• «كان» الأسود الورش المفقود!
• مونديالان و«شانان» على التوالي، نواعم عالمية وقاعة مونديالية
• 8 ألقاب للأندية يا لها من فترة زاهية 
 


بمبدإ الإستثناء يواصل لقجع مهامه رئيسا للجامعة لولاية ثالثة ولو عكس ما تعهد به يوم تنصيبه كونه لن يتجاوز ولايتين..
إستثناء من وحي المرحلة.. إستثناء مطابق للطابع الإستثنائي للظرفية التي تجتازها الكرة المغربية ولارتباط الكثير من الأوراش المفتوحة بعرابها الذي هو لقجع.
لذلك حين يعلن لقجع يوم غد بمشيئة الله تعالى رئيسا بالإجماع لولاية أخرى تمتد حتى 2026، فإنه سيكون قد شكل حالة فريدة على مستوى إدارة شؤون هذا الجهاز وقد تقدم فريدا وحيدا دون منافس..
هنا نعرض وبكثير من الإيجاز لأقوى عناوين الولاية الثانية وحتى التي سبقتها، وأين لمعت نجوم لقجع وأين خسفت، بكل تأكيد يظل ورش الفريق الوطني هو الذروة وهو المنتهى وهو الإنعطافة، ومعها ستلامسون أين برق وأين أخفق مع استحضار لربيع الأندية الوطنية إفريقيا:

ولاية التزكية بعد فتح الشهية
كانت ولاية لقجع الأولى بين 2014 و2018 محمولة مثلما قال رئيس الجامعة مرارا في كثير من خرجاتها، من أجل الإستئناس ومن أجل إجراء عملية مسح شاملة لترسبات الماضي ومحاولة إنهاء القطيعة مع عديد المسلكيات.
ولم يكن بالأمر الهين أن يأتي الدخول متزامنا مع الحصاد والعودة لمنصات البوديوم إن على صعيد المنتخبات أو الأندية والتي كانت قد تخلفت عن الركب بمسافة عن بقية الفرق الإفريقية، بسبب مقاربات تدبير هاوية لمسؤولين غرقوا في البحث عن المآرب الذاتية والمصلحية وقتل الفرق بإغراقها في الديون وبحور من النزاعات، قبل أن يحضر لقجع بميثاق شرف رادع لكل هذه التجاوزات، حمل مزايا التحفيز والتهديد.
تحفيز بمنح ومكافآت مالية للمتوفقين وتهديد بالزجر والردع وناصية العقاب لكل من لم يساير المرحلة وشعارها التي تروم إعادة التموقع القاري بما سيليق ويطابق قيمة ومرجعية الكرة المغربية وينتصر لتاريخها ويحاول ردم الهوة المرسومة مع بلدان الجوار التي هرولت في فترة ما بعيدا وهربت علينا بعديد البطولات ودون استعراض الأسباب والمسببات، لذلك كانت ولاية أولى لتثبيت الأقدام وفتح الشهية ووضع القطار على السكة الصحيحة في أفق دخول الأجواء بالتدريج واكتشاف أصول وكواليس اللعبة مثلما قال بلسانه يوم إعادة تنصيبه وتزكيته في ولايته الثانية القوية.
مونديالان على التوالي
لم يذكر تاريخ الكرة المغربية وقد كان وصالها مع المونديال في 5 مناسبات قبل التأهل السادس لمونديال الدوحة، وأن تزامن هذا العبور مع تواجد نفس رئيس الجامعة مرتين تواليا، رهان كسبه فوزي لقجع مثلما إلتزم به ومثلما وعد وهو يتأهل من ملعب هوفيت بوانيي بأبيدجان، حين قال: «اليوم لم يعد من مجال للتراجع عن هذه المكاسب لنعلن القطيعة مع المونديال، التأهل لكأس العالم ينبغي أن يكون هو الوضع الطبيعي من الآن فصاعدا مع  المنتخب الوطني، بل علينا أن نرفع السقف عاليا خلال المشاركة وليس مجرد الحلم بالتأهل».
