• أسود القاعة صواريخ عابرة للقارات 
• المكفوفون ومبتورو الأطراف فعلا كاملو الأوصاف
قطر أخبرت من غاب ومن حضر منتخبنا هو «الخطر»

هذه الوثيقة  التي نحرر يجب أن يبرز لها إطار يسعها ويحفظها في خزانة الكرة المغربية، حتى إذا ما طرأ طارئ يمكن العودة إليها بوصفها المرجع والشاهد على هذا العام الملحمي الهلامي.
واكبنا على امتداد مسيرة عقود حصاد الكرة المغربية، حدث وإن عشنا مرارا ونحن ننهمك لتوثيق ورصد الظواهر البارزة بكل العناء والمشقة التي يتطلبهما الأمر، في زمن الرقمي والمعلوماتي وانفجار المواقع الإلكترونية، قلت عشنا لحظات مريرة  امتزجت فيها الحسرة بالإحباط وخيبة الرجاء والأمل، لجفاف النبع وهزالة المحصلة وأحيانا رداءتها الباعثة على القرف.
هذه المرة الأمر مختلف تماما، بل مغاير بالمرة ويندرج ضمن حالة الإستثناء والجرد غير المسبوق، حصاد وافر ووفير ومن غزارته انعكس السخاء على كل الفئات ذكرانا وإناثا، منتخبا وأندية، أسوياء وأصحاب الإحتياجات الخاصة، فالأندية بسطت السطوة والسيطرة، والأسود في قطر وثقوا الاليادة بالختم والطابع الأطلسي، لذلك ندعوكم استنهاضا للهمم واستشرافا لعام جديد ومجيد بمشيئة الله تعالى لمواكبة هذا الإستقراء باستحضار «فلاش باك» كامل يؤرخ لأفضل عام في تاريخ كرة القدم الوطنية منذ الإستقلال لغاية خرافة الأسود بالمونديال مثلما رصدها العالم واحتار لها الخبراء والتقنيون..
• الدكيك الهمام بتايلاند والدمام
يعد هذا الرجل من بركات الكرة المغربية ورياضتها بشكل عام، فمنذ أن افتتح عداد وزاد الحصاد بوجهه البشوش والكرة المغربية ومعها الإطار الوطني يتبوأ المكانة التي تليق به.
نجح الدكيك وقد أنهى العام المنصرم بطلا لافريقيا مرتين، في أن يكرر نفس الإنجاز لكن هذه الكرة عربيا.
قاده الرهان والتحدي هذه الكرة صوب الدمام السعودية، حيث كانت المهمة أصعب، فهو المطلوب لكافة منافسيه وظروف المناخ بالرطوبة والحرارة صعبة للغاية، لكنه سيربح التحدي وبامتياز أيضا حين أطاح بمنتخب العراق المشاكس بالنهائي ليعلن بطلا ويحافظ على اللقب.
بعدها لم يتأخر الدكيك في التعريج على تايلاند وهنالك سيسمو الهدف أكثر، لينافس على لقب بطل القارات، ولا أحد منحه أو خوله الحق في أن يحلم، إلا أن الرجل سيثبت أنه من طينة نادرة وسيعزز مكاسبه ويهزم إيران العتيدة والعريقة في اللعبة ويتوج بطلا للقارات ويرتقي بالمغرب في التصنيف العالمي للصف السابع عالميا.
ستطلب البرازيل والبرتغال والأرجنتين الدكيك العراب والعبقري لملاقاته وديا، وسيعلن لقجع بحضور الدكيك «هشام استمع، أنت الآن ملهم الآخرين ولقد صدر الحكم حضوريا في حقك، نريد كأس العالم».
• المكفوفون ومبتورو الأطراف كاملو الأوصاف
ربيع الكرة المغربية لم يقتصر على هذه الإنجازات ولم نعرض فيها لتأهل الصغار ولا فضية المنتخب المتوسطي، فما عاد من مجال للحديث عن هذه الأرقام وبروزتها ضمن خانة الإنجازات بلسان لقجع وواقعيته التي لا تعترف سوى بالذهب.
