يانيك سينر، المصنف الأول عالميا، حقق إنجازا استثنائيا بتتويجه بلقب بطولة ويمبلدون 2025، بعدما هزم الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف الثاني عالميا، في نهائي مثير بأربع مجموعات، استمر أكثر من ثلاث ساعات. (4-6، 6-4، 6-4، 6-4)

قبل أسابيع قليلة، خسر يانيك سينر نهائيا مؤلما أمام كارلوس ألكاراز في دورة رولون غاروس بباريس، في مباراة استثنائية دامت 5 ساعات و29 دقيقة، واعتبرت واحدة من أطول وأقسى النهائيات في التاريخ. 

في ويمبلدون، عاد سينر لمواجهة نفس الخصم، وهذه المرة كانت الكلمة له. تجاوز ألكاراز في أربع مجموعات، وقاد نفسه نحو اللقب الرابع في الدورات الكبرى، من أصل خمس نهائيات خاضها حتى الآن. 

هذا الانتصار أنهى سلسلة خمس هزائم متتالية أمام ألكاراز، وحرمه من تحقيق اللقب الثالث على التوالي في ويمبلدون، ومن رفع سادس ألقابه الكبرى في "الغراند سلام".

يانيك سينر، صاحب 23 عاما، يواصل صعوده بخطى ثابتة. ففي ربع نهائي ويمبلدون، وجد نفسه على حافة الخروج بعد تأخره بمجموعتين أمام البلغاري غريغور ديميتروف، قبل أن ينسحب الأخير للإصابة، ويفتح ذلك أمامه طريق التتويج.

انجاز جديد ينضاف إلى رصيده، ويرفع عدد ألقابه الكبرى إلى أربعة: أستراليا المفتوحة (2024 و2025)، أمريكا المفتوحة 2024، وأخيرا ويمبلدون 2025. تتبقى فقط بطولة رولون غاروس التي لم يفز بها حتى الآن.

في كل مرة يسأل فيها عن النجاح، يرد يانيك سينر بعبارة واحدة لا تتغير: "أنا رجل عادي". ولد في منطقة ألتو أديجي الناطقة بالألمانية شمال شرق إيطاليا، لأب يعمل طباخا وأم نادلة، ولم يسمح يوما للمجد بأن يغيره.

في تصريح سابق لصحيفة "لا ستامبا" قال سينر: "أحاول دائما ألا أرفع رأسي عاليا جدا عندما أفوز، ولا أنزل به كثيرا عندما أخسر، هذا التوازن الفكري لم يهتز حتى في أحلك لحظاته، ومنها قضية المنشطات التي ظهرت في مارس 2024، عندما أُعلن عن وجود مادة محظورة في عينته. ورغم إيقافه ثلاثة أشهر، تعامل مع الأمر بنضج، وظل يؤكد على أهمية قواعد النزاهة في رياضته.

هذا التتويج ليس إلا بداية رحلة جديدة نحو المزيد من الإنجازات، حيث يثبت يانيك سينر أن التواضع والعمل الدؤوب هما سر النجاح الحقيقي.