جاء المنتخبان الكامروني والصربي لمباراتهما عن الجولة الثانية للمجموعة السابعة بملعب الجنوب، بنية التعويض بعد خسارتهما معا في الجولة الأولى، وتفادي الخسارة الثانية تواليا التي ترمي بالمنهزم لحافة الإقصاء.

لذلك لم يحتج المنتخبان وهما يتواجهان لأول مرة في مسابقة دولية لمرحلة جس النبض، إذا دخلا رأسا لصوب المواجهة، كل يعتمد على أسلحته التكتيكية والبشرية، وكانت الأفضلية في بداية المباراة للمنتخب الصربي الذي حاصر الأسود الكاميرونية في منطقتهم في محاولة لتحقيق سبق سريع.
وكاد المنتخب الصريي أن يبلغ مرمى ديفيس إيباسي حارس مرمى أبها السعودي الذي عوض الحارس الأساسي أندري أونانا الذي استبعد من المباراة لأسباب تأديبية، لولا أن القائم سيرد في الدقيقة العاشرة تسديدة للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش.

وكان نفس ميتروفيتش قريبا من توقيع الهدف في الدقيقة 17، عندما وصلته الكرة بالخطأ من مدافع كاميرونوي إلا أنه أخطأ المرمى، فرصة ثانية ستخرج المنتخب الكاميروني من حالة الإنكماش، ليتقدم للمناطق الصربية وستعلن الدقيقة 19 عن أول فرصة كاميرونية، تسديدة لبيير كوندي يلعدها الحارس الصربي فانغا ميلينكوفيتش.
ونتيجة لتحسن الأداء الكاميوني، فإن الأسود غير المروضة هم من سيفتتحون التسجيل في الدقيقة 28، زاوية كامرونية ينفذها من اليسار بيير كوندي، زميله نيكولا نكولا يغمز الكرة برأسه لتجد في القائم الثاني كاستيييتو الذي وقع الهدف الإفتتاحي، الذي سيفرض على الصربيين المرور للسرعة القصوى، حيث سينجح بافلوفيتش في توقيع هدف التعادل في الدقيقة الأولى من الوقت بذل الضائع، ليس هذا فقط، بل إن صربيا ستسجل الهدف الثاني في الدقيقة الخامسة من الوقت بذل الضائع بواسطة سافيتش، ليعاقب المنتخب الكامروني على سذاجته الدفاعية، وتنتهي الجولة الأولى بتقدم الصربيين بهدفين لهدف.

وتوقعنا أن يعود المنتخب الكامرون في الشوط الثاني أكثر حماسا وتصميما للتعديل، إلا أن العكس هو الذي حدث، المنتخب الصربي يواصل ضغطه العالي، وفي الدقيقة 53 تاديتش يفتك كرة من لاعب كاميروني ويجري تصميم فاصل هجومي غاية في الروعة، مهاجمو صربيا باللمسة الواحدة يكسرون العمق الدفاعي الكاميروني، وينجح بيتروفيتش في تسجيل ثالث أهداف صربيا، في ما يشبه الضربة القاضية.  

ومع دخول المهاجم فانسون أبوبكار سيتحسن الأداء الهجومي الكاميروني، تضيع منه كرة أولى، لكن الثانية ستكون تابثة بسبب تطبيق صربيا للخط المتقدم، في الدقيقة 63 أبوبكار سيكسر خط التسلل وسينطلق ليسجل هدفا من أجمل أهداف المونديال، هدف ألغاه الحكم المساعد لكن حكم الفار سيحتسبه لعدم وجود حالة التسلل.
وستتواصل الإثارة بالصحوة الكبيرة للمنتخب الكامروني، إذ سينجح أبوبكار مجددا في كسر التسلل، يرواغ ويضع الكرة أمام شيبو موتينغ الذي يعيد الكاميرون من بعيد، موقعا الهدف الثالث في الدقيقة 66. 
وبرغم الإندفاع الكبير للاعبي صربيا لتحقيق الفوز، إلا أن النتيجة ستظل على حالها، لتنتهي مباراة غاية في الإثارة بالتعادل، لينال المنتخبان أول نقطة لهما في المونديال، في انتظار جولة أخيرة يقابل خلالها أسود الكامرون سحرة البرازيل.