خرج العميد أنس الزنيتي من خيمة الرجاء موجوعا ومتألما وقصد الإمارات منضما للوصل ليلعب فقط مباريات عصبة الأبطال الأسيوية.

وغادر الرجاء حزينا، إبن الفريق محمد ازريدة منضما لفريق من ليبيا.. ولذات الأسباب، يفكر المدافع عبد الله خفيفي والمهاجم نوفل الزرهوني، في القفز من السفينة الخضراء وقد تحصلا على عروض من ليبيا التي ما زال سوق الإنتقالات فيها مفتوحا..

لا أحد من هؤلاء يهرب من وجع الرجاء، ولا أحد منهم يتنصل من مسؤولية إنقاذ الرجاء، ولكنهم ما عادوا يحتملون ما يقذفون به من كلام وتهديد ووعيد يتعداهم إلى أسرهم، لقد بلغ عندهم السيل الزبى، وما عادت لهم القدرة على تحمل هذا الذي يحدث من حولهم، هم من أهدوا الرجاء الموسم الماضي لقب البطولة ولقب كأس العرش، وهم من لا يتحملون لوحدهم وزر النتائج السلبية التي ضربت الفريق، بسبب قرارات خاطئة جرى اتخاذها، بخاصة ما لها طبيعة تقنية.

من اللاعبين من كانت لهم زيارات لأطباء نفسانيين، وقد شعروا بغلغلة السكين وبتحطم المعنويات، وتحول فريق الرجاء من فريق يجذب له أي لاعب أو مدرب، بل ويغري قميصه أي لاعب حالم، إلى فريق يتوجس منه أي لاعب، والسبب هو شرذمة من المناصرين، تجاوزوا كل الحدود الأخلاقية في معاتبة اللاعبين على نتائج سلبية، لا يتحملون لوحدهم مسؤوليتها.

أمام هذه الحرائق المشتعلة، يحتاج الرجاء لرجل إطفائي لا يخاف ألسنة اللهب، ويحتاج إلى العقلاء من الجماهير ليقفوا في وجه من يحملهم العشق المجنون إلى ارتكاب الحماقات والجرائم، وإلا ستفرغ الرجاء من كل لاعبيها، بل وسيصبح الطريق إلى الوازيس اتجاه ممنوع.