوننا به حين يلاقوا الأسود في طريق العبور صوب البوديوم...؟
لنواصل تشريح هذه الحالة «المرضية والمرضية» بفتح الراء والميم وضم الميم وسكون الراء»، لماذا دعم هؤلاء بهكذا تطرف ومغالاة٬ مقابل الهتاف ضد لاعبي الفريق الوطني الذين لم يحظوا  بمثل هذا السيل العرم من الحوووب في مبارياتهم ...؟
هذا هو جلد الذات الذي أتحدث عنه، فما معنى استضافة هؤلاء في البيوت، فلم تم الإستثمار إذن في تلك الفنادق التي يسكنها الجن العاشق؟
كل واحد له الحق في قراءة المشهد في لوحته، سهل جدا أن تتحلى بالطوباوية والمثالية والإفلاطونية وتستهجن هذه النافذة وتمحت من مغرفة ومحبرة «كفانا فتنة»... الفتنة الحقيقية هي أن ندعم من وقفوا ضدنا في تقرير مصير صحرائنا الحبيبة قبل أن يتدخل الـ«ڤار» الأمريكي ويفحمهم وفيطو فرنسا وروسيا والصين وبريطانيا؟
الفتنة هي أن تكون لنا ولكم ذاكرة عصافير وتنسوا أنهم شتمونا في قسنطينة، ونكلوا بصغارنا في الألعاب المتوسطية، وسخروا منا باسم» الرونبوان» والخط المباشر ومنعونا من الشأن، وجلبوا بلطجيا قال فينا وفي بلادنا ما لم يقله مالك في الخمر، هذه أكبر من الفتنة هذا ذل وهوان فأين هي الغيرة؟ تعودنا أن خبز الدار كياكلوا البراني، طبسيل الطاوس وحلوى الكعب والصالون المزيان للبراني حتى عشنا وشفنا أن ملاعبنا المخملية التي تشبه المسارح الفخمة مع أنصار تعبئوا لدعم هذا البراني بمنتهى السخاء... 
الحوووب الذي أتحدث عنه هنا، أولى به الفريق الوطني ولاعبوه مثلما أتانا حكيمي يسأل مجددا «علاش باقيين كاعيين ...» وعلاش كتصفروا علينا»... وهنا قمة استغراب المشهد...
لذلك اترك عليك «ستيل» وليد و«لوك» وليد و«صلعة» وليد مع الإيغو العالي والمرتفع لوليد، وركز على الفريق الوطني الأولى والأحق بالدعم من وليد، يضر في الخاطر هذا المشهد،لأنه بهذا الشكل خبز الدار ياكلو الباراني لن تقتصر فقط على الملاعب والمناصرة وقد تصل «يديو لينا  القلوج» من هنا ويصعدوا العمارية للإحتفال ...