تمكن المنتخب التونسي من تحقيق فوز تاريخي على نظيره الفرنسي (1 – 0) في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات الدور الأول بمونديال "قطر 2022"، لكنه مع ذلك لم يستطع أن يضمن تأهله للدور الثاني بعدما تمكن المنتخب الأسترالي، المنافس القوي على البطاقة الثانية في المجموعة 4، من الفوز على منتخب الدنمارك (1 – 0). وفضل ديديي ديشان أن يخوض المباراة بالإحتياطيين، حيث أبقى على كل نجوم الفريق في كرسي البدلاء، وذلك تفاديا للإرهاق وربما الإصابات، وفي نفس الوقت منح الوقت الكافي للتشكيلة الأساسية للفريق للإستعداد لدور ثمن النهائي بالشكل المطلوب، خاصة أن "الديكة" ضمنوا تأهلهم للدور القادم رسميا بعد فوزهم في الجولتين الأولى والثانية. وظهر المنتخب الفرنسي خلال الشوط الأول بأكمله أقل مستوى من المتوقع، حيث لم يقدم آداءه القوي ولم يستطع لاعبوه أن يهددوا مرمى المنتخب التونسي سوى مرة واحدة طيلة 45 دقيقة.. بينما دانت السيطرة لـ"نسور قرطاج" الذين هيمنوا على هذا الشوط طولا وعرضا، وخلقوا الكثير من فرص التهديد.. فقد كانوا الأفضل وقاموا بكل شيء تقريبا ولم يكن ينقصهم سوى إنهاء العمليات بشكل ناجع. وتمكن المنتخب التونسي من تسجيل هدف رائع حقا خلال بداية الشوط الأول لكنه ألغي بسبب حالة تسلل.. وهو الهدف الذي كان حافزا قويا للتونسيين لمواصلة ضغوطاتهم على "الديكة"، لكن كانت تنقصهم اللمسة الأخيرة. وحاول المنتخب الفرنسي أن يعود للواجهة خلال الشوط الثاني ويستعيد هيبته وقوته بعدما وضعه التونسيون "في الجيب" خلال الشوط الأول.. لكن ظلت الأفضلية للفريق التونسي الذي تمكن من تسجيل هدف السبق في الدقيقة 58. الهدف التونسي دفع المدرب ديشان ليعلن حالة طوارئ في فريقه فأدخل 3 من الثوابت في صفوف "الديكة"، وهم ويليام ساليبا، أدريان رابيو وكيليان مبابي، وذلك لمنح التوازن المطلوب للفريق، لكن مع ذلك لم يستطع المنتخب الفرنسي تليين طريقة لعبه، فقام المدرب بتغيير جديد وأدخل أنطوان غريزمان لعل الفريق يستعيد بعضا من توهجه، وبعده دخل عثمان ديمبيلي. وفعلا تمكن الفرنسيون من فرض سيطرتهم بعدما مر أكثر من 75 دقيقة من اللعب، وخلقوا عدة فرص حقيقية للتسجيل لكن الفريق التونسي رفع أعمدة المنع جيدا في منطقته، وأقام سدا دفاعيا صلبا يصعب اختراقة، لذلك لم يستطع "الديكة تسجيل هدف التعادل رغم ضغطهم الرهيب، ورغم هدف غزيزمان في الدقيقة 90+8 الذي ألغاه "الفار" لوجود حالة تسلل.