إن كان هناك من درس مهم على أسود الأطلس أن يستفيدوا منه جيدا خلال مونديال "قطر 2022"، هو الإنقلاب الكبير والثورة الحقيقية التي قام بها لاعبو المنتخب الإيراني ضد أنفسهم بعد السقطة الكبيرة التي تعرضوا لها في مباراة الجولة الأولى والتي خسروها أمام إنجلترا بحصة محرجة (2 – 6)!

ومن شاهد المنتخب الإيراني في مباراة الجولة الأولى أمام إنجلترا، وشاهده في مباراة الجولة الثانية التي كسبها أمام ويلز، وبهدفين قاتلين في الأنفاس الأخيرة من زمن اللقاء..  يدرك إلى أي حد قام الإيرانيون بثورة حقيقية ضد أنفسهم، حيث انسلخوا كليا من الصورة القاتمة التي ظهروا بها في مباراة إنجلترا وتحولوا إلى محاربين حقيقيين في المباراة الثانية.

كان لاعبو إيران أمام ويلز مقاتلين شجعان، قاتلوا واستماتوا وفاجأوا الجميع، وخلقوا العديد من فرص التهديد، وربما يكونوا قد لعبوا أفضل مباراة لهم في تاريخ المونديال.. وحتى عندما إنتهى الوقت القانوني (90 دقيقة) من دون أهداف، لم يستسلموا وواصلوا قتالهم بنفس الحماس وبنفس الإصرار وبنفس الرغبة في تحقيق الفوز وسجلوا هدفين قاتلين أحيوا من خلالهما خظوظهم في تجاوز منافسات الدور الأول.

كانت مباراة إيران أمام ويلز مثيرة وقوية حقا وتستحق أن تكون درسا وعبرة لكثير من المنتخبات، ونأمل أن يستفيد منها كثيرا لاعبو الفريق الوطني.