أحيى منتخب إيران حظوظه في التأهل للدور المقبل بعدما أسقط منتخب ويلز بهدفين (2 – 0) في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول ضمن المجموعة الثانية بنهائيات كأس العالم في مباراة "هيتشكوكية" طغى عليها الكثير من الأحداث المثيرة. وقد واجه المنتخب الإيراني نظيره منتخب ويلز، بنية تحقيق الفوز بعدما خسر مباراة الجولة الأولى أمام منتخب إنجلترا بنتيجة قاسية.. فالإيرانيون كانوا يدركون جيدا أن أي نتيجة أخرى غير الفوز تعني الخروج باكرا من المونديال. ونفس الشيء بالنسبة لمنتخب ويلز الذي كان في أمس الحاجة إلى الإنتصار بعدما خرج من مباراة الجولة الأولى بالتعادل أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، وقد إنتهت المباراة بينهما في نهاية المطاف بالتعادل الأبيض (0 – 0). وقدم المنتخب الإيراني أداء قويا ورائعا خلال الشوط الأول من مباراته أمام ويلز، وقد يكون واحدا من أفضل الأشواط التي لعبها حتى الآن في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم.. حيث أحرج خلاله منتخب ويلز الذي لم يستطيع خلال هذا الشوط، بطوله وعرضه، سوى أن يخلق فرصة واحدة حقيقية للتسجيل، وكانت في الدقيقة 13 عندما سدد المهاجم كيفر مور كرة قوية على مقربة من الشباك كان لها الحسيني حارس مرمى إيران بالمرصاد. واعتمد الإيرانيون على ردود فعل قوية خلقوا من خلالها هجومات فعالة مستندين على مهاجمين إثنين كرأسي حربة (مهدي طارمي وسردار أزمون).. وهو ما خلق الكثير من المتاعب لدفاعات منتخب ويلز.. وقد تمكن المنتخب الإيراني من تسجيل هدف رائع عبر لاعبه علي غولزاده في الدقيقة 16 لكنه ألغي بتدخل من غرفة "الفار" لتواجد حالة تسلل واضحة. ويمكن القول أن الضغط القوي والسريع مع التمرير الطويل في اتجاه رأسي الحربة أزعج كثيرا منتخب ويلز الذي عجز عن خلق فرص تهديد حقيقة خلال الشوط الأول الذي إنتهى بالتعادل من دون أهداف. ومع بداية الشوط الثاني أكد المنتخب الإيراني قوته وتوهجه وقدرته الفائقة على إحداث الفرق وتغيير نتيجة المباراة في أي وقت.. وقد أظهرت الدقيقة 52 إلى أي حد لك كان المنتخب الإيراني سيء الحظ عندما ردت له العارض كرتين إثنتين في ثوان معدودة نيابة عن حارس مرمى ويلز، الأولى عبر تسديدة أزمون والثانية عبر تسديدة غولزاده. وزادت محاولات المنتخب الإيراني مع تعاقب دقائق المباراة وهو ما جعل حارس مرمى ودفاع منتخب ويلز في مأزق حقيقي، ومن حسن حظ الويلزيين أنهم نجوا من تلقي العديد من الأهداف. وشهدت الدقيقة 87 لحظة دراماتيكية عندما ارتكب واين هينيسي حارس مرمى منتخب ويلز خطأ قاسيا في حق رأس الحربة الإيراني مهدي طارمي، إستحق على إثره الحصول على البطاقة الحمراء بعد تدخل غرفة "الفار"، ليكمل منتخب ويلز المباراة بأقلية عددية، وهو ما سمح للإيرانيين بزيادة نسبة ضغوطاتهم بحثا عن الفوز. وعاش الإيرانيون لحظات مثيرة حقا في الوقت بدل الضائع عندما تمكنوا من تسجيل هدفين قاتلين الأول عبر جاشيمي من تسديدة قوية ومركزة من بعيد والثاني من راضئيان ليعيشوا لحظات فرح هيستيري، فيما أصيب الويلزيون بصدمة حقيقية.