تشعل الكرة الذهبية لمجلة "فرانس فوتبول"، مواقع النقاش ومنتديات الحوار ، ما بين تكهنات وتنبؤات بمن يستحق أن يخلف الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي في رفع البالون دور لموسم 2024-2025.
ووسط هذا الحوارات الساخنة، تنطلق حملات دعائية لفائدة هذا اللاعب أو ذاك، تعدد بالأرقام والإحصائيات حظوظ لاعبها لنيل هذه الجائزة الفخرية، فبينما تروج الصحافة الفرنسية للاعبين فرنسيين، عثمان ديمبيلي المتوج مع باريس سان جيرمان بكأس عصبة الأبطال الأوروبية، وكيليان مبابي المتوج هدافا لليغا الإسبانية وهداف البطولات الخمس الكبرى في أول موسم له مع نادي ريال مدريد، يذهب الإعلام الإسباني للقول بأحقية لامين جمال المغربي الأصل، ومهاجم برشلونة للفوز بهذه الجائزة، بينما يدافع الإعلام البرازيلي عن أحقية مهاجم برشلونة رفاينيا لنيل الجائزة التي غابت لمدة طويلة عن اللاعبين البرازيليين.
وبين كل هؤلاء يتحدث الإعلام المصري على أن الفرعون الصغير، محمد صلاح المتوج بلقب البطولة الإنجليزية وبلقب الهداف للبرميرليغ، قدم في موسمه هذا ما يشفع له بأن يكون أول لاعب عربي يتوج بالبالون دور العالمي.
لكن أين نجمنا الكبير وعميد أسود الأطلس أشرف حكيمي من كل هؤلاء؟
ألا يستحق أشرف أن يكون بين الخمسة المتنافسين على هذه الجائزة؟
• الحراس والمدافعون مظلومون!
من النادر جدا أن يحظى حراس المرمى والمدافعون بفرصة للمنافسة على جائزة كالكرة الذهبية، إذ يتم في الغالب تفضيل المهاجمين والهدافين، برغم أن أهدافهم مهما كانت كثيرة، لا تلغي أبدا العمل الجماعي في تحقيق الألقاب ونيل البطولات.
ويمكن الوقوف عند هذه الحقيقة الصادمة فعلا، عند العودة لسجل المتوجين بالبالون دور لمجلة "فرانس فوتبول"، سنجد أن آخر مدافع نال هذه الجائزة كان هو الإيطالي فابيو كانافارو سنة 2006، بل إن المرة الأولى والأخيرة التي توج فيها حارس مرمى بالكرة الذهبية، كانت سنة 1963، والمتوج أنذاك هو الأسطورة لبڤ ياشين.
ولو أنه من الصعب جدا على أشرف حكيمي أن يكسر هذه القاعدة (الظالمة)، إلا أنه بالمعايير التي تضعها إدارة جائزة فرانس فوتبول لوضع الإختيارات، تنطبق كلها على أشرف حكيمي، بل إنه يتجاوزها أحيانا ليكون أهلا للدخول إلى دائرة ال5 متنافسين على هذه الجائزة الفخرية.
• أين يتفوق على محمد صلاح؟
بإعمال معايير الإنجازات الجماعية والفردية والتأثير المباشر فيها، والصورة الأخلاقية التي يصدرها اللاعب لجيل الشباب، فإن المتوقع أن يتنافس بشكل كبير أشرف حكيمي مع المصري محمد صلاح على جائزة الكرة الذهبية الإفريقية، بحكم أنهما يبتعدان بمسافات عن لاعبين آخرين أفارقة برزوا هذا الموسم، إلا أنه بالعودة لهذه المعايير ذاتها، فإن كفة حكيمي ترجح بشكل كبير، إذ يتفوق على محمد صلاح من أنه حقق لقبا قاريا، فوق الألقاب المحلية الثلاثة، والأكثر منه أنه تقمص في مسابقة عصبة الأبطال الأوروبية دور المدافع الهداف، بتوقيعه ل4 أهداف ومساهمته في 5 أهداف أخرى، بل إنه في 48 مباراة لكل المسابقات، ساهم في 23 هدفا (سجل 9 أهداف وصنع 13 هدفا).
ولا يصل محمد صلاح لمنافسة أشرف حكيمي، حتى في سجله الفردي في عصبة الأبطال، ذلك أن محمد صلاح ساهم بشكل مباشر في 7 أهداف، في 9 مباريات له بالعصبة، إذ سجل 3 أهداف وصنع 4 أهداف، بينما سجل حكيمي المدافع 4 أهداف وساهم في 5 أخرى.
• مرشح بقوة للبالون دور العالمي!
وإذا ما كان الإعمال الموضوعي للمعايير، يرجح كفة أشرف حكيمي على محمد صلاح، ليعلن عميد أسود الأطلس مرشحا فوق العادة للفوز بالبالون دور الإفريقي، فإنه من غير المنطقي تماما أن لا يتجسد هذا الأمر في السباق نحو الكرة الذهبية ل"فرانس فوتبول"، ألا نجد أشرف حكيمي المدافع الهداف والمدافع الظاهرة والرجل المتوج حتى الآن بأربعة ألقاب، أهمها على الإطلاق الكأس ذو الأذنين الطويلتين، متواجدا في الطوب 5 لجائزة الكرة الذهبية ل"فرانس فوتبول" مع زميله في الفريق عثمان ديمبيلي ولاعبي برشلونة لامين جمال ورافينيا وهداف الليغا وريال مدريد كيليان مبابي.
إضافة تعليق جديد