فصل جديد، يكتب في مسيرة غزلان الشباك، يجذب الانتباه إلى عميدة المنتخب النسوي، التي منحت لبؤات الأطلس، نقطة ثمينة مع الحفاظ على الأمل في تحقيق التأهل..
في المباراة التي جمعت المنتخب المغربي النسوي بنظيره الزامبي مساء يوم السبت على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط في أول مباراة لـ"لبؤات الأطلس" برسم نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات المقامة بالمغر، نجحت العميدة غزلان الشباك في إهداء لبؤات الأطلس أول نقطة في المنافسة القارية.
هدف جميل بتسديدة دائرية دخلت شباك زامبيا في الدقيقة 88، هدف أعطى التعالد للمنتخب النسوي، هو هدف ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة سنوات من التضحيات لعميدة وفنانة و"رقايقية".
منذ نعومة أظافرها، وهي تعرف ان كرة القدم هُوية وليست هِواية، فهي ابنة الراحل العربي الشباك، لاعب دولي مغربي سابق لكرة القدم، دعمها وآمن بموهبتها كلاعبة، فشقت طريقها بثبات لتشريف كرة القدم المغربية.
كانت غزلان طفلة شقية، تلعب الكرة وسط الذكور في الأزقة. كانت الكرة ملاذًا وملجئا. وسط العديد من الضغوطات والتحديات، اختارت أن تسير في طريقها بصمت، تماما مثل طريقة لعبها: هادئة، متّزنة، لكن فعّالة حين يتطلب الأمر ذلك.
بدأت غزلان الشباك، رحلتها الاحترافية سنة 2010 في مصر مع نادي المقاصة بعد أن تعاقبت على عديد الأندية الوطنية، منها الرشاد البرنوصي، الوداد والرجاء، تعلّمت معنى التحدي، واللعب بعيدا عن الأهل والدعم. لكنها عادت سريعًا إلى أرض الوطن، لتلتحق بفريق الجيش الملكي موسم 2012–2013، وهناك بدأت مرحلة التألق الحقيقي. إلى جانب النادي العسكري، حصدت بطولات، ورفعت كؤوسًا، ودخلت التاريخ مع أولى المشاركات المغربية في عصبة أبطال إفريقيا، ثم المتوجات بها.
حلم الشباك كان أكبر، فهي كانت تطمح للعب مع المنتخب المغربي. أن ترى العلم المغربي يُرفرف في البطولات القارية والعالمية، وتكون هي جزءا من تلك الصورة. وقد تحقق الحلم، في كأس إفريقيا 2022، حين قادت غزلان المغرب إلى النهائي في أول نسخة تُنظم على الأراضي المغربية، وفي أول مشاركة تضع فيها لبؤات الأطلس أقدامهن في المربع الذهبي.
ثم جاءت كأس العالم للسيدات 2023، في أستراليا ونيوزيلندا، لتؤكد حضورها الفعال، وأنها لاعبة متميزة جدا، بدنيا وذهنيا بإصرارها وعزيمتها و عينها دائما صوب الشباك.
تواصل غزلان الشباك كتابة فصول جديدة في رواية لم تنته بعد، فهي تحمل العديد من الأحداث التي طبعت مسارها وجعلت منها رمزاً للعزيمة والهدوء المثير في المستطيل الأخضر، الهدوء الذي يسبق عاصفة الأهداف الجميلة، تماما كما حدث أمام زامبيا.
وتلك مجرد بداية لحكاية غزلان مع اللمعان، في انتظار الآتي من اللحظات السعيدة.
إضافة تعليق جديد