نعيش نهضة كروية وأمانة الحفاظ عليها ثقيلة

أعرب هشام الدكيك، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، عن رغبته أن يواصل تحقيق نتائج إيجابية مع منتخب بلده، مشددا بأن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها، ومؤكدا في حوار خص به «المنتخب» بأن الفضل يعود لفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في كل ما وصلت له رياضة الفوتصال بالمملكة المغربية. 
ولم يترك الدكيك الفرصة تمر، دون أن يتحدث عن أسباب نجاحه لحد الآن، وأهدافه المستقبلية، ورغبته في مواصلة لفت الأنظار قاريا وعالميا، لما فيه مصلحة الفوتصال المغربي، الذي بات يشكل علامة فارقة في الرياضة الوطنية بسبب مراكمة النجاحات فيه.

• المنتخب: بداية وقبل أن نشرع في محاورتك هشام، نود الإطمئنان على حالتك الصحية، بعدما كنت قد أجريت عملية جراحية  على مستوى الغدة الدرقية؟
ــ هشام الدكيك: الحمد لله بعد الجراحة، إستفدت من مرحلة أولى للعلاج، وطلبت من الأطباء التابعين للمستشفى العسكري أن أخوض نهائيات كأس العرب، وأن يتم تأخير العلاج، صراحة قاموا بدورهم على أكمل وجه، بدأت في العلاج، وقبل ذلك وعدت الأطباء الذين أشرفوا على حالتي أن نعود بكأس العرب إلى المغرب والحمد لله وفيت بذلك، عموما الأمور في الفترة الحالية طيبة صحيا. 

• المنتخب: الإنجاز الثالث لكرة القدم المغربية في «الفوتصال» بكأس العرب، كيف تنظر له؟
ــ هشام الدكيك:هو إنجاز ثالث على المستوى العربي، أما الإنجازات الأخرى، فهناك كأس إفريقيا وكأس القارات والحضور في كأس العالم. 
خوض 3 كؤوس مع المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة عربيا، شيء نادر الحدوث في باقي الرياضات، لأنه يجب أن تبقى في القمة ويجب أن تشتغل، لأنه إذا حصلت على لقب أول وثاني، قد  يصيبك التهاون، وخصوصا الخصوم سيستعدون لك بالدفاع، لذلك أقول بأن العمل كان كبيرا، وعندما تأتيك التهنئة من الملك، فذاك شيء كبير وكبير جدا.

• المنتخب: أحيانا الوصول إلى القمة يكون أسهل من البقاء فيها؟
ــ هشام الدكيك: أحيانا الوصول إلى القمة يكون أسهل، لأنك دوما تكون متحفزا، لكن الإستقرار فيها أمر صعب جدا، هنا يبدأ العمل والتفكير، في كل مرة يجب التطوير والتجديد من أجل البقاء في القمة، وعندما تريد إضافة شيء يلزم التأطير والتمويل والتدبير، وتحفيزات مالية، هنا يأتي دور رئيس الجامعة، فعندما أطلب إضافة شيء يقول لي مرحبا، هناك ثقة وهذا ما جعلنا نصل لكل شيء نصبو إليه. 

• المنتخب: من هشام الدكيك الذي كان يبحث عن معسكرات لفائدة المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة كأقصى حلم، إلى هشام الذي يتلقى التهنئة الملكية، ماذا تغير بين الأمس واليوم؟
ــ هشام الدكيك: تأتيك التهنئة الملكية في رياضة كانت مهمشة، رياضة لم يكن الإيمان بها كبيرا، عندما يفرح معك ملك البلاد، فإنه يعرف أهميتها، أولا لإهتمامه بجميع الرياضات. 
ليس هناك فرق  بين كرة القدم داخل القاعة ورياضات أخرى، وتدشين مركب محمد السادس لكرة القدم الذي يملك قاعة من المستوى العالي، كل هذا من فضل الله سبحانه وتعالى، وهذا مثال كي لا يقع خطأ مع  الناس في مجالات أخرى، يجب الإنصات للناس والوقوف على ما يريدون. 
صراحة لا ألوم الناس الذين تعاملت معهم سابقا كثيرا، لأن الإمكانيات كانت محدودة شيئا ما، لكنني ورغم ذلك لم أستسلم، وكنت أعرف مدى شغف الشباب المغربي، خاصة وأنني كنت أرى كيف أن رياضة الفوتصال تتطور في بلدان أخرى.

