وضع لا يستقيم وقيمة الناديين، بل لا يطابق مرجعيتهما محليا وإفريقيا ولا هو يخدم سمعتهما، نزاعات تتوالد ملفات أغلقت وللظهر أرهقت وأخرى تفتح وتثير الهواجس والقلق، مقاربة المعالجة هذه المرة مختلفة ومغايرة تماما للسابق، فلا تساهل ولا مرونة من الكاف والتي راسلت جل الأندية الأفريقية عن طريق لجنة تسليم الرخص، وأبلغت كبار فرق القارة تحديدا قرارا سنعالجه في التقرير التالي، لذلك ما لم ينه الوداد والرجاء إشكالية النزاعات فلا مكان لهما في مدار مسابقة رفيعة المستوى سترى النور قريبا، فما الحل؟ ما السبيل لإنهاء  هذا الوجع؟

• فيتو غير مسبوق
عاش الغريمان وساوس لا تكاد تنتهي الموسم المنصرم، فرضت تهديدا صريحا من الجامعة التي كانت مكلفة فقط بتبيلغهما مضمون تعديلات جديدة قرر الكاف إعمالها بواسطة لجنة التصديق على الرخص داخل الأندية، بما مضمونه أنه لن يسمح لأي ناد لم يسو نزاعاته ويسدد المبالغ المحكوم بها من طرف "طاس" وكافة الهيآت الرياضية أحكاما نهائية لا تقبل الطعن، من المشاركة في المسابقات التي ترعاها الكاف، بل ويمنع من ولوج سوق الإنتقالات في الصيف كما في الشتاء، بل بلغ الأمر وبشكل غير مسبوق لناد مغربي والوداد على وجه الخصوص أن طبق الحضر بوجه الأخير ليمنع من ميركاطو الشتاء المنصرم بما تولد عن ذلك من أزمة ومعيقات كادت تودي بمشوار ومسار النادي، الذي كان ينافس على عديد الجبهات وفرض على الركراكي تدبير موسمه بما كان يشبه الإعجاز بتركيبة لم تخضع لتزييت صفوفها، وهو ما تطلب مجهودات مضاعفة لبلوغ الأهداف ومثل ذلك درسا بليغا قصد الأتعاب والإعتبار.

• وساوس لا تنتهي 
هذه المرة الوضع لم يتغير، حضر عزيز البدراوي لرئاسة الرجاء وبقي النصيري عرابا لأحلام وتدبير شؤون القلعة الحمراء، ليعترف البدوي وهو تحت وقع الذهول أنه مندهش بل مصعوق لما يتهادى عليه من نزاعات وملفات تعود لسالف المكاتب، مبرزا أنه ما توقع أن يصادف هذا الواقع الذي كان يسمع عنه، وهو الذي اعتقد أن تحصيل الفريق 14 مليار مثلما قال إيرادات التتويج بلقبي كأس محمد السادس والكونفدرالية ومبالغ بيع بدر بانون، سفيان رحيمي وبين مالانغو، والتي ناهزت 9 ملايير سنتيم دون احتساب ما تخلى عنه بعض المغادرين وتنازلوا عنه كانت كافية لتفادي هذه المطارق.
في الضفة المقابلة وغير بعيد عن الوازيس، إعتاد موظفو الوداد حمل رسائل المضمون وفاكسات الفيفا لرئيس الفريق والتي تمثل أحكاما تطال الفريق للاعبين، غادا أكثر من ثلثهم لم تسو وضعيتهم وديا وقصدوا البناية السويسرية متابعين ملفات وشكاوي قلة قليلة هي من خسرتها، وليعيش الغريمان مؤخرا وساوس أكثر قلقا من ذي قبل، فالأمور جدية هذه المرة.

• تحذيرات وتهديدات الكاف 
محسن متولي الذي غادر صوب البطولة الليبية وبعد أن حاول هو ومقربون منه إجاد الخلاف مع إدارة البدراوي وديا، إلا أن المساعي فشلت وليتجه اللاعب مكره لا بطل لغرفة النزاعات مطالبا بنحو 400 مليون سنتيم، ومعها تأكد أن ما تم الترويج له سابقا كون لا اللاعب سيقاضي ناديه السابق ولا البداري الذي وعد بتكريم «المش» والتكفل بتكوينه كمدرب لم يلامس الواقع.
محمود بنحليب سار في نفس الركب، والشاكيير الذي كان قد قبل بالتسوية وتجزيء 300 مليون عبر أقساط ينتظر، أزروال آخر الوافدين بدوره إنضم للائحة، ناهيك عن نزاعات قديمة بينها مطالبة جديدة من محمد فاخر بنحو 160 مليون سنتيم إضافية بدورها تنتظر التسوية والحل.
داخل الوداد التنزاني سيمون مسوفا كان آخر صيحات النزاعات الحمراء، واللاعب يطالب بنحو 700 مليون سنتيم وهي نفس مطالب ويليام جيبور الذي كان قد كسب القضية، وأكبر بقليل عن مطالب النيجيري بابا طونغي، ناهيك عن الحكم الذي ناله محمد نهيري وقدره 93 مليون سنتيم، ومطالب اللاعبان زهير العروبي وجمال آيت بن يدر وأمين تيغازوي، إضافة لحكم ربحه الأرجنتيني كينطانا، إضافة للهاجس الأكثر إيلاما وقلقا المتمثل في مليار سنتيم يطالب بها الفرنسي روني جيرار.
الكاف حذرت الغريمان مثلما حذرت غيرهما «الترجي والنجم والزمالك»، وأحالت الجميع لناصية التسديد واحترام أحكام الفيفا والطاس النهائية، أو عرض إيراداتها المقبلة داخل عصبة الأبطال والكونفدرالية للحجز والمصادرة مثلما حدث مع منحة الوداد بعد التتويج بلقب النسخة السابقة بتنسيق وموافقة النادي، والجامعة الوصية كونها كانت الضامن لمشاركة الوداد نظير استخلاص المستحقات من المنبع، ومثلما علمنا فالأمور لن تتوقف عند هذه الحدود، فمن لن يسدد لن يشارك في السوبر ليغ وسيمنع مرة أخرى من الميركاطو.