ولعل المتتبع لواقع الفريق الوطني وقد عاش بونا وقطيعة مع المونديال استغرقت عقدين «من 1998 لغاية 2018»، أي أن العودة لكأس العالم تزامت مع ولاية لقجع الأولى، بذكر المعاناة والشقاء والتعب الذي كنا نكابده في التصفيات وينتهي بالشكل والخاتمة التي يعلمها الجميع الإخفاق في بلوغ المونديال»، هذه المعاناة تلاشت وانتهت والأسود يعبرون لروسيا بشبه علامة كاملة ومن معقل الأفيال ودون استقبال هدف في مرمانا، وفي التصفيات الأخيرة وهو يتأهل بعلامة كاملة بدور المجموعات وبأقوى حصة بين كل المباريات في فاصل الملحق أمام فهود الكونغو، لذلك وطالما أن الفريق الوطني يعلو هرم الأوراش، فإن هذين التأهلين هما الأبرز على الإطلاق في ولاية لقجع.
الشان لرفع الشأن
ولأننا نتحدث عن الثنائيات التي أفردنا لنا في السابق موضوعا خاصا، فإن الثنائية الأخرى الأكثر تميزا في ولاية لقجع الثانية كانت الفوز بلقبين للشان.
تأهلان تواليا للمونديال رافقهما تتويجان تواليا للمحليين، 2019 ببلادنا مع جمال السلامي و2021 على ملاعب كامرونية ظلت عصية وصعبة على المنتخب الوطني، قبل أن يوقع فيها رجال الحسين عموتا على مشوار باهر وكبير ويحفظون بل احتفظوا باللقب في خزانة الكرة المغربية كأول منتخب محلي ينجح في مسعى صيانة لقبه.
صحيح هناك من قلل من قيمة الإنجاز قياسا بغياب منتخبات شمال إفريقيا تونس ومصر مثلا، إلا أن ذلك لم يكن ليحجب أن ما تحقق كان نجاحا يحسب لعرابه، ولا يمكن البثة تبخيسه أو التقليل من قيمته وقد كانت الغاية من هذا "الشان" هو إعلان شأن المنتوج المحلي، وفعلا تحقق المقصد لتتوج البطولة الإحترافية سيدة مدارها ورقعتها وقارتها ل 3 سنوات تواليا، قص ستارتها منتخب المحليين ودعم سطوتها ما ستتحصل عليه الأندية الوطنية في مختلف المسابقات القارية بحصاد وفير سنأتي لاستعراضه.
«الكان» الورش الأسود
وكي يكون تقييمنا متصفا بالموضوعية، فهناك بطبيعة الحال نقاط سوداء أو بقع داكنة اللون لن يرفض القبول بطرح السواد.
«الكان» الذي طالما شكل أكبر طموحات فوزي لقجع في خرجاته وتصريحاته ولقاءاته ولم يخف ذلك حتى في جلساته الخاصة «التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم» يظل هو العصي المستعصي عليه، ولم يقو رغم ما رصد من لوجيستيك ودعم وحرص على حماية الظهر من تجاوز عتبة دور الثمانية أي ربع النهائي.
ولأنه في النظام الجديد «24 منتخبا» وتأهل 3 منتخبات  في دور المجموعات، فإن تجاوز هذا الدور ما كان ولن يكون مصنفا ضمن خانة الإنجازات الكبيرة، حتى ولو كان ما رافقت الفترة التي سبق حلول لقجع بمنصبه كارثيا في شكله ومضمونه «وجد الفريق الوطني لم يتأهل من دور المجموعات منذ دورة تونس 2004».
لذلك الكان يطل الورش الأسود ومعه أوراش منتخبات فئة أقل من 23 سنة التي أخفقت مرتين في التأهل للأولمبياد  ومنتخبات أقل من 21 و17 عاما التي دعمها كما لم يحدث من قبل، وتوقف سقف طموحها عند نفس عتبة الكبار ربع النهائي مثلما حدث في كان أقل من 20 سنة في موريتانيا.
