حسنا فعل عبد الصمد الزلزولي عندما إختار البقاء مع برشلونة خلال المرحلة الحرجة التي يمر منها الفريق الكطالوني.. وحسنا فعلا لكونه لم يستعجل الإنضمام لصفوف الفريق الوطني في الوقت الراهن وهو مقبل على تظاهرة من العيار الثقيل.. فالمسالة لا تتعلق أبدا بمصلحة برشلونة بالقدر الذي تتعلق بمصلحة اللاعب، وبمصلحة الفريق الوطني في نفس الوقت.

فالزلزولي الذي لم يكتمل بعد نضجه الكروي ولا حتى التفكيري، وجد نفسه في بحر من الضغوطات الرهيبة، تتقاذفه أمواج متلاطمة من الحيرة.. هل يلعب حاليا لبرشلونة؟ أم يذهب لـ"الكان"؟.. فاختار البقاء، ربما كان قراره.. وربما تأثر بنصائح الآخرين.. لكن مهما كان فقد إتخد القرار الصحيح.   

الزلزولي لم "يشتد عوده" بعد على مستوى المنافسة، ومازال يحتاج مزيدا من الوقت حتى ينضج أكثر.. فلماذا نرمي به في "وجه العاصفة" من دون سند يحميه.. ولماذا نقذف به في "فرن" منافسة قوية من حجم "الكان" قد يحترق سريعا بلهيبها؟! فهو مازال "يحبو"، ومازال يقيس خطواته الأولى مع العملاق الكطالوني.. وتذكروا أن عمره مع فريقه 5 أشهر لا غير بعدما كان يلعب في الدرجات الصغرى.. وفجأة وجد نفسه ضمن فريق يحلم به كل لاعبي العالم، وأغلب الظن أن الزلزولي ما زال لا يصدق أنه فعلا يلعب لبرشلونة!

يجب أن ندعم هذا الفتى الواعد.. وخيرا فعل لأنه لم يختر اللاعب لإسبانيا بعد.. لا تصدوا الأبواب في وجهه.. لا تطردوه وتدفعوه لإختيار اللعب لمنتخب آخر.. فالغياب عن "كان" الكامرون ليس نهاية العالم.. فالمنتخب المغربي لديه لاعبون أكثر خبرة ونضجا من الزلزولي ولا أحد سأل عنهم حتى!!

نحن لسنا في حاجة إلى الزلزولي لأسبوعين في نهائيات "الكان" أو حتى لشهر.. نحن في حاجة إلى الزلزولي مع الأسود لفترات طويلة وأعوام مديدة.. كثيرون هاجموه سريعا دون أن يلتمسوا له أي عذر.. وقالوا من يكون؟ ومن يحسب نفسه؟ ومنهم من قال إنه لا يساوي شيئا مقارنة بلاعبين كبار ذكروا أسماءهم.. صحيح أن الزلزولي لن يكون مستقبلا مثل ميسي.. لكنه قد يكون مثل زيدان.. وقد يفوق بيرلو.. وغيره.

والغريب أن لا رئيس الجامعة فوزي لقجع ولا وحيد خاليولدزيتش مدرب المنتخب يساندان اللاعب الآن ويقدمان له المساندة.. فلماذا التنصل من المسؤولية؟ فرئيس الجامعة قال أنه تحدث للاعب وقال له "لا أضمن لك اللعب مع المنتخب في مارس".. والمدرب وحيد قال إنه نادى على الزلزولي وغير ذلك ليس من إختصاصه!، وكأن كل واحد يرمي الكرة للاعب الذي هو في أمس الحاجة حاليا لمن يشد بيديه.. فمن يملك إذن مسؤولية دعمه ومساندته وإحتوائه، إن لم يكن المدرب ورئيس الجامعة؟

تذكروا جيدا لاعبا إسمه سعيد الركبي لاعب نهضة سطات سابقا يوم دخل صفوف الأسود في عمر الزهور.. و"احترق" سريعا! ماذا قدم الركبي بعد ذلك؟ وكيف كان مشواره مع الفريق الوطني رغم الهالة الإعلامية الكبيرة التي حضي بها آنداك؟