لم يشأ الحارس الدولي الفرنسي مايك مينيون العودة الى الملعب بعد الإهانات العنصرية التي تعرض لها السبت خلال فوز فريقه ميلان على مضيفه أودينيزي 3-2 في المرحلة الحادية والعشرين من البطولة الإيطالية لكرة القدم، وفق ما أفاد بعد اللقاء.

وتوقفت المباراة في الدقيقة 38 بعد اطلاق بعض جماهير أودينيزي هتافات عنصرية عبر تقليد صوت القردة بشكل مستمر بحق مينيون، ما دفع لاعبي "روسونيري" الى مغادرة الملعب تعبيرا عن غضبهم.

وتم توجيه تحذير الى الجماهير من اجل وقف الاساءات بعدما اشتكى مينيون في البداية للحكم من الهتافات بحقه، الا ان الجماهير استمرت في هتافها المسيء لتتوقف المباراة. واستؤنف اللقاء بعد خمس دقائق، حيث كتب ميلان عبر حسابه على "أكس" (تويتر سابقا) "ليس هناك بالتأكيد من مكان للعنصرية في لعبتنا: نحن غاضبون.

نحن معك، مايك". وكشف الحارس الفرنسي بعد اللقاء في تصريح لشبكة "دازون" للبث التدفقي أنه "لم أشأ العودة الى الملعب. قلت هذا الأمر للجميع حين تركت أرض الملعب، لكن نحن عائلة ولم أستطع التخلي عن زملائي".

وتابع "كنت غاضبا وليس خائبا . هذه ليست المرة الأولى التي أواجه فيها أمرا مماثلا . زملائي، الجهاز التقني، الجميع، قالوا لي أن أبقى قويا ذهنيا وأن أرد بالطريقة الصحيحة في أرض الملعب". وتحدث ابنة الـ28 عاما لشبكة "سكاي سبورت" عما حصل، قائلا "ما حدث هو أني عندما وصلت لي الكرة لأول مرة في المباراة، سمعت صيحات القردة، لم أقل شيئا . تكرر الأمر بعد ذلك، فأخبرت مدربينا ثم الحكم الرابع".

وأردف بأسف "قلت إننا لا نستطيع اللعب في هذه الظروف. بعد ذلك، اتخذنا قرار العودة الى الملعب وتقديم أفضل رد من خلال الفوز بهذه المباراة" التي تخلف خلالها ميلان حتى الدقيقة 83 قبل أن يدرك التعادل بواسطة البديل الصربي لوكا يوفيتش ثم الفوز في الوقت القاتل بهدف للبديل الآخر السويسري نواه أوكافور.

وهب كثر في عالم كرة القدم الى مساندة مينيون، بينهم زميله في المنتخب الفرنسي نجم باريس سان جرمان كيليان مبابي الذي كتب على "أكس": أنت بعيد جدا عن أن تكون وحيدا يا مايك مينيون. نحن كلنا معك.

لا تزال نفس المشاكل ولا يوجد حل بعد. لقد طفح الكيل!!! لا للعنصرية". بالنسبة لمدرب ميلان سطيفانو بيولي، فإن "رؤية شاب محترم الى هذه الدرجة وعادل الى هذه الدرجة مثل مايك ي عامل بهذه الطريقة، هذا أمر يزعجني كثيرا . هذا أمر لا يجب أن تراه في مباراة كرة قدم".

كما أدان رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جياني إنفانتينو ما حصل، داعيا الى منع مرتكبي الإهانات العنصرية من دخول جميع الملاعب، فضلا عن فرض عقوبة "الانسحاب التلقائي" على الأندية التي يرتكب مشجعوها هذه الأفعال.

وتطرق إنفانتينو أيضا الى حادثة مشابهة حصلت السبت في بطولة المستوى الثاني الإنكليزي "تشامبيونشيب" وكان ضحيتها لاعب وسط كوفنتري كايسي بالمر خلال المباراة ضد شيفيلد ونسداي. وقال في بيان "الأحداث التي وقعت في أوديني وشيفيلد السبت بغيضة تماما وغير مقبولة على الإطلاق"، مضيفا "اللاعبان المتأثران بأحداث السبت يحظان بدعمي الكامل".

وحظي مانيان الذي وقع سابقا ضحية لآفة العنصرية في الملاعب الإيطالية خلال لقاء ضد يوفنتوس في أيلول/شتتبر 2021، بدعم الجامعة الفرنسية أيضا الذي قال في حساب المنتخب الوطني على موقع "أكس": "نقدم لك دعمنا الكامل مايك مينيون"، مضيفا "يدين الجامعة الفرنسية لكرة القدم بأقصى درجات الحزم أي عمل عنصري".

ولا تزال كرة القدم الإيطالية غير قادرة على التخلص من آفة العنصرية التي ترخي بظلالها على اللعبة في كل موسم تقريبا .

وهذا الموسم، تمت معاقبة العديد من الأندية بسبب الإهانات العنصرية والهتافات من جماهيرها.

لكن العقوبات المنصوص عليها في اللوائح منذ عام 2019 بعد الإهانات التي استهدفت السنغالي خاليدو كوليبالي حين كان يدافع عن ألوان نابولي والذي تم طرده بسبب تصفيقه للحكم، تعتبر أضعف بكثير من أن يكون لها تأثير دائم.

وتمت معاقبة فيورنتينا في تشرين الثاني/نونبر بمباراة خلف أبواب موصدة مع وقف التنفيذ بعد هتافات عنصرية من قبل مشجعيه المتشددين "ألتراس" بحق ثلاثة من لاعبي يوفنتوس، هم الصربي دوشان فلاخوفيتش، مويس كين والأميركي وستون ماكيني قبل وبعد الهزيمة أمام عملاق طورينو 0-1.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قررت العصبة الإيطالية إغلاق أحد المدرجات المخصصة لنادي لاتسيو في الملعب الأولمبي لمباراة واحدة، بعدما وج هت جماهيره إساءات عنصرية ضد البلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم روما، خلال المواجهة بين الجارين اللدودين في ربع نهائي كأس إيطاليا (1-0).

وعوقب لاتسيو بسبب "إساءات القردة الفظة، المهينة والعنصرية" الموج هة الى لوكاكو من "كورفا نورد" ومدرجين مجاورين "ك ل ما كانت الكرة في حوزته (لوكاكو)".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم معاقبة جمهور لاتسيو فيها لمثل هذه الأحداث، إذ منع من الحضور لمباراة واحدة مع وقف التنفيذ في نيسان/أبريل من العام الماضي بعد هتافات معادية للسامية أنشدتها جماهيره خلال دربي العاصمة ضد روما. ولوكاكو نفسه ليس جديدا على الإهانات العنصرية، إذ وقع ضحيتها أيضا ضد يوفنتوس الموسم الماضي وكالياري عام 2019 حين كان يدافع عن ألوان إنتر.