كان متوقعا، أن لا تشبه مباراة اليوم بين بيترو أتلتيكو والوداد البيضاوي بملعب 11 نونبر بلواندا ما سبقها من مباريات عن نفس عصبة الأبطال، فهذا الفريق الأنغولي الذي كان الضحية المفضلة للوداد البيضاوي، تغير كثيرا، فقد ألحق مدرب بيترو أتلتيكو دوس سانطوس بالمجموعة الكثير من التغييرات، بضم عدد من اللاعبين البرازيليين والبرتغاليين، وهو ما كان يفرض على وليد الركراكي أن يقدم للمباراة التوليفة التي تستطيع مقاومة الزحف الأنغولي.
والحقيقة أن وليد اختار أن يلعب بتشكيل قوامه عناصر ذات نزعة دفاعية، إذ سيعتمد على عنصري ارتكاز عوض لاعب واحد، باللعب بكل من يحيى جبران وسرغات، مفضلا الأخير على أيمن الحسوني، كما أنه سيعتمد على صلاح الدين بنيشو بدلا من حيمود، وهو ما أظهر الوداد ميالا أكثر للعب ببلوك منخفض، وإن كان قد نجح في إفراغ بيترو أتلتيكو من شحناته الهجومية، بفضل تماسكه الدفاعي، إلا أن العمق الدفاعي سيضرب في لحظة عندما ستمرر كرة في الظهر ليسجل منها تياغو أزولاو هدف السبق في الدقيقة 42.
إنهاء الشوط الأول متأخرا بهدف، كان يفرض على وليد نزع العباءة الدفاعية عن الفريق، ومنحه فرصة المرور إلى صناعة اللعب عوض تحمل ضغط المنافس.
سيلجأ الركراكي لخيار إدخال كل من أيمن الحسوني وفرحان، ليمر من شاكلة 4-3-3 إلى شاكلة 3-4-3، بوضع جبران في عمق الدفاع إلى جانب كل من داري وفرحان، ولم يتغير إزاء ذلك شكل الأداء، ولو أن الوداد سيسجل هدف التعادل من لمسة ساحرة لجلال الداودي الذي سيسجل من نقطة صعبة مرسلا الكرة للزاوية البعيدة لمرمى بيترو أتلتيكو في الدقيقة 59.
هدف ما كان يجب معه أن يعود الوداد للحال الذي كانت عليه المباراة من قبل، أي باللعب ببلوك نازل، فقد ظهر على دفاع بيترو علامات ضعف للأسف لم يجر استغلالها، ليعاقب الوداد على ذلك بهدف ثان لبيترو أتلتيكو يسجل بطريقة كربونية للهدف الأول بواسطة يانو في الدقيقة 68، وليعمد وليد مجددا لتحوير طريقة اللعب بالعودة إلى شاكلة 4-3-3، من دون أن يفلح في معادلة النتيجة، ليتلقى الوداد الخسارة التي ستضيق أمامه هامش الخطأ، بخاصة وأن ما ينتظره، لقاءان كلاسيكيان أمام الزمالك المصري، ذهابا بالدار البيضاء وإيابا بالقاهرة، ما يعني أن وليد الركراكي سيكون بحاجة إلى تدبير تكتيكي أفضل بكثير مما شاهدناه بلواندا أمام بيترو أتلتيكو.