قاسية وجاحدة هي كرة القدم، وهي تفرض على المنتخب الكاميروني الخروج من مباراته الأولى في مونديال خطر بوفاض خال، يجر خيبة السقوط في مباراته الإفتتاحية أمام سويسرا التي عرفت كيف تضبط عقاربها على زمن الفرح.

ليس القصد، أن المنتخب السويسري سرق النقاط الثلاث، ولكن القصد أن الأسود غير المروضة أهدروا فرصة القبض على ناصية المباراة في شوطها الأول.
نجح المنتخب الكاميروني في الدخول سريعا إلى أجواء المباراة في شوطها الأول، عندما أحكم السيطرة على وسط الميدان وحاصر المنتخب السويسري في منطقته، وبرع في صناعة الفارق، ليهدد بشكل مباشر الدفاع السويسري في أكثر من مرة بخاصة من قبل تشوبو موتينغ مهاجم بايرن ميونيخ الذي نجح في التلاعب بدفاع السويسريين الذي كان يقوده أكانجي، إلا أنه كان يصطدم بالحارس المخضرم يان سومير.

وعلى إيقاع البياض، ينتهي الشوط الأول والمنتخب الكاميروني أكثر من سويسرا حزنا وندما، على أنه فوت على نفسه فرصة التقدم في النتيجة.
خلال الجولة الثانية ستنقلب الأمور رأسا على عقب، لأن من سيكون الأفضل، ومن سيعزز هذه الأفضلية بتقدم هو المنتخب السويسري، دليلا على واقعية وبراغماتية المنتخبات الأوروبية.
بدا واضحا أن منتخب سويسرا حصل من مدربه التركي مراد ياكين، على ما يجود أدائه الهجومي باستعمال عرض الملعب، والمرور أكثر من الرواق الأيسر للمنتخب الكاميروني، وهو ما سيثمر هجمة منظمة غاية في الدقة، شاكيري ينطلق من الجهة اليمنى، يرفع عينيه ليضع الكرة فوق طبق أمام زميله بريل إيمبولو الذي يسجل في مرمى منتخب بلده الأصلي في الدقيقة 48، مانحا تقدما مستحقا لسويسرا نظير واقعيتها، ورافضا الإحتفال بهذا الهدف الغالي.

وكان المنتخب السويسري قريبا من استنساخ هدفه الأول، عندما أنجز نفس الفاصل الهجومي، تسرب من الجهة اليمنى، تمرير عرضي وفرغاس في نفس وضعية زميله أيمبولو يسدد لكن الحارس أونانا ينقذ مرماه ويبقي منتخب الكاميرون على قيد الحياة.

ومع تكثيف المنتخب الكاميروني لضغطه بالزيادة العددية على مستوى الهجوم بنزول بوبكار مكان موتيتغ، سيلجأ المنتخب السويسري للمرتدات السريعة التي كان يقودها البديل فابيان ريدر في محاولة لاصطياد هدف التعزيز وكانت أوضح فرصة للتعزيز، تلك التي أتيحت في الدقيقة الثالثة من الوقت بذل الضائع لسيفيروفيتش الذي انطلق ورواغ وسدد نحو المرمى لكن كرته تصطدم بمدافع كاميروني وتبتعد عن المرمى، لتظل النتيجة على حالها، ليكسب منتخب سويسرا ثلاث نقاط غالية، فيما يخسر الكاميرون مباراة كان ممكنا أن يكون لها لون آخر لو أنه أجاد استمرار أفضليته في الشوط الأول.