لذلك وقع منتخب المكفوفين أصحاب برونزية بارالمبياد طوكيو على إنجاز كبير عزز من روعتهم وكفاءة لاعبي هذا المنتخب، حين بسط سيطرته على الرحاب القارية وهو يتوج أمام مالي بالكأس الأفريقية التي هي في حوزتهم منذ عديد النسخ المتتالية، وبه ضرب هذا المنتخب الذي حاز الإعجاب في طوكيو وهو يقدم مباريات للتاريخ أمام منتخبات عالمية تواجده في بارالمبياد باريس المقبلة بمشيئة الله تعالى.
وعلى نهجه سار منتخب مبتورو الأطراف في المحفل العالمي الذي احتضنته تركيا حين حل هذا المنتخب خامسا،  بعدما وقع على مباريات كبيرة أمام إيران، إيرلندا والبرازيل والأرجنتين قبل أن يسقط أمام منتخب تركيا القوي وأصحاب الضيافة.
إلا أنه رغم ذلك نال هذا المنتخب ولاعبوه الرضا للأداء الذي قدموه وكذا لجمالية الأهداف التي وقعوا عليها، فعم النجاح والتوفيق للكرة المغربية بكل فئاتها.
• منتخبنا خطر في قطر
حبة الكرز التي زينت كعكة العام والكرة المغربية حضرت في قطر، كان لزاما أن ينتهي العام سعيدا لما انطلق وبدأ، لكن لا أحد توقع أن تكون لهذه الكرزة حلاوة تفوق الوصف، ففي قطر كانت التباشير تقول منذ البداية أنها كأس مغربية، فاللوحة الفنية ووصلة الأداء الإفتتاحية مغربية، والمقاربة الأمنية مغربية، ثم الزخرف الذي ارتضاه الأشقاء في قطر لترويج إرثهم الحضاري كان بدوره مغربيا، لذلك وقع الجمهور المغربي ومعه المنتخب المغربي على ما ختم هذه "الجوكاندا" والتحفة المتطورة ببصمة وتوقيع مغربي.
الأسود ومعهم جماهير المغرب سيعلنون بفتح اللام من قطر أنهم خطر في قطر، منذ مباراة الإفتتاح ومنذ الإستهلال الأول بدا الأسود على أنهم حضروا لقطر مبكرين ليعودوا متأخرين.
بلوغ المربع الذهبي والتموقع مع الكبار والإطاحة بقطبي الكرة الايبيرية البرتغال وإسبانيا وقبلها حرق شياطين بلجيكا مع العرق البارد الذي سال للديك الفرنسي، ومعاناة كرواتيا باعتراف مدربها، قادت الفريق الوطني ليسبغ لنا على هذا العام ملمحا إعجازيا فاق الوصف.
أرقم قياسية سقطت وإشادات على لاعبي الأسود انهالت وقيم تسويقية ارتفعت والسمعة تجمعت والمكانة تعاظمت، هذه ملخصات مشاركة تاريخية للفريق الوطني في كأس عالم خرافية أسطورية لخصناها بالأرقام التي يعجز معها الوصف بالكلام.
• بالإجماع عام «المغرب» ممتاز  
كان بديهي أن تنهال عديد الاشادات على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقد تجمعت لديها عديد البرقيات والتي فاقت 12 برقية بمعدل برقية تهنئة في الشهر، برقيات من الكاف والفيفا وحتى من جامعات محلية، من مسيرين ومدربين، من لاعبين ومن شغوفين باللعبة لا صلة لهم بمجال التسيير.
إشادات الثناء على حسن الإستضافة وتدبير المواعيد بتنظيم الناعم المحكم، وإشادات الثناء على النتائج والإنجازات والأرقام الخرافية.
هاهو رئيس الفيفا يثني عبر موقعه الرسمي وعبر رسالة ود ومجاملة وعبر أنستغرام، ويكفي الإستدلال على ذلك من خلال طبيعة التقييم الذي ناله المغرب متمثلا في مشاركة الأسود بتقييم «ممتاز» مناصفة مع الأرجنتين البطل ومتقدما على فرنسا وكرواتيا وقد حصر تقييمهما عند حسن جدا.
هكذا إذن كان الحصاد الوفير في الغلة وفي جودة النتائج في المؤدى الجماعي الذي انعكس على التوهج الفردي من خلال سيل العروض التي تنهال على لاعبينا، لذلك ملخص هذا العام هو «ممتاز بميزة الإعجاز».