شكلت "الرياضة للجميع رافعة للتنمية والنمو الاقتصادي" محور ندوة وطنية نظمتها ، أمس الثلاثاء 16 ماي الجاري، الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، بتعاون مع معهد مهن الرياضة، التابع لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
ولامست الندوة بالخصوص استجلاء تلك الرؤية الموسعة لماهية الرياضة للجميع في أفق وضع البرامج المستقبلية في الاتجاه الصحيح، على أساس أرضية موضوعية تتلاءم مع الواقع وتتماشى مع التوجيهات النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الواردة في الرسالة التي وجهها جلالته يوم 24 أكتوبر 2008 إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة المنعقدة بالصخيرات على مدى يومين.
وضم هذا الملتقى الأكاديمي الرياضي، الذي أقيم بالمدرج الرئيسي لمعهد مهن الرياضة، نخبة من الباحثين والخبراء في الشأن الرياضي والإعلاميين الرياضيين، فضلا عن ممثلين عن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وجمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وبعض الجامعات الرياضية الوطنية وجمعية النهوض بالرياضة في  المقاولة بالمغرب، بالإضافة إلى طالبات وطلبة المعهد.
وقال رئيس جامعة ابن طفيل، السيد محمد العربي كركب، إن هذه الندوة تعبر عن انتقال الجامعة من روتين التحصيل البيداغوجي والنظري المرتبط بمدرجات التعليم إلى مرحلة تكوين رجال ونساء الغد المتشبعين بقيم التضامن و المتشبثين بمبادئ الأمة المغربية من خلال مثل هذه المبادرات ذات الأهمية القصوى، مبرزا ما لممارسة الرياضة في الوسط الجامعي من أثر على تنمية قدرات الطلبة البدنية والذهنية والمحافظة على صحتهم، سعيا إلى  تحقيق التوازن بين العقل والجسد، انطلاقا من مبدأ "العقل السليم في الجسم السليم".
ومن جهتها ، قالت رئيسة الجامعة
 الملكية المغربية للرياضة للجميع، السيدة نزهة بدوان، في الجلسة الافتتاحية للندوة، إن هذا الملتقى الأكاديمي الرياضي، الأول من نوعه يكتسي أهمية قصوى بهدف تفعيل مفهوم الرياضة للجميع كخيار إستراتيجي للتوعية بأهمية النشاط البدني وتوسيع قاعدة الممارسين للرياضة غير التنافسية بعيدا عن معايير الفوز والخسارة، واعتبار الرياضة للجميع رافعة للتنمية والنمو الاقتصادي، وذلك من منطلق حرص الجامعة على تخصيب النقاش وتبادل الآراء  ووجهات النظر حول فلسفة ومغزى الرياضة للجميع، واقعها وآفاقها  قصد الاستجابة لتطلعات مختلف الشرائح الاجتماعية  .
وأشارت إلى أن الجامعة استلهمت ماهيتها وفلسفتها واستمدت مرجعيتها من الأفكار النيرة والتوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، التي تضمنتها الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة، المنعقدة بالصخيرات يومي 24 و25 أكتوبر 2008.
وأكد المشاركون خلال اللقاء على أهمية الرياضة كمجال أضحى اليوم رافعة أساسية لتحقيق التنمية والنمو الاقتصادي، خاصة في ظل السياق الاقتصادي لهيكلة منظومة الرياضة بالمملكة، معتبرين أن مجرد الحديث عن مأسسة الرياضة للجميع، هو إقرار بأن هذه الرياضة هي قاعدة وأساس أي مشروع، لذلك وجب أن تكون الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع مؤسسة حاضنة، وقاعدة للعمل المؤسسي الوطني والجهاز الذي يُعْطى كل الإمكانيات المالية واللوجستية وقبلهما البشرية، لكي يباشر مهامه الكبيرة والعظيمة أفقيا وعموديا، مبرزين القيم التي تحملها الرياضة للجميع، معتبرين إياها فلسفة في الحياة.
وتمت الإشادة بالدور الذي تلعبه الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع قصد تعزيز الرياضة في شقها الجماهيري والمرتبط بالرفع من نسبة مشاركة المواطنات والمواطنين رياضيا من أجل حماية صحتهم البدنية والنفسية والعقلية.
وتم التشديد على أهمية الدور 
 الاقتصادي للرياضة وبالتالي لا ينبغي النظر إليها كخزان اجتماعي أكثر مما هو اقتصادي، مشيرين في ذات الوقت إلى كون الدولة ما تزال هي الممول الرئيسي لقطاع الرياضة، داعين إلى تطوير البحث العلمي في المجال الرياضي وإعادة النظر في القوانين المنظمة للقطاع الرياضي واعتماد قانون إطار في هذا الصدد، أخذا بعين الاعتبار واقع الحال واستشراف آفاق المستقبل.
كما تمت دعوة الجماعات الترابية إلى إيلاء مزيد من الاهتمام إلى الحقل الرياضي واعتباره من الأولويات مع توفير الفضاءات والمنشآت اللازمة والملائمة للممارسة الرياضية السليمة.    
كما تم التأكيد على أهمية الممارسة الرياضية لدى نزلاء المؤسسات السجنية  من أجل وقايتهم الصحية والتهييء لإعادة إدماجهم في النسيج الاجتماعي وفي سوق الشغل، بعد انقضاء فترة عقوبتهم والإفراج عنهم.
وشدد المشاركون في الندوة على أهمية الرياضة المدرسية باعتبارها مشتلا وخزانا لا ينضب من المواهب، معتبرين أن الرياضة تعد السبيل الأنجع لدمج وإعادة إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة.
  وتم بالمناسبة تكريم ثلة من المشاركين في الندوة وتوقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع و معهد مهن الرياضة، التابع لجامعة ابن طفيل، بهدف تمتين التعاون في مجال ممارسة الرياضة وتشجيع البحث العلمي المشترك في الميادين المرتبطة بالرياضة للجميع وإعداد وإنجاز برامج مشتركة للنهوض بالرياضة للجميع وتنمية وتثمين العنصر البشري عن طريق ممارسة الرياضة.
وفي ختام هذا الملتقى العلمي تمت تلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى راعي الرياضة والرياضيين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، من طرف رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع ورئيس جامعة ابن طفيل، نيابة عن كافة المشاركين.