• الأبواب موصدة في وجه العودة..
• خطوة للخلف من أجل خطوتين للأمام

الأبواب موصدة بوجه حكيم زياش، نحن هنا لا نتبنى حكما مطلقا في حال عودة زياش لعرين الفريق الوطني مثلما تقررت بتوصية من لقجع وتزكية من الناخب المقبل، وإلا لبقي وحيد ربانا  قد كان زياش واحدا من عشرات الأسباب التي عجلت برحيله.
الأبواب موصدة مجاز في شموليته، يعالج صعوبة عودة زياش للعب أساسيا وعودته لحمل قميص تشيلسي مع اقتناع طوماس توخيل أنه لم يعد له من مكان ضمن منظومة "البلوز" الحالية وصعوبة العودة لأجاكس وصعوبة الذهاب لمانشستر يونايتد، وصعوبتها بل استحالتها كي يلحق بزميله وصديقه الحميم روميلو لوكاكو في عاصمة الأناقة والموضة ميلانو، فأي نحس وأي حظ عاثر هذا الذي يقف في وجه حكيم ويعيق عودته للواجهة؟

• فرمان ألماني أمريكي
للألمان تاريخ مع الأتراك، والأتراك على عهد العثمانيين اشتهروا بإصدار الفرمانات وهو ما يعرف اليوم ب «الفيطو» أو حتى البنود الملزمة للأفراد بعد تشريعها دستوريا.
طوماس توخيل أصدر "فرمانا" صارما منذ نهاية الموسم المنصرم و"البلوز" يغادرون عصبة الأبطال من محطة النصف أمام ريال مدريد إضافة للصعوبات الجمة التي رافقت حصول فريق العاصمة لندن على بطاقة مشاركة في عصبة الأبطال الحالية بالصراع الضاري مع طوطنهام ومانشسيتر وأرسنال على البطاقة الرابعة.
هنا صدر فيطو التغيير داخل قلعة ستامفورد بريدج، إذ سيغادر المالك الروسي السابق رومان أبراموفيتش ومعه سيحل مالك جديد وهو تود بوهلي الأمريكي الذي وعد بتغيير شامل وإعادة مسح لتركة الثري الروسي.
وبطبيعة الحال كان البلجيكي لوكاكو أولا والألماني تيم فيرنر ثانيا والمغربي حكيم زياش ثالثا، أقطاب هذا التغيير وعملية التنقيح، وقاسمهم المشترك أنهم جميعهم يمثلون محور هجوم الفريق بتوصية ألمانية وتنزيل أمريكي سيبلغ حكيم أنه خارج المنظومة الزرقاء وفي أمريكا أيضا سيبلغ هذا الواقع.
• حكيم يرد على التغيير بتغيير 
أدرك زياش وهو الذي قضى إجازته الصيفية في لوس أنجلس رفقة لوكاكو في ضيافة الدولي السابق مبارك بوصوفة، أن موسمه المقبل والحديث بطبيعة الحال عن «الموسم الحالي» أنه إن بقي بتشيلسي فسيكون عليه القبول بالواقع كما هو «أن يقبل بدور الكومبارس» ولن يكون له دور يطابق قيمته أولا وطموحاته ثانيا وثالثا ما دفعه "البلوز" مهرا للفريق الهولندي أجاكس من أجل التعاقد معه.
في أمريكا ستترسخ هذه القناعة أكثر، لما اختارها تشيلسي للتحضير لموسمه الجديد، إذ كانت له أدوار على الهامش في كافة المحطات الودية،
وأبلغ تشيلسي زياش بأنه سينفتح على بيعه واستقبال العروض التي تصل بشأنه وخول له حرية اختيار الوجهة التي تناسبه، شريطة استجابة الفريق الراغب في التعاقد معه لمتطلبات الفريق المالية.
