لم ينتظر جمعية سلا طويلا ليصطدم بالمشاكل مع بداية الموسم، ومن جميع المستويات، في إشارة إلى أن هذا الموسم لن يكون سهلا على الرقراق كما كان الحال في الموسم الماضي، اعتبارا للنتائج السلبية التي سجلها الفريق حتى الآن، وكذا الأزمة التسييرية التي بات يعرفها بعد استقالة علي الزوبيدي رئيس الفريق، وكل ذلك يجيلنا على شيء واحد هو أن الأمور ليست على ما يرام بالقلعة السلاوية.  
• سيناريو يتكرر
لم تكن الأزمة التي يعيشها جمعية سلا وليدة هذا الموسم، بل عاش في المواسم الأخيرة مشاكل كثيرة، وكان قريبا من النزول على غرار الموسم الماضي الذي كان واحدا من أصعب المواسم التي عاشها الفريق، بسبب المشاكل التسييرية والتقنية والبشرية، إذ حافظ على مكانه بصعوبة كبيرة. 
وقادته في ذلك الموسم 3 مكاتب تسييرية بدءا باللجنة المؤقته ثم انتخاب رئيس جديد في شخص محمد الجريري، وبعد استقالته أكمل المشوار نائبه علي الزوبيدي. 
كما تعذب الفريق السلاوي على المستوى التقني، فدربه في موسم واحد 4 مدربين، وهم محمد موح، محمد بنمسعود وعبدالصمد البوزيدي وفؤاد الصحابي. 
وعانى جمعية سلا أيضا خصاصا على المستوى البشري، ولم يعرف التوازن المطلوب بسبب الأزمة المالية، واعتمد في أغلب المباريات على اللاعبين الشباب الذين كانت تنقصهم الخبرة، إذ لم يقم المكتب المسير بانتدابات كثيرة بسبب الأزمة المالية. 
• إبن الحي 
آثر المكتب المسير أن يستنجد بابن الفريق والمدينة مصطفى العسري ليقود الجمعية هذا الموسم، لذلك تحمل مسؤولية تلميع صورة فريقه الأم، بحكم أنه يملك كل التجارب والخبرات من أجل قيادة القراصنة، على غرار فوزه بكأس العرش مع الإتحاد البيضاوي ووصوله لنصف النهائي مع رجاء بني ملال فضلا عن نتائجه الجيدة مع مجموعة من الأندية التي قادها.  
ورغم أن العسري إبن سلا ولاعب سابق للفريق كما يشتغل بالمجال التدريبي منذ سنوات، لكنه لم يسبق أن درب جمعية سلا، وكانت المرة الأولى التي يشرف فيها عن تدريب الجمعية. 
• تغييرات بشرية بأي لمسة؟ 
كان متوقعا أن يعرف جمعية سلا ثورة بشرية كبيرة، وهو الذي عانى في الموسم الماضي وعاش خصاصا بشريا كبيرا كاد أن يلقي به للدرجة الثانية.  
وغادر الفريق مجموعة من اللاعبين كأزروال وبوسلامه وبهلول والصبار وغيرهم، فيما انتدب مجموعة من الأسماء الأخرى، ذلك أن أغلبها يحمل تجارب مع أندية أخرى كالغافولي والديبي والراموش والبركة وبوبولا والكلاوي ومعاد شمس الدين وشاكور والطوس.  
وراهن العسري أيضا على الإحتفاظ ببعض اللاعبين القدامى من أجل تحقيق التوازن البشري، على غرار العربي الحامي وعصام بوسكي ومحمد حمدان.  
والظاهر أن هؤلاء اللاعبين لم يقدَموا الإضافة للفريق، بدليل النتائج السلبية والمستوى المتواضع الذي يقدمه، بل خذلوا مكونات الجمعية، رغم أن أغلبهم يملك تجارب كبيرة.  
• أزمتان.. واحدة تسييرية وأخرى تقنية
يمر جمعية سلا من أزمة تسييرية، بعد أن قرر علي الزوبيدي رئيس الفريق بشكل مفاجئ تقديم استقالته لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بغياب الدعم للفريق سواء من السلطات المحلية أو من المقربين الذين وعدوه بمساندته دون استثناء النتائج السلبية للفريق، وقرر تقديم استقالته بعد فترة قضاها ليست بالطويلة.  
وينتظر أن تزيد هذه الوضعية من تأزم الفريق أمام الفراغ التسييري الذي يعيشه وعدم وضوح الرؤية لمستقبل الجمعية. 
كما يعيش جمعية سلا أزمة نتائج، إذ من أصل 4 مباريات سجل فوزا واحدا و3هزائم، ويملك في رصيده 3 نقاط، وقد تنعكس هذه الوضعية على مستقبل جمعية سلا، ذلك أن الاستمرار على هذه الوضعية سيدخل الفريق في أزمة صعبة، في انتظار أن تتضح الأمور في الأيام المقبلة حول الظروف التسييرية والحلول المطلوب عاجلا إيجادها قبل فوات الأوان.