إنتهت المباراة التي جمعت بين زامبيا وتنزانيا برسم الجولة الثانية من منافسات الدور الأول بمسابقة كأس أمم إفريقيا بالتعادل (1 – 1). ولم يستطع منتخب نجوم الوطن أن يستغل النقص العديد الذي لعب به منتخب "الرصاصات النحاسية" طيلة الشوط الثاني، وفرضوا قوتهم، وألغوا التقدم الذي كان في صالح تنزانيا، وفرضوا عليه نتيجة التعادل.

وركز المنتخب التنزاني على ضرورة الخروج من المباراة بنتيجة الفوز أملا في تقوية حظوظه للتأهل للدور المقبل. خصوصا بعدما مني بالخسارة في مباراة الجولة الأولى أمام المنتخب المغربي.. لذلك بدأ المباراة بقوة، وتمكن من تسجيل هدف السبق سريعا، وبالضبط في الدقيقة 11 عبر لاعبه سايمون مسوفا.

واضطراستقبال الهدف مبكرا منتخب زامبيا للرفع من حجم ضغوطاته، والتركيز أكثر على صناعة الإنطلاقات ليفرض قوته وأسلوب لعبه على الزامبيين، ويفسح المجال بالتالي لنفسه لتسجيل هدف التعادل، وقد كان أقرب لتحقيق ذلك في أكثر من مناسبة سانحة خلال الثلاثين دقيقة الأولى.

وعجز التنزانيون عن القيام بردة فعل أقوى لإضافة هدف ثان، بسبب الإستحواذ الذي مارسه منتخب زامبيا، وإصراره على تسجيل هدف التعادل، لكن دون جدوى.

وخدمت الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول منتخب تنزانيا جيدا في مناسبة قاتلة أثرت على الزامبيين، وذلك بسبب البطاقة الحمراء التي حصل عليها القائد رودريك كابوي، إثر تعرضه لإنذار ثان بعد التدخل الأرعن الذي قام به في حق أحد لاعبي تنزانيا.. لتتعقد وضعية منتخب زامبيا أكثر بعدما وجد نفسه سيكمل المباراة بأقلية عددية.

خروج منتخب تنزانيا من الشوط الأول متقدما في النتيجة بهدف للا شيء، مع مواجهته لفريق يلعب بأقلية عددية حفزه ليزيد من ضغوطاته خلال الشوط الثاني بحثا عن تعزيز تقدمه في النتيجة. وقد رأينا كيف استطاع التنزانيون فرض قوتهم، ولعبوا بهدوء مع البناء بترو خلال بداية الشوط الثاني.. قابله في الطرف الآخر إعتماد منتخب زامبيا على الإندفاع بقوة واللعب بأسلوب "الكل للكل" لأنه لم يعد لديه ما يخسره.. فهو يجازف بالإندفاع، إما تعديل النتيجة على الأقل أو خسارة كل شيء.

وقد كان منتخب زامبيا على وشك تعديل النتيجة في الدقيق 62، إثر هجوم مضاد سريع قاده اللاعب باتسون داكا، لكن حارس المرمى التنزاني كان له بالمرصاد. ورد التنزانيون على هذا الهجوم في الدقيقة 72، بهدوم مضاد وسريع أيضا، عبر اللاعب موريس أبراهام، لكن تسديدته واجهت حراس مرمى يقظا وفي قمة التركيز.

والحقيقة أن هجومات منتخب زامبيا خلال الشوط الثاني، رغم نقصه العديدي، كانت أشد حزما وأكثر خطورة من هجومات منتخب تنزانيا، لذلك كان الزامبيون الأقرب للتسجيل خلال هذا الشوط، ولو كانوا محظوظين بعض الشيء لسجلوا هدف التعادل رغم الأقلية العددية.

ووقع ما كان منتظرا حيث تمكن منتخب تنزانيا بالفعل من تعديل النتيجة في الأنفاس الأخيرة من زمن المباراة بضربة رأسية من اللاعب باتسون داكا (د.89)، لتنتهي المباراة بالتعادل (1 – 1).