من خلال دعمه الواضح للحركات الاحتجاجية في بلاده، تحد ى نجم المنتخب الإيراني لكرة القدم سردار آزمون النظام في بلاده وست سل ط الأنظار عليه الثلاثاء في مباراة فريقه باير ليفركوزن الألماني ضد مضيفه بورتو البرتغالي، في الجولة الثالثة من دور المجموعات لمسابقة عصبة أبطال أوروبا. بسترة سوداء بدون شعار تخفي قميص المنتخب الإيراني، وقف أزمون وقت عزف النشيد الوطني خلال مباراة الدولية الودية بين بلاده والسينغال، ثم بث رسائل عدة على حسابه على "إنستغرام"، من بينها واحدة تم حذفها، للتنديد بقمع الحركة الاحتجاجية في إيران... فوجد المتظاهرون في سردار في أزمون ناقلا لأصواتهم إلى المجتمع الدولي. واندلعت الحركة الاحتجاجية في إيران بعد وفاة مهسا أميني، وهي إيرانية كردية تبلغ من العمر 22 عام ا، في 16 أيلول/شتنبر الماضي، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للجمهورية الإسلامية والتي تلزم النساء بشكل خاص بوضع الحجاب. منذ ذلك الحين، ق تل ما لا يقل عن 92 شخص ا في جميع أنحاء البلاد، وفق ا لمنظمة "حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرا، في حملة قمع ضد أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عام 2019. وكتب أزمون قبل عشرة أيام في منشور على "إنستغرام" حذفه لاحقا "هذا لا يمكن محوه من ضميرنا. عار عليكم". وتعذر الولوج الى حسابه الذي يتابعه ما يقرب من خمسة ملايين شخص، لأيام عدة، قبل أن تتم استعادته. استطاع أزمون، صاحب هدف التعادل في مرمى السينغال في المباراة الودية في النمسا (1-1)، إعادة نشر رسالة جديدة مصحوبة بصورة لفريق الكرة الطائرة النسائي الذي يدعمه في مسقط رأسه كنبد قابوس. وقال أزمون "قلبي كسر حق ا لمهسا أميني والأبرياء مثل مهسا أميني. لقد تركوا ألما في قلب الأمة لن ينساه التاريخ أبدا". وعبر الإثنين في منشور لا يزال على حسابه على إنستغرام حيث نشر صورة سوداء سوداء، دعمه للطلاب في جامعة الشريف للتكنولوجيا في طهران، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطلاب وقوات الأمن مساء الأحد. هالة النجم أزمون الملقب بـ"ميسي الإيراني" تتجاوز "تيم ملي"، وهو لقب المنتخب الإيراني. وكان لرسائله صدى في عالم كرة القدم. الجمعة، كان مجرد لاعب احتياطي في المباراة التي خسرها باير ليفركوزن أمام مضيفه بايرن ميونيخ (صفر-4) في افتتاح المرحلة الثامنة من البطولة، كما هي الحال في كثير من الأحيان لأسابيع عدة. في ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ المليء بـ 75 ألف متفرج، استغل أنصار النادي البافاري في المدرج الجنوبي اللقاء لنشر لافتتين: واحدة بالفارسية تحمل شعار المتظاهرين في إيران "مرأة، حياة، حرية"، والثانية باللغة الإنكليزية بعنوان "التضامن مع الثورة النسائية في إيران". قال مدربه السويسري جيراردو سيوان "إنه نموذج ضخم لكل التزامه وسلوكه. الأمر متروك لنا الآن لاحتضانه ودعمه في هذا الموقف الصعب". مساء الثلاثاء، في ملعب "دراغاو" في بورطو، سيواجه أزمون مواطنه وزميله في المنتخب الإيراني مهدي طارمي، هداف بورتو الذي ترك مكانه لأزمون في المباراة الودية أمام السنغال قبل أسبوع. وقد م طارمي الذي ساهم في الفوز الكبير على سبورتينغ براغا 4-1 الجمعة في البطولة البرتغالية، بدوره دعمه للمتظاهرين ولم يحتفل بأهداف فريقه. وقال "لم أستطع، احتراما لشعبي. أنا هنا من أجلهم أيض ا".