ما حدث بعدها، كان أن أحال حكيم الأمر على وكيل أعماله ليعجز الأخير وقد أشعر من زياش منذ نهاية الموسم المنصرم، برغبته في التغيير واستباق الوضع الحالي، ليعجز عن إيجاد ناد بالمواصفات التي اشترطها، فما كان من حكيم إلا أن لجأ بدوره للتغيير بحثا عن التغيير، تغيير وكيل أعماله وإبلاغ العالم بهذا القرار ومعها اتخاذ خطوة تقرير مصيره بمفرده، وقد فاوض أندية من عيار ثقيل جدا ولا واحدة حالفها النجاح والتوفيق، ومعها بداية الشعور باليأس والإنهيار، بل الإحباط الشديد كيف لا وحكيم يرمق أنه سيضيع كل شيء دفعة واحدة ما لم ينقذ الوضع؟
• المونديال والأبواب الموصدة
شعر زياش بل أيقن إن بمتابعة تطورات بيت الفريق الوطني أو عبر تواصل مسؤولين كرويين بارزين به، أن ما حدث في قصة الإنفصال عن وحيد كان مدفوعا بعديد الأسباب الموضوعية وهو واحد منها، إذ انتصرت الجامعة له ولحضوره المونديال، لكن شريطة أن يرد على التحية بأحسن منها، أي أن يبادر لتبرير كل المجهودات والخطوات التي سعت لإعادته.
سيطرق زياش باب مانشستر يونايتد، إلا أن الأخير سيدفع كل ما يملك تقريبا في صفقة كاسيميرو ب 80 مليون أورو، وسيجعل من دي يونغ الهولندي لاعب البارصا خياره الثاني.
المحطة الإختيارية الثانية كانت  أسي ميلان الإيطالي، إلا أن المدرب بيولي سيختار شارل دي  كيتيلياري قادما من بروج البلجيكي، وسيدير ظـهره للاعب المغربي، وهو نفس المصير الذي سيصادفه مع أجاكس الذي  قبل بعودة فتاه المدلل سابقا لكن مع رفض مطلق أداء قيمة 42 مليون أورو التي يشترطها تشيلسي لتسريحه نهائيا أو التكفل براتبه الكبير في حال استعاره.
هي الأبواب الموصدة التي تعيده كل مرة ليطرق باب توخيل آملا في حدوث انفراجة تبدو مستحيلة على الأقل في المنظور القريب، ومع هذه الأبواب المغلقة تزداد ورطته ليجد له مكانا في المونديال.
• على طريقة رونالدو
زياش ورونالدو هما وجهان لنفس العملة٫ الدون على خلاف مع تين هاغ و الذي هو  بالمناسبة صديق زياش السابق و أحد الذين آمنوا به لما كان في ملعب أرينا بأجاكس٫ مثلما حكيم على خلاف واضح ومستتر مع توخيل. 
رونالدو لا يرى مجالا بعدم اللعب و الظهور في مسابقة ارتبطت به مثلما ارتبط بها و هي عصبة الأبطال الأوروبية٫  وزياش لا يرى مجالا للتفريط في حلم المونديال الثاني   انتصارا لكبريائه من جهة بعد ظهوره المحتشم في روسيا و معها انتصارا للذين دافعوا على عودته لعرين الأسود و لو بالإصطفاف بوجه ناخب  عنيد اسمه وحيد خاليلوزيش. 
رونالدو عرض على البايرن٫ أتلتيكو مدريد٫ الريال ودورتموند لغاية نابولي و مارسيليا و لشسبونة٫ وحكين تاه بين دروب المانشستر و أجاكس وغيرها من الفرق دونما العثور على حل ينهي هذا التوهان...
لذلك  ليس زياش وحده من هو معني بتقرير مصيره  و الحسم فيه٫ لقجع يرقب الوضع و الناخب المقبل للأسود أيضا و فئة من الذين تعاطفوا يتمنوا على حكيم أن يحسم وجهتهم كي لا يخذلهم ومعها تصعب عودته أو تتأخر في اللحاق بالعرين بعد قصة الإعتزال الشهير إياها.
فأي مخرج لحكيم في أسبوع الحسم لميركاطو أوروبا و قبل وديتي أسبانيا؟