• المنتخب: نوهت برئيس الجامعة في أكثر من مناسبة، هل يعود كامل الفضل لهذا الرجل فيما وصلة «الفوتسال» المغربي؟
ــ هشام الدكيك: بالفعل، بعد الله سبحانه، فوزي لقجع كان ذكيا، الرجل يملك المنتخب الأول وباقي المنتخبات الوطنية، الفيفا بحد ذاتها تضع الفوتصال والكرة الشاطئية في آخر الهرم. 
بالمغرب ما يستفيد منه المنتخب الأول، نستفيد منه نحن كذلك، المعسكرات التدريبية، وبرمجة المباريات الدولية، التحفيزات المادية وتجهيز القاعات، تعامل معنا وكأنه يعرف ماذا ستعطي هذه الرياضة مستقبلا، لهذا السبب أنوه به، غدا أو بعد قد أغادر أو يغادر هو، وتبقى كلمة الحق تلاحقني، لذلك أنوه بفوزي، وهي شهادة أمام الله سبحانه وتعالى، وكذلك أشيد بأسرة الفوتصال من مدربين ورؤساء، عندما تكون منافسة وتحصد الكأس يعني أن جميع الأطراف قامت بدورها كما يجب. 

• المنتخب: الهدف المقبل سيكون بكل تأكيد هو كأس أمم إفريقيا، هل لنا دائما ذاك المنتخب الجاهز الذي سينافس على اللقب؟
ــ هشام الدكيك: نشتغل كي لا تحدث أي مفاجأة، إذا إنتظرت كأس إفريقيا لخوضها بنفس الوجوه، إعرف نفسك أنك قد تواجه بعض المشاكل، بإمكان أي لاعب  أن يصاب أو يهبط مستواه، عنصر المفاجأة، هو الذي نحضر له، لم يكونوا بعض اللاعبين مثلا معنا مؤخرا في كأس العرب بالسعودية، لكن العمل كان في المستوى، من الآن لغاية لكأس إفريقيا، سنواصل التدرب وخوض المباريات الودية، وعندما نصل لـ«الكان» يجب أن نتعامل مع الوضع كما هو، إذا تابعتهم تصريحاتي قبل السفر للسعودية لم أقل يوما بأننا نعاني من بعض الغيابات، تلك المسألة أتركها للصحافة لكنني لم أجرأ يوما بالحديث عنها، لسبيين، الأول من أجل منح الثقة لعناصري وثانيا كي لا أقدم رسالة سيئة للاعبين. 

• المنتخب: العمل المنجر داخل المنتخب الوطني، هل يضاهيه ما تقوم به الأندية في رياضة الفوتصال في الوقت الحالي؟
ــ هشام الدكيك: الأندية الوطنية هناك إن صح التعبير مرتفعات ومنخفضات، هناك أندية تشغل وأخرى لا تعمل، والإكراهات واضحة، السبب إن أردت أن تشتغل يجب توفر الإمكانيات المادية، الجامعة منحت الأندية منحة مهمة، وقدمت لهم حافلات صغيرة، وقدمت لهم الكرات أيضا، يجب على المجالس المنتخبة والجماعات أن تساهم مع  الأندية، فاللاعب في الفوتصال يجب أن يوفر له راتب قار وعقد عمل، يأكل جيدا كي يلعب في المستوى العالي. 
معروف في العالم بأن الجهاز الوصي على لعبة كرة القدم، ليس لوحده من يتكلف بدعم الأندية، يجب أن تتدخل الجماعات  والمستشهرين، حان الوقت كي يدخل المعلنون بقوة للمجال مع النقل التلفزي الذي سيتم هذه السنة، وستتم مساعدة الأندية بأفضل شكل.

