هي حقوق وليس حقا واحدا، فما أنجزته لبؤات الأطلس بتأهلهن لأول مرة لكأس العالم، وبتجاوزهن لدور المجموعات من أول مشاركة لهن بالمونديال وهو ما لم يحققه حتى أسود الأطلس من أول تواجد لهم في كأس العالم قبل 53 بالمكسيك، وكل لحظات الفخر والسعادة التي أهدتها لنا اللبؤات، خلال هذه النسخة من المونديال، يفرض علينا باسم المواطنة أولا وباسم العرفان والإمتنان ثانيا، أن نرفع لهن القبعة، أن نكرمهن، وأن نخصص لهن استقبالا جماهيريا يليق بكل هذه الإنجازات التي وقعن عليها بأستراليا، وأن نواجه كل حملات التشكيك التي يطلقها البعض ممن لا يعجبهم العجب ولو في رجب، أو التي يدسها من في قلوبهم مرض ومن تفزعهم هذه الإنجازات الرائعة التي تحققها كرة القدم المغربية تباعا، وهي مصدر إشادة من العالم كله.


بالقطع ينتظرنا عمل كبير لكي نطور ملكات لاعباتنا ولنزيد في الإرتقاء بكرتنا النسوية لنضمن التواجد في أعلى المستويات، فما سيغدو لنا من الآن رهانا وهدفا، هو أن نضمن تواجدنا باستمرار في كأس العالم، أن نسعى للظفر بكأس إفريقيا للأمم، وأن نقاتل من أجل أن تتواجد لبؤات المغرب على غرار أسود الأطلس في أولمبياد باريس 2024، وهذا كله لن يتحقق إلا إذا ضاعفت أنديتنا النسوية الجهود، حتى لا تترك الجامعة وحدها تصارع طواحين الهواء.


إن ما حققته كرة القدم النسوية في زمن قياسي، أمر مثير للدهشة والإعجاب أيضا، ولكن يقيننا كامل من أن الطفرة تحققت بفضل العمل وأكثر منه بفضل الجدية في العمل.
الآن من واجبنا كمغاربة أن نحتفل بلبؤاتنا وأن نكافأهن على روعة ما حققنه بأستراليا، وبعدها سنتوجه، جامعة وأندية لنواصل مسيرة تطوير كرة القدم النسوية، وقد فتح ما حققته اللبؤات بأستراليا باب الشغف والحلم على مصراعيه لدى كل الصغيرات في كل ربوع المغرب، ولا عزاء للمشككين..