• لم نفز بكل مبارياتنا اعتباطا، هناك منتخبات كبيرة لم تفعل ما فعلناه
• لا أقدم وعودا، ذاهبون للكاميرون لندافع عن حظوظنا وعن تصنيفنا الإفريقي
• نواجه صعوبات كثيرة في تحضيرنا للمونديال الإفريقذ

نقدم لكم فيما يلي الجزء الثاني من الحوار الحصري الذي أنجزناه مع المدرب والناخب الوطني وحيد خليلودزيتش:

• المنتخب: تبدو مبتهجا، فخورا بالأرقام التي وقعت عليها في التصفيات، عليك ألا تنسى أنك المدرب الوحيد في العالم وفي تاريخ الكرة المغربية الذي خاض مبارياته الرسمية في البلاد، بل حتى الودية منها، هذا الإمتياز لم يتحصل عليه غيرك في السابق؟
وحيد خاليلودزيش: قد يكون كما تقول امتيازا، لكنه لم يحمل لي أو لكم ضمانات كي ننتصر في كل مبارياتنا، لقد سبق للمنتخب المغربي أن أهدر في السابق نقاطا في بلاده في التصفيات، هذا واقع أنتم أدرى به، أيضا لعبنا «ويكلو» مجردين من دعم الجمهور وهو ما يضع كل المنتخبات على قدر المساواة في الحظوظ.
البرازيل وفرنسا وألمانيا لم ينتصروا في جميع مبارياتهم داخل أراضيهم، لذلك لن يغير أي كان قناعتني كونه كان مشوارا غير مسبوق، بل كان مشوارا تاريخيا بكل المقاييس ويستحق التباهي والإفتخار به ليس لوحدي، بل للجامعة وللاعبين ولكل من تقاسم معنا هذا النجاح الباهر.

• المنتخب: قبل أن نسدل الستار على «الشخصنة» أي الحديث عن الأشخاص وعن اللاعبين، سنفتح موضوع الزلزولي، قبل فترة سألناك عن هذا اللاعب وقدمت لنا جوابا الجميع  يذكره، حاليا هو واحد من عناوين لائحة الكان، نريد تعقيبا منك؟
وحيد خاليلودزيش: (الحوار أنجز قبل أن يكشف الزلزولي عن قراره لعدم اللعب للفريق الوطني)، عبد الصمد الزلزولي الحالي ليس هو اللاعب السابق لما سئلت عنه، والسياق مختلف أيضا، لأننا كنا في التصفيات، كان لنا تدبيرنا لتلك المرحلة والسياق الحالي هو الكان الذي يتمنى أي لاعب تمثيل منتخب بلاده فيه.
لقد تابعته كما أنتم، تطور بشكل لافت ومر من مرحلة انفجار هائل على مستوى المردود وبانتظام وليس سهلا حدوث ذلك داخل ناد من حجم البارصا، بغض النظر عن ظروف هذا النادي حاليا، لذلك لم يكن ممكنا أن يكون للمغرب فتى مذهل صغير السن ومتوهج من حجم عبد الصمد الزلزولي، وبفريق مثل البارصا، وبطولة من حجم الليغا، وألا يزين قائمة الكان، تجاهله كان مستحيلا.

• المنتخب: لكن استدعاؤه واكبته ردود أفعال قوية من قبيل تعرضه لضغط رهيب داخل إسبانيا من جهات مختلفة، هل تحركت في هذا السياق للتصدي لهذه المناورات؟
وحيد خاليلودزيش: دوري وكما هو متفق عليه مع السيد رئيس الجامعة في إطار التنسيق المستمر، تقني محض، يتمثل في تتبع العناصر التي تلبي حاجياتنا محليا و خارجا على وجه التحديد، على أن يتولى هو من موقعه وتأثيره وكذا صلاحياته، تذليل كافة الصعاب التي تعترض إما تأهيل لاعب داخل الفيفا، أو التصدي لأي شكل من أشكال الضغط التي قد تطال لاعبا من لاعبينا وهذا حدث مرارا وتكرارا..
لذلك أنا ناقشت اللاعب ووقفت على شغفه لتمثيل منتخب بلاده، وبقية الأمور بحسب علمي تكلف بها السيد الرئيس، لأنني لا أجيد الإسبانية، وقد تعذر علي مرارا التواصل مع المدرب تشافي وإدارة البارصا قصد التشاور الاحترافي والعقلاني، وأعتقد أن السيد الرئيس أهل لهذا الدور وباقتدار.

• المنتخب: في ندوتك السابقة، تكلمت بنوع من الحدة وقلت أنك ترفض كافة أشكال الإبتزاز مع المحترفين، ونحن نتحدث هنا عن الزلزولي وكونه حالة استثنائية، ألم تقدم له من باب الإغراء والتحفيز لقطع طريق الإسبان، إحدى الضمانات ليكون له دور قوي معك؟
وحيد خاليلودزيش: لقد قمت أنت بتلخيص الوضع كله، وما قلته في تلك الندوة ليس كلاما مسدلا ولا «بروباغندا» تتغير بتغير الأشخاص، هو مبدأ ثابت ولن أقبل تحت أي نوع من الإكراهات تغييره كما هي مواقفي من القضايا الجادة التي لا تتغير.
نعم أنا مغرم بالزلزولي، لكنني لم أمنحه أي ضمانات ليلعب أساسيا، لم يسبق لي وأن منحت لاعبا فرصة مساومتي للحضور، هو سيحضر وسيربح مركزه بموهبته.. عبد الصمد يملك مواصفات نفتقدها حاليا داخل صفوف المنتخب المغربي، لديه ميزات نحتاجها بكل تأكيد، وإن حضر وهذا ما نتمناه لأن الكان فرصة لا تتكرر، فإنه سيربح مكانه بهذه الكفاءة والموهبة وليس لوجود ضمانات هي من وحي الخيال.

