بعدما بات رمزا لثورتها على صعيد الانتقالات الدولية، يواصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهمته كخير سفير لكرة القدم السعودية من خلال قيادته فريقه النصر في جولة ودية في اليابان حيث يتواجه الثلاثاء في أوساكا مع باريس سان جرمان بطل فرنسا.

وعلق رونالدو على الجولة اليابانية بالقول "نعلم أن الناس متحم سون جدا لكرة القدم في اليابان، ونحن هنا للمساهمة في الاستعراض"، مضيفا "لدينا مباراتان كبيرتان لخوضهما"، في إشارة للمباراة الأخرى لفريقه الخميس ضد إنتر الإيطالي وصيف عصبة أبطال أوروبا.

مع ابتسامة على محياه ومتحدثا باللغة الإنكليزية في المؤتمر الصحافي الذي عقده الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات في أحد فنادق أوساكا الأحد، لعب البرتغالي دوره كسفير وتعامل بكل رعاية ولطف مع أسئلة الأطفال المدعوين لطرح أسئلة على اللاعبين.

من المؤكد أن دور السفير يناسب تماما النجم السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، إذ، ومنذ انتقاله المدوي في كانون الثاني/يناير الماضي، كان أفضل مروج للبطولة السعودية حتى وصل الأمر الى إقناع العديد من النجوم الكبار باللحاق به.

فتح وصول رونالدو الى البطولة السعودية الباب أمام نجوم مثل زميله السابق في ريال المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة بالانضمام الى اتحاد جدة بصحبة مواطنه انغولو كانطي، أو السينغالي خاليدو كوليبالي والصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش بارتداء قميص الهلال، أو السنغالي الآخر إدوار مندي بالدفاع عن مرمى الأهلي إلى جانب المهاجم البرازيلي روبرطو فيرمينو.

وتزامنا مع تهافت منافسيه للتعاقد مع نجوم كبار في صفقات مدوية، قرر النصر تعزيز صفوفه وتأمين المساندة المناسبة لرونالدو بضمه الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والايفواري سيكو فوفانا.

وفي مقابلة مع موقع البطولة السعودية، قال رونالدو "أنا سعيد هنا، وأرغب في الاستمرار هنا، وسأستمر هنا (مع النصر). البطولة السعودية قوية، لكن هناك فرصا عديدة للنمو. البطولة تنافسية ولدينا فرق جيدة، وكذلك الحال بالنسبة للاعبين العرب، وأعتقد أن البنية التحتية تحتاج للتحسن، وحتى الحكام، وحكم الفيديو المساعد يجب أن يكون أسرع بعض الشيء".

وواصل ابن الـ38 عاما "في رأيي، إذا استمر (المسؤولون عن البطولة) في العمل على خطتهم في السنوات الخمس المقبلة، فأعتقد أن البطولة السعودية ستصبح ضمن أقوى 5 بطولات في العالم".

ومنذ وصوله في صفقة قدرت بأكثر من 200 مليون اورو سنويا بحسب التقارير، ارتفع عدد متابعي نادي النصر على تويتر من 800 ألف الى 4 ملايين وعلى إنستغرام من مليونين الى أكثر من 14 مليون متابع. وبفضل شعبيته، بدأنا نرى مشجعات في المدرجات بعد الحظر على حضورهن المباريات قبل أعوام معدودة.

وخرج رونالدو خالي الوفاض مع النصر في موسمه الأول رغم أهدافه الـ14 في 16 مباراة، بينها رباعية في مباراته الثانية فقط (ضد الوحدة). وعلق على هذا الأمر بالقول لموقع البطولة السعودية إن "توقعاتي كانت مختلفة بعض الشيء.

صراحة توقعت أن نفوز بأحد الألقاب هذا العام، لكن الأمور لا تسير دائما كما نرغب. في بعض الأحيان، نحتاج للصبر والاستمرارية والمثابرة لتحقيق الأفضل، وسوف نتحسن كثيرا". وأضاف "في آخر 5 أو 6 أشهر، تحسن الفريق للغاية وتحسنت البطولة أيضا وجميع الفرق.

يتطلب الأمر أحيانا بعض الوقت لكن إذا آمنت بهدفك، فإن كل شيء ممكن باعتقادي. أنا متفائل جدا وواثق من تغير الأمور والسير نحو الأفضل، لذا علينا أن نؤمن ونعمل على ذلك".

رغم اعتبار البعض أن انتقال رونالدو الى البطولة السعودية يعني انتهاء مشواره مع المنتخب الوطني، قرر المدرب الجديد لـ"سيليساو أوروبا" الإسباني روبرطو مارتينيس الاعتماد عليه أساسيا ، ليواصل "سي آر 7" هواية تحطيم الأرقام القياسي.

وفي مباراته الدولية رقم 200، سجل رونالدو هدف الفوز على ايسلندا (1-0) في تصفيات كأس أوروبا 2024، رافعا رصيده الى 123 هدفا بقميص بلاده.

وقال بعد الفوز في ريكيافيك "لن أتوقف أبدا عن المجيء الى هنا (منتخب البرتغال)، لأنه حلمي على الدوام.

الوصول الى 200 مباراة دولية ليس بالشيء الذي يحققه أي شخص.

إنه يظهر الحب الذي أكنه لبلدي ومنتخبنا". بالنسبة للموسم المقبل لرونالدو وفريقه النصر، هناك "الكثير من الأهداف.

بالطبع أود أن أفوز ببعض الألقاب هذا العام". وبعد يومين من مواجهة إنتر، يبدأ النصر موسمه في كأس العرب للأندية البطلة ضد جاره السعودي الشباب.

وبانتظار ذلك، يواصل رونالدو الاهتمام بصورته، معززا مكانته عند الجمهور عندما ذكره صحافي ياباني بحكاية من إحدى جولاته السابقة في أرض الشمس المشرقة التي يحل فيها للمرة الخامسة، وذلك حين كان يدافع عن ألوان ريال مدريد عام 2014.

حينها، سأله لاعب ياباني شاب يدعى ريوطو إيواوكا سؤالا بالبرتغالية، ما تسبب بموجة من الضحك في الصالة بسبب عدم اتقانه اللغة.

فرد رونالدو على الموجودين بالقول "لماذا تضحكون؟ لماذا؟ إنه يتحدث البرتغالية جيدا ! يجب أن تكونوا سعداء لأنه بذل جهدا كبيرا!".

لم يكن الجهد الذي بذله هذا الشاب محصورا بمحاولة التحدث البرتغالية، بل اختير أفضل لاعب في أرقى بطولة يابانية لدون 18 عاما .

وتحدث رونالدو عما وصل اليه إيواوكا بالقول "أنا سعيد جدا لأن هذا الصبي حقق ما يريد، كما أقول دائما: آمن بأحلامك لأن الموهبة لا تكفي، عليك أن تعمل". وختم قائلا "أنا سعيد جدا لأن كلماتي كان لها تأثير على هذا الصبي، وأتمنى أن ينجح العديد من الأطفال".