كتب منتخب قطر في أول إطلالة له على المونديال، صفحة صغيرة ولاعبه مونتاري يسجل أول أهداف العنابي في كأس العالم، لكنه ترك أكثر صفحات التاريخ بيضاء، وهو يسجل الخسارة الثانية له على التوالي، ليكون بنسبة عالية جدا جدا أول المقصيين من الدور الأول، فبعد سقوطه أمام المنتخب الإكوادوري بثنائية نظيفة، خسر مجددا أمام بطل إفريقيا بثلاثية لهدف. ولأنها مباراة خاسرين، لم يعد مقبولا فيها إضاعة أي نقطة، والسعي فيها كبير لتحقيق فوز يحيى الآمال، فقد دخل المنتخبان القطري والسينغالي مباراتهما بنوايا هجومية، بررتها التغييرات التي ألحقها المدربان فليكس سانشيز وأليو سيسي على التوالي بالعنابي القطري وأسود الطرانغا. ولم تكن هذه النوايا الهجومية المعبر عنها بالتشكيل المعتمد ذي النزعة الهجومية، لتعطل الواجبات الدفاعية، لذلك أحترمت الشاكلة المتعود عليها عند كل فريق، وكانت كلمة السر هي البحث عن الهدف ولكن من دون التضحية بالتوازنات. ولأن المنتخب السينغالي أفضل من نظيره القطري على مستوى الفرديات، فقد كان من الطبيعي جدا أن نشهد أفضلية نسبية لأسود الطيرانغا، على مستوى التحول من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية وعلى مستوى الإنضباط والصرامة في التغطية الدفاعية، إلا أن ذلك لم يمنح المنتخب السينغالي في الجولة الأولى تفوقا كبيرا على مستوى صناعة الفرص السانحة للتسجيل، والتي جاءت متقطعة ومن دون كبير فعالية، وقد كان منها، فرصة الدقيقة التاسعة التي لم يحسن خلالها ميندي التسديد نحو مرمى برشم حارس قطر، وفرصة الدقيقة 19 التي جانبت خلالها رأسية ديديو مرمى برشم.وسيحاول غي اللاعب السابق لباريس سان جيرمان مباغتة الحارس القطري في الدقيقة 24، إلا أن كرته حادت القائم. إلى هنا والمنتخب القطري يقاوم لربح معارك الوسط والحيلولة دون حدوث ما يجهض بناءاته الهجومية، حتى كانت الدقيقة 34، أكرم عفيف ينجح في الإختراق، يبدو أنه عرقل من المدافع السينغالي سار، لكن الحكم الإسباني ماتيو لاهوز القريب جدا من العملية لا يعلن عن ضربة الجزاء، ولا يأتيه من غرفة الفار ما يعاكس رأيه. ولأن الدفاع القطري بحارس مرماه كان يسقط بين وقت وآخر في أخطاء فادحة عند إخراج الكرة من منطقته، فإن المدافع خوخي بوعلام سيرتكب في الدقيقة 41 خطأ في ترويض الكرة التي تصل لبولاي ديا الذي سيعاقب العنابي ويوقع هدف التقدم لأسود الطيرانغا الذي به انتهى الشوط الأول. وبينما توقعنا بداية شوط ثان حارقة من العنابي، فإن منتخب السينغال سيزيد في متاعب القطريين، إذ بعد دقيقتين، سيتمكن ديديو من تسجيل الهدف الثاني للأسود برأسية من كرة جاءت من الزاوية. وتأتي الصحوة القطرية في حدود الدقيقة 60، لنشهد في الدقيقة 61 المدافع علي حسن يوجه قذيفة، إلا أن الكرة تنحرف قليلا عن القائم، وبعدها بدقيقتين، فرصة أخرى للمعز علي الذي سدد في مواجهة المرمى، لكن ميندي الحارس السينغالي يبعد للزاوية. ويعود ميندي ليمنع عن منتخب قطر هدفه الأول في المونديال، الكرة تأتي من الزاوية واسماعيل محمد يغمز الكرة برجله والحارس السينغالي يبعد ببراعة الكرة من على خط المرمى. وأخيرا قطر تفعلها، في الدقيقة 78، عرضية جميلة من إسماعيل محمد ومونتاري البديل يدخل التاريخ ويصبح أول لاعب قطري يسجل بكأس العالم، مقلصا الفارق. وبينما كان المنتخب القطري يجاهد لإدراك التعادل، تأتي الضربة القاضية من أسود الطيرانغا، ندياي يمرر بذكاء لزميله ديانغ المجرد من كل رقابة، يسدد ويوقع ثالث هدف للسينغال في الدقيقة 84. وستظل النتيجة على حالها (3-1)، ليحقق المنتخب السينغالي أول فوز له في البطولة، معوضا خسارته في الإفتتاح أمام هولندا.