لا يمكن قطعا أن يكون تغريدا خارج السرب، ولا إغراقا في الإنتماء الضيق، أن ينادي البعض بضرورة وضع إسم عميد أسود الأطلس ونجم نادي باريس سان جيرمان، أشرف حكيمي في مقدمة المستحقين لنيل جائزة الكرة الذهبية لفرانس فوتبول، فمن روح المعايير التي توضع لترشيح هذا اللاعب أو ذاك للمنافسة على الجائزة، تأتي شرعية أن يكون أشرف حكيمي بين كل الأسماء المتداولة لنيل هذه الجائزة الفخرية، بل وأن يكون أول ظهير أيمن يتوج بها وثاني إفريقي يحظى بها بعد طيب الذكر الليبيري جورج ويا.
أسطورة كرة القدم المغربية، ثالث أفضل حارس مرمى في مونديال مكسيكو 1986، الزاكي بادو، دخل على خط الترشيحات، وقدم مقاربته للموضوع: "هذه الكرة الذهبية يجب أن تمنح للاعب الذي يتميز عن غيره، وفي العادة تكون المفاضلة، بإعمال المعايير بكل موضوعية وتجرد، ومن هذه المعايير، الإنجازات الفردية والإنجازات الجماعية ودرجة المساهمة فيها، إلى جانب تمثل اللاعب لقيم الروح الرياضية التي تصدر للشباب.
ضمن خانة هذه المعايير يدخل العديد من اللاعبين، وأولهم أشرف حكيمي، لأنه يستجيب بالكامل لكل هذه الدلائل التي تقوم عليه المفاضلة. حكيمي إذا ما حوكم فقط على موسمه هذا، سنجده على مستوى الإنجازات الجماعية، فاز مع باريس سان جيرمان بأربعة ألقاب، أقواها عصبة الأبطال الأوروبية، وأنا مع كريستيانو رونالدو، عندما قال أن المتوج بالكرة الذهبية يجب أن يكون فرضا قد فاز بعصبة الأبطال، ما يعني أن ذلك لن يخرج عن لاعبي باريس سان جيرمان، غير ذلك سيتأكد للجميع أن الجائزة فقدت مصداقيتها.
على مستوى الإنجازات الفردية، هناك ما هو مبهر، فحكيمي غدا اليوم أفضل ظهير أيمن في العالم، بل إنه يمثل لكرة القدم الحديثة الظهير المتحور والمتعدد الإختصاصات، وأتحدى ألا يكون هناك مدرب في العالم لا يتمنى أن يكون بين صفوف فريقه لاعب مثل حكيمي.
حكيمي حقق ما لم يحققه أي مدافع في العالم لما يقارب عشرين سنة، عندما توصل في عصبة الأبطال وحدها، لأن يكون مساهما في 9 أهداف (سجل 4 وصنع 5 أهداف)، ثم إن عصبة الأبطال هاته التي حققها باريس سان جيرمان لأول مرة في تاريخه، كانت لحكيمي بصمة قوية فيها، بمعزل عن أدواره الدفاعية سجل في كل الأدوار الحاسمة، بما فيها لقاء النهائي.
شخصيا أستغرب، عندما يرشحون لامين جمال مثلا للكرة الذهبية، وهو لم يحقق نصف ما حققه أشرف حكيمي، مع تقديري الكبير لهذه الموهبة التي ينتظرها مستقبل كبير، عندما نطبق المعايير بكل موضوعية، لا أرى مثلا كيف يمكن أن يتقدم لامين جمال على أشرف حكيمي، بالنسبة لي المنافسة يجب أن تكون بين عثمان ديمبيلي وأشرف حكيمي، مع تسجيل ملاحظة مهمة، وهي أن عثمان يرشحونه لأنه سجل 8 أهداف في عصبة الأبطال، وتلك مهمته كمهاجم، في حين يغفلون عن حكيمي الذي سجل 4 أهداف ومهتمه أن يدافع أكثر ما يوقع الأهداف".
إضافة تعليق جديد