• المنتخب: بعيدا عن فوزي لقجع، من هو الشخص أو الأشخاص الذين يدين لهم هشام الدكيك بالكثير لبلوغ هذا المستوى رفقة المنتخب المغربي لـ«الفوتصال»؟
ــ هشام الدكيك: أولا الوالدين، ثم إخوتي، اللاعبين والجمهور المغربي والصحافة الوطنية، الحمد لله لم أتعرض لأي إحباط من طرف وسائل الإعلام، الناس كثيرا ما وقفوا بجانبنا وحتى لا أذكر إسما وأترك آخر، أشكر كل من ساعدنا داخل المنتخب المغربي لبلوغ المستوى الحالي. 

• المنتخب: بعيدا عن المنتخب المغربي الأول، هناك مننتخب الفوتصال لأقل من 19سنة، الذي يضم مواهب شابة، كي تنظر لهؤلاء الشباب والمواهب التي يملكونها؟
ــ هشام الدكيك: أنا سعيد من أجل هؤلاء الشباب، هذه أكبر فرحة بالنسبة لي، عامين وأنا أشتغل كي يظهر هؤلاء الشباب، لم أكن أرغب في التركيز على المنتخب الأول فقط، قمت بإنشاء منتخب وطني لأقل من 17 وأقل من 19 ثم أقل من 23، وهناك أطر تشتغل معهم، وحتى مع الفتيات نحاول أن نقوم بنفس العمل، نفكر في المستقبل من أجل تجهيز مواهب لخلافة لاعبينا الحاليين. 

• المنتخب: هل يمكن أن نرى خريجي الأندية المغربية يحترفون في أوروبا، مثل مسرار والبقالي الذين توجا مؤخرا بفرنسا رفقة لافال؟
ــ هشام الدكيك: هناك إتصالات باللاعبين المغاربة من اجل الإحتراف بأوروبا، عندما عدنا من السعودية فرق أوروبية إتصلت بهم، هناك لاعبين ملتزمين مع أندية وطنية، فمثلا العناصر التي تمارس في صفوف شباب المحمدية ما شاء الله يستفيدون من ظروف الإحتراف، هذا ما نريده أتركني احترف بأوروبا أو قم بتوفير كامل الظروف في وجهي بالمغرب وأعرف قيمتي، هناك لاعبين سيحترفون لا محالة، بالمغرب نملك بعض الأندية الجيدة مثل أكادير والقصر والمحمدية وسطات، إن شاء الله من هنا للسنة المقبلة ستكون عناصر جديدة محترفة بأوروبا. 

• المنتخب: كيف تفاعلت مع تصريحات وليد الركراكي الذي أشاد بك مؤخرا واعتبرك أفضل مدرب مغربي؟
ــ هشام الدكيك: وليد صديق ومدرب رائع، دائما ما أخوض معه بعض المباريات، بالنسبة لي شهادته في حقي تنم عن تواضعه، الإنجاز الذي قام به في قطر كبير وغير مسبوق، نحن نقول الحقيقة الإنجاز الذي قمنا به يبقى فقط في الفوتصال، واللعبة مشتقة فقط من كرة القدم ب11 لاعبا. 

• المنتخب: من أين تستمد كل هذه القوة لصناعة منتخب مغربي قوي في رياضة «الفوتصال»؟
ــ هشام الدكيك: نستمد القوة من الله تعالي، عندما تقوم بعملك دون غش، تعرف بأن الله سيوفقك، هذا يسمى اليقين، أما بالنسبة للخطط فغالبا نستمدها من التاريخ ومن الطبيعة، عندما نواجه فريقا قويا بلاعبين يملكون أجساما قوية ويملكون دينامو رائع، يركن للخلف، نحاول أن نجد الحلول التكتيكية الناجعة، أنا اليوم سعيد جدا بكل ما تحقق وسنواصل العمل من أجل إسعاد الجماهير المغربية. 

• المنتخب: هل تتذكر دوما معاناتك السابقة قبل الوصول للمرحلة الحالية؟
ــ هشام الدكيك: تلك المعاناة هي وقود يوصل أي شخص للوجهة التي يريد، الله سبحانه وتعالي يمنحنا دوما أشياء لتجديد الطاقة مثلما حدث معي بعد حادث السير الذي تعرضت له سابقا والجراحة الأخيرة التي أجريتها، كلها أشياء تقع كي نجتهد وكي نستمر في التوكل على الله.