نعم كانت جعجعة في طحين لاغير، لأن الترويج لابراهيم دياز في هذا الوقت بالذات لا يستقيم لا مع عقل ولا منطق ولا حتى الحكمة. اللاعب حتى لو يكون رونالدو زمانه، لا مكان له حاليا داخل الأسود، لسبب واحد لا ثاني له "أنه غير مؤهل قانونيا بالجنسية وباقي الوثائق وهذا يكفي"، لكن هناك أيضا أكثر من سبب كي لا يكون له مكان مع هذا المنتخب.
دياز طلب للعب مع المغرب مرارا وتردد، ولم يتقدم أية خطوة في سباق تغيير الجنسية، دياز لم يلعب معنا التصفيات ولم يضع الحنة والشبة على قدميه في ملاعب افريقيا وخاصة ملعب الشهداء حين تورمت سيقان لاعبينا واسألوا أكرد وسايس وتسيودالي.
دياز لم يشارك في أي معسكر، فكيف يقدم له مونديال قطر هدية في السولوفان بخلاف من تقاتلوا وهم في طوابير المنتظرين؟ كيف سنتعامل مستقبلا مع ريان مايي ورحيمي؟ كيف سننظر في وجه العرابي الذي شاخ وهو ينتظر مونديالين ولم يلعب واحدا؟ كيف سنتدبر أمورنا مع لاعبين يحضرون للتصفيات وتتخلى فرقهم عنهم لاحقا لو يتغيبوا ويحضر دياز؟ ولأن دياز يلعب في إيطاليا مع ميلان، وهو معار من ريال مدريد فقط، فقد صادف هذا العام تحديدا أن حدث رواج لجيش من الطليان لتدريب الأسود ولا واحد منهم نال المراد، بداية من الكهل رانييري لغاية دي بياجيو الفاشل وانتهاء بماتزاري الذي زار فندقا بالعاصمة معززا مكرما، عرض فيه مطالبه التعجيزية، ثم أحذ حمام شمس دافئ وغادر لحسن الحظ ولم يعوض وحيد مثلما جرت الهندسة لذلك، ولتبلغنا الجامعة بعدها أنه كان فقط في سياحة؟