ماذا كنا ننتظر من وحيد خليلودزيتش، أن يفعل أمام جنوب إفريقيا، ليؤكد لنا أن صفعة الثلاثية أمام المنتخب الأمريكي قد أفاقته من هلوساته، وأنه استعاظ واتعظ؟
ماذا كان يجب أن يحدث أمام منتخب الأولاد لكي نوقن أن ما شاهدناه من سقوط بشع بودية الولايات المتحدة الأمريكية، كان حدثا عرضيا لا يمكن أن يتكرر؟
بل ما الذي كان بمقدور خليلودزيتش، أن يفعله أصلا لكي يجعلنا نقتنع، من أنه ما زال رجل المرحلة، وأنه الرجل الموضوع في مكان المدرب الذي نتمنى منه خيرا؟
أشبه بمطاردة المستحيل والجري خلف سراب، هذه هي الحقيقة، فما نتمناه لا يوجد أصلا عند وحيد، وما يغير الصورة المرتبكة لا وجود له في فكر وحيد، ولا قدرة لدى وحيد على أن يعطينا أفضل مما نشاهده يتكرر أمامنا، عجز كامل عن التطابق مع لزوميات كرة القدم الحديثة..
عذرا، لقد غير وحيد خلال مباراة جنوب إفريقيا، ما كان يراه سببا في الإختلال، لقد عدل عن شاكلة 3-5-2 التي واجه بها منتخب الكونغو الديموقراطية في الملحق المونديالي ومنتخب الولايات المتحدة الأمريكية وديا، وعاد لتشكيل 4-4-2، سحب من وسط الميدان أوناحي وتاعرابت وعوضهما تباعا بإلياس شاعر الذي كنا نظن أنه نسيه ولم يعد يذكره وبأيمن برقوق الذي لعب أمام جنوب إفريقيا زمنا لم يلعبه مع ناديه إنتراخت فرانكفورت خلال موسم كامل (هذه هي الجاهزية والتنافسية وإلا فلا..)، وقرر الإعتماد على ثنائية النصيري وتيسودالي لتنشيط جبهة الهجوم.
وقد كنا سنقبل بهذا التحوير البشري والتكتيكي، إذا ما كان سيحسن الأداء الجماعي، لولا أن وحيد للأسف يغير الأطقم من دون أن يحافظ على الإتساق، يغير الشاكلات ولكنه يبقيها من دون روح، لذلك فريقنا الوطني لا هو يتطور ولا هو يتغير للأفضل، ولا سبب لهذا التكلس والتقوقع والدوران في حلقة مفرغة، سوى أن وحيد لا يملك الأدوات التي تنشط النهج وتعطي للأسلوب رونقا وللأداء الجماعي هوية..
لكم أن تتساءلوا عن سبب التباعد الحاصل بين الخطوط، إلى الدرجة التي يسهل معها ضرب عمقنا الدفاعي (أصبحنا نستقبل أهدافا كثيرة 8 أهداف في آخر 5 مباريات)، ولكم أن تتساءلوا عن السبب في أننا لا نسجل من كل الفرص التي نصنعها، لأنها لا تتشابه ولا تتكرر ولا يتم الإشتغال عليها، ولكم أن تتساءلوا لماذا تغير شكل الأداء الجماعي بدخول أوناحي وحارث، ألم نشعر عند دخولهما أن خط الوسط أصبح أكثر دينامية وقدرة على صنع التميز ونقل الخطورة لمنطقة الخصم..
ولكم أن تتساءلوا أيضا، لماذا انتفض العميد وقائد الدفاع رومان سايس، بعد مباراة بافانا بافانا، وتحدث باستنكار عن التباعد الحاصل بين الخطوط والذي يتسبب في ترك مساحات فارغة تسهل على المنافس المناورة، بل إنه قال، بأسلوب لعب كهذا لن نجني في المونديال إلا الهزائم والخيبات.
أليس وحيد هو المقصود بهذا الذي قاله سايس؟ أليس هو المدرب الذي يقع على عاتقه تصحيح هذه الإختلالات؟
فزنا على جنوب إفريقيا، وهو عظم "قاسح"، عانينا معه كثيرا، هذا صحيح، حصلنا على ثلاث نقاط في أول مشوار التصفيات، هذا أمر جيد، لكن لا أمل في أن يتغير فريقنا الوطني للأفضل بهذا الفكر التكتيكي المتحجر، لا أمل في تصحيح الإختلالات التي تتناسل من مباراة لأخرى، لأن وحيد فاقد للقدرة على ذلك. 
قد يكون أملا نسعى وراءه حتى وإن كان الوقت قد أطبق علينا.. أن تعفينا الجامعة من هلوسات وحيد، فالصدر ضاق بما لا يطاق!!