فكانت هذه الأوراش بمثابة السرداب المظلم الذي لم تفلح في إنارته وإضاءة مسالكه مصابيح مشهود لها بالجودة «رونار ومارك فوت وخليلودزيش»، في انتظار أن يهتدي للوصفة الأمثل الكفيلة بأن تمنح المغرب اللقب الثاني الهارب منذ 5 عقود كاملة. 
ربيع الأندية
شهدت ولاية لقجع الثانية سطوة ملحوظة وظاهرة للأندية المغربية في المعترك القاري وقد تزكت من خلال ما تحصل عليه الثالوت «الوداد مع الرجاء ونهضة بركان» بين 2018 و2022 دون القفز على اللقب العربي للرجاء 2021 لكأس محمد السادس.
فقد توج الوداد بلقبين خلال هذه الفترة متمثلين في السوبر الأفريقي 2018 أمام مازيمبي و2022 عصبة الأبطال أمام الأهلي وتوج الرجاء بالكونفدرالية مرتين 2018 أمام فيطا كلوب و2021 أمام شبيبة القبائل الجزائري، إضافة للسوبر الأفريقي أمام الترجي التونسي عام 2021، ثم لقبان تاريخيان لنهضة بركان وكلاهما للكونفدرالية أمام بيراميدز المصري 2020 وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي 2022.
شهد الألقاب كان بالإمكان أن يتضاعف لو لم يفرط الرجاء في سوبر كان قريبا منه لما واجه الأهلي العام المنصرم وفرط في اللقب في آخر الثواني.
كما خسر نهضة بركان سوبر مماثل أمام نفس الخصم وهو الأهلي وكلا الإخفاقين كانا بالدوحة، ومع ذلك مثلت هذه الفترة واحدة من أزهى الحقب والفترات في تاريخ الأندية الوطنية والتي كانت فيما مضي تحتاج لعقدين من الزمن لتعانق 3 بطولات قارية فعادت لتكتسح وتتعملق في حصادها وتدنو رويدا من الريادة المصرية، وقد أزاحت تونس من الوصافة وتقدمت بمسافة أمام الجزائر والكونغو ونيجيريا وجنوب إفريقيا، وجميعهم كانوا إلى غاية أمس قريب يتقدمون علينا في الترتيب.
نواعم عالمية وقاعة مونديالية
كان ختامه مسكا قبل أن  يدنو لقجع من تثبيت أقدامه في ولايته الثالثة ما تحصلت عليه فئة النواعم لأقل من 17 عاما وهي تجد لها موطئ قدم وبشكل غير مسبوق في تاريخ الكرة النسائية المغربية في مونديال ذات الفئة.
النواعم أطاح بمنتخب البلاك سطار الغاني، ليلحقن بمونديال الهند ويعكسن الطفرة الكبيرة للكرة المغربية في سياقها الشمولي ذكورا وإناثا وبمختلف الفئات «مع مؤاخذة واضحة ملموسة» على نتائج المنتخبات الصغرى للذكور، لذلك انضاف هذا الإنجاز لسلسلة الإنجازات التي تحدثنا عنها بشكل عام دون التعمق فيها لأن العمق يحتاج لكل ورش حلقة خاصة به.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الحديث عن المونديال والعالمية لا بد وأن يجرنا لأنجح منتخب على الإطلاق على عهد لقجع، وهو منتخب هشام الدكيك ويستحق أن نطلق عليه هذا الإسم والوصف لما أبلاه الرجل من بلاء حسن في صحوته العملاقة التي بوأته مكانة عالمية هلامية.
تتويجان بلقبين قاريين، كأس عربية وعبور حاجز الدور الأول في المونديال ومقارعة كبار التخصص في اللعبة من البرتغال البطل لغاية الأرجنتين الوصيف، فالبرازيل أحد سحرة اللعبة عالميا، لذلك منتخب القاعة هو شمعة الولاية التي زادت سراديب الأوراش  المتشعبة نورا وتوهجا، وبهذا الشكل وكما كان عنوان الملف ولو احتكمنا لمعيار التنقيط الشمولي، ففي ولاية لقجع كثير من الأوراش ما برق ولمع.