• المنتخب: ونحن نحيط بكافة هذه الحيثيات، وقد مررنا بشمولية على ما تصورنا أنها أسئلة الشارع والجمهور وحتى أغلبية القطب الإعلامي، الآن نود منك بمنتهي الوضوح السيد وحيد لو تضعنا وجها لوجه مع سقف الطموح والهدف المسطر بالكاميرون؟
وحيد خاليلودزيش: بطبعي لست الشخص الرومانسي الذي يلبي انتظارات أو تطلعات فئة حالمة من الجمهور أو حتى الصحافة، لأنني من المدرسة الواقعية التقليدية.
هذه المدرسة تتأسس على 3 أشياء: الدفاع باستماتة بل وبشراسة عن المكتسبات، أي أنني على استعداد كي أقاتل وأصون أجواء هذه المجموعة.
ثانيا: لا يوجد شيء يغريني مهما كان حجم الضغوطات، لأضحي بمجموعة تتطور، ثم ترتقي ثم تتفوق بالنتائج إرضاء  لفلان أو لاعب أو جهة ما.
وثالثا: لست من النوع الذي يقدم وعودا وردية ويرسم قصورا من الرمل قد تجرفها مياه ومد البحر بسرعة، لذلك نحن ذاهبون للكاميرون بالتاريخ وبالسمعة التي سبقتنا وبوضعنا في التصنيف الحالي وبرصيدنا في التصفيات وأيضا بطموحنا في إبراز أننا فعلا رقم صعب، سنقاتل لنصل أبعد مدى في هذه المشاركة.

• المنتخب: موقفك جد واضح، لكنه محمول على عموميات نود اختزالها قدر الإمكان في رهان يتحدد بالأدوار، أي بغض النظر، هل نحن «أوت سايدرز» بالدورة أم لا؟ نود معرفة تقييمك للقبعة التي نحن فيها داخل الترشيحات؟
وحيد خاليلودزيش: نحن مع 5 أفضل منتخبات، لست أنا من يقول ذلك، بل بالإجماع ولو مع رفضي المطلق لكافة أشكال التقييم الإستباقية، نحن في رواق الأوفر حظا في الدورة.
أعتقد أن المنتخب السينغالي بالأرمادة الرائعة والقوية للمحترفين الذين هم في صفوفه، وهم ينافسون في أندية كبيرة ببطولات كبيرة، يتصدر هذه المنتخبات الخمسة دون أن أحدد معاييرها، ولا رقعتها الجغرافية ولا من تكون، المتتبع يعرفها بكل تأكيد.

• المنتخب: ماذا لو أخبرتك زيادة في استفزاز واقعيتك وحملك معنا لرحاب الرومانسية والحلم، أن ملايين المغاربة يرقبون عودتك إن شاء الله بالكأس الثانية من الكامرون؟
وحيد خاليلودزيش: أن أكون واقعيا ليس معناه أني جاف دون مشاعر ولا أحلم مثل الجميع، بدوري سأكون أسعد الناس في العالم  لو وفقت في هذا المسعى، ووقفت في أن أقود المنتخب المغربي للمشاركة الثانية تواليا في المونديال، وأن نحقق النجاح بصعود البوديوم.
لكن التجارب والمسار الطويل من الممارسة علمني التقيد بالحذر، وإبعاد المجموعة عن كافة الضغوطات، وأن أكون أنا في صدر استقبال الغارات والهجمات لتحصين أبنائي، أقصد لاعبي فريقي، لن أغير أبدا هذا المنهج.

• المنتخب: هذا الكان سبقه جدل كبير، ألم يكن لما حدث تأثير على التحضير الهادئ لبلوغ هذه الأهداف كما تحدثت عنها؟
وحيد خاليلودزيش: هذا واضح ومؤكد، ولا يمكن أن نخفي درجة تأثير ما راج في الكواليس وما سبق هذه المسابقة من تجاذب على تركيزنا سواء كمدربين أو لاعبين.
البشرية تجتاز منذ أكثر من سنتين ظرفية استثنائية دقيقة، والأمور ستكون معقدة بالكامرون، دائما ما ننشد السلامة للجميع  لتكون أولى أمانينا، هذا الأمر صعب علينا إيجاد مباريات ودية والتحضير المبكر، إضافة لاجتياح الفيروس لعدد من اللاعبين وضغوطات مدربيهم داخل نواديهم الأوروبية، لذلك الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق وسيكون الحذر بالكامرون قائما بل وملازما لنا.

• المنتخب: نود أن نبلغك أننا لأكثر من 3 عقود ونحن نواكب داخل مؤسسة رائدة إعلاميا بالمغرب الكان والمونديال، وككل الذين سبقوك، سنتمنى لك حظا موفقا وممتنون لتواصلك معك، نود منك تقييما جريئا وصريحا منك للصحافة الرياضية المغربية؟
وحيد خاليلودزيش: لكم أن تلاحظوا وتحكموا بأنفسكم على أني وقفت طيلة فترة تواجدي هنا، على نفس المسافة مع الجميع وأسست لمنهج التواصل داخل إطار مؤسسة الجامعة وفي السياقات التي تستحق ذلك، أنا مدرب بنزعة انتصارية هذا مؤكد، لذلك أراهن دوما على ما يقودني لهذه الإنتصارات، ولطالما استغربت ونحن ننتصر، إصرار بعض الصحفيين على تكرار نفس الأسئلة  التي تهم لاعبا متمردا، كان وسيظل هذا يزعجني كثيرا وشكرا لكم.