حققت تونس فوزا تاريخيا الأربعاء باسقاطها فرنسا بطلة العالم 1-صفر، لكن فرحة "نسور قرطاج" لم تكتمل لأن أستراليا خطفت بطاقة التأهل الى ثمن النهائي بفوزها بالنتيجة ذاتها على الدنمارك 1-صفر في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال قطر.

ودخل المنتخب التونسي اللقاء وفي جعبته نقطة واحدة من تعادله في الجولة الافتتاحية مع الدنمارك، وكان بالتالي بحاجة الى الفوز على فرنسا الضامنة تأهلها من الجولة الثانية كي يحقق انجاز بلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه. لكن هذا الفوز كان مشروطا بعدم فوز أستراليا على الدنمارك، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق لينتهي مشوارها عند الدور الأول في سادس مشاركة لها. وتدين تونس بهذا الفوز التاريخي الى الفرنسي بالتبني وهبي الخزري الذي سجل هدف المباراة الوحيد على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة.

وهو الفوز الثالث لـ "نسور قرطاج" في كأس العالم، بعد المكسيك 3-1 عام 1978 وبنما 2-1 عام 2018، والأول على فرنسا. واحتفظت فرنسا بصدارة المجموعة مع 6 نقاط وبفارق الأهداف عن أستراليا، فيما رفعت تونس رصيدها إلى 4 نقاط في المركز الثالث. وتلعب فرنسا في ثمن النهائي ضد ثاني المجموعة الثالثة، فيما تلعب أستراليا مع أول هذه المجموعة التي تضم الأرجنتين وبولونيا والسعودية والمكسيك. وقال الخزري "كمنافسين أردنا التأهل. هذا الفوز جيد لأننا اظهرنا وجهنا الحقيقي واننا قادرون على تقديم أمور جميلة.

نحن نادمون على أول مبارتين لأننا قادرون على تقديم الأفضل. لدينا مجموعة متضامنة ومتلاحمة. خائبون لانه كان يجب ان نحقق ما هو افضل في اول مبارتين". وضع المدرب ديديي ديشان نجوم هجومه كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وعثمان ديمبيلي على مقاعد البدلاء من ضمن 9 تغييرات مقارنة مع مباراة الفوز على الدنمارك 2-1. وبدوره، أدخل المدرب التونسي جلال القادري العديد من التغييرات على تشكيلته في جميع المراكز.

وعانى منتخب "نسور قرطاج" من ضغوطات جمة حتى قبل دخوله أرضية الملعب، فالنقطة الوحيدة التي حصدها من تعادله أمام الدنمارك مقابل خسارة أمام أستراليا صفر-1 أجبرته على اجتراح معجزة تحققت أمام "الديوك". قال المدافع منتصر الطالبي "أهدرنا الفرصة أمام أستراليا وأردنا القيام برد فعل. قد منا مباراة كبيرة، دافعنا وكنا صلبين لكن لم ننجح بالتأهل. أنا فخور بفريقي. قد منا كأس عالم جيدة ولعبنا جيدا ضد الدنمارك". وتوقفت المباراة في الدقيقة 67 بعد دخول مشجع يحمل العلم الفلسطيني، فتدخل رجال الأمن لاخراجه من الملعب في حين طالب لاعب تونس عدم معاملته بقسوة. اعتقدت تونس انها افتتحت التسجيل سريعا بعد ركلة حرة نفذها الخزري وتابعها نادر الغندري في الشباك، إلا أن الحكم رفع راية التسلل (8).

وبعدما طالب الخزري بضربة جزاء (13)، كاد الفرنسيون أن يفتتحوا التسجيل من هجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة إلى كينغسلي كومان الذي سددها بجانب القائم (25). وهدد الخزري مجددا المرمى الفرنسي بتسديدة بعيدة صدها الحارس ستيف مانداندا (35)، قبل أن يعيد الكر ة بكرة عالية فوق المرمى (45+2). وخسر يوسف فوفانا الكرة في منتصف الملعب بعد ضغط من إلياس السخيري لتصل إلى الخزري الذي توغل وراوغ وسدد كرة خادعة في شباك مانداندا (58)، ليحتفل مع الجماهير في أجواء هستيرية، قبل أن يستبدله المدرب بعد دقيقتين بعصام الجبالي.

وبات الخزري أول لاعب إفريقي في تاريخ كأس العالم يسجل في ثلاث مباريات متتالية خاضها أساسيا (أمام بلجيكا وبنما عام 2018 وفرنسا 2022). وأدخل ديشان كلا من أدريان رابيو وكيليان مبابي وأنطوان غريزمان وعثمان ديمبيلي، فسدد الاخير كرة من خارج المنطقة بين يدي أيمن دحمان (81) الذي عاد وتصدى لتسديدة من مبابي (89)، فيما مرت تسديدة راندال كولو مواني قرب القائم الأيسر (90). وصد دحمان كرة من مسافة بعيدة لمبابي (90+3) في نهاية خطفت فيها الانفاس بعد هدف لغريزمان، إلا أنه ألغي بعد تدخل "ڤار" بداعي تسلل على مهاجم أتلتيكو مدريد الاسباني (90+8). وعلى ملعب الجنوب في الوكرة، وضع ماثيو ليكي المنتخب الأسترالي في ثمن النهائي للمرة الثانية فقط في تاريخه بتسجيله هدف الفوز على الدنمارك.

وسجل مهاجم ملبورن سيتي الهدف في الدقيقة 60، ليمنح أبطال آسيا لعام 2015 بطاقة التأهل الى ثمن النهائي للمرة الثانية بعد 2006 حين انتهى مشوارهم على يد إيطاليا (صفر-1). وتحدث ليكي عن هدفه الحاسم، قائلا "أعتقد أنه في هذه اللحظات لا يمكنك التفكير كثيرا .

ليس لديك الوقت للتفكير. لقد حصل كل شيء بسرعة. كانت تمريرة رائعة... سددتها أرضية وقوية ومن الصعب على الحارس صدها". وتابع "ما أن رأيتها تدخل، حتى شعرت بسعادة عارمة. أعتقد أنه كان يمكنكم رؤية حجم المشاعر من الطريقة التي احتفلت بها. أشعر بفخر كبير.

كما تعلمون، عملنا بجهد كبير... هدفي الأول في كأس العالم هو على الأرجح أحد أهم الأهداف في مسيرتي وبالنسبة للمنتخب". وكانت نية الدنماركيين واضحة منذ البداية وهددوا مرمى الحارس ماثيو راين في أكثر من مناسبة إن كان عبر ماتياس ينسن أو أندرياس سكوف أولسن ويواكيم مايهلي لكن من دون نجاعة، ليبقى التعادل السلبي سيد الموقف حتى نهاية الشوط الأول.

وبدأت أستراليا الشوط الثاني بتسديدة لجاكسون إيرفاين علت مرمى كاسبر شمايكل بقليل (48)، ثم نجح الأستراليون في هز الشباك من هجمة مرتدة وتمريرة من رايلي ماكغري الى ليكي الذي تلاعب بيواكيم مايهلي يسارا ويمينا قبل أن يسدد في الزاوية اليسرى الأرضية (60). ثم عرف الأستراليون كيف يتعاملون مع الضغط الدنماركي ليسيروا بالمباراة والنقاط الثلاث الى بر الأمان.