فهِم وحيد خليلودزيتش، متأخرا جدا، أن التشكيلة التي اختارها ليبدأ بها المباراة أمام منتخب جنوب إفريقيا بها بعض الإعتلالات على مستوى التركيبة البشرية.. وفهِم متأخرا جدا أن برقوق لا يصلح وأن خط الوسط يعاني على مستوى البناء.. وعلى مضض قام بتغييره في الدقيقة 60 من زمن المباراة.

وترك وحيد أمين حارث بكل ثقله المهاري والتكتيكي خارج المباراة.. وعلى مضض أيضا أشركه خلال النصف ساعة الأخير.. وقدم حارث ما قدمه من أداء جيد أكد من خلاله أنه لا يحتاج كثيرا من الوقت حتى ينسجم مع بقية اللاعبين وهو الذي غاب كثيرا عن مباريات الأسود.. وكان حارث "نقطة ضوء مشعة" بمعنى الكلمة في أداء الفريق الوطني، حيث زعزع دفاع الـ"بافانا بافانا" بمرواغاته وتوغلاته وتمريرواته، وقد كان وراء هدف الفوز الذي سجله الكعبي من تمريرة حاسمة، كما كان قريبا جدا من تسجيل هدف رائع إثر مراوغة متقنة ختمها بتسديدة رائعة.

والحقيقة أن حارث كان يصلح ليبدأ المباراة ضمن التشكيلة الأساسية مع كل ثقله المهاري والتكتيكي ومع كل زخمه الكبير في الأداء الذي أنهى به الموسم مع فريقه مارسيليا.. لكن وحيد لديه دائما نظرته الخاصة تجاه بعض اللاعبين وتجاه اختياراته سواء تعلق الأمر بالتشكيل البشري أم بالرسم التكتيكي.