ما حدث أمس الأربعاء، ما كان ليخطر ببال أحد من السلاويين، فإن هم توقعوا أن يكون لفريق الإتحاد السلاوي، الحديث النشأة، شأن كبير، بفعل العمل الجماعي الذي ينجزه في العمق بتواضع كبير، وفي غياب تام للبهرجة الإعلامية، ما توقعوا أبدا أن تسوء أزمان الجمعية السلاوية، فتزل قدمها وتتدحرج لتصبح اليوم بين أندية القسم الأول هواة، فما الذي تسبب في هذا المشهد الغريب بتناقضاته؟
وجد فريق الجمعية السلاوية نفسه يؤدي غاليا خلال الموسم الماضي، ثمن أخطاء فظيعة في التدبير والمصاحبة، لينحدر من البطولة الإحترافية الثانية، إلى القسم الوطني هواة، هو من كان يقاتل لاستعادة مكانته بالبطولة الإحترافية الأولى.
وما كان فريق الجمعية السلاوية ليكمل عامه الأول بين أندية القسم الوطني هواة، حتى اصطادته لقاءات السد وهو يحتل المركز الرابع عشر، بعد أن تفادى بأعجوبة النزول المباشر.
وانتظر فارس الرقراق المنهك، طويلا حتى يتمكن من ملاقاة جمعية الشباب الرياضي البيضاوي في مواجهة السد، ذهابا بالدار البيضاء وانتهت بالتعادل بهدف لمثله، وهو ما جعله يتنفس أمل البقاء، إلا أنه في مباراة الإياب بسلا، سيتعادل مجددا أمام جمعية الشباب الرياضي بهدف لمثله، ليكون اللجوء للضربات الترجيحية التي أعطت الفوز وبطاقة الصعود للقسم الوطني هواة، للنادي البيضاوي، بينما زادت جمعية سلا غرقا، فانحدر للقسم الأول هواة، ولا أحد يعلم إن كان هذا النزول السريع إلى الدرك الأسفل من المنافسة سيستمر أم لا.
في المقابل، كان الخبر السعيد الذي تلقته ساكنة سلا في نفس يوم الحزن على انهيار فارس الرقراق، هو نجاح الإتحاد الرياضي السلاوي، الفريق الناشئ، في الفوز بمواجهة السد على حساب قدس تازة، ليتمكن لأول مرة من الصعود إلى القسم الوطني هواة.
وكان فريق الإتحاد السلاوي قد فاز ذهابا بهدفين نظيفين، وتعادل إيابا بهدف لمثله.
وما بين شجاعة فريق ناشئ يتحدى الظروف وقلة ذات اليد، لينجح مشروعا جماعيا مؤسسا على الإخلاص في العمل، ويكافأ على ذلك بالصعود من القسم الثاني إلى القسم الأول هواة، تعاقب كرة القدم فريق الجمعية السلاوية الذي أساء لتاريخه وضيع إرثه، بسبب تطاحنات ومؤامرات ودسائس طمست معالم فريق كانت كرة القدم المغربية تقوم له وتقعد.
وسيكون السلاويون خلال الموسم القادم، على موعد مع أول ديربي سلاوي خالص منذ عقود من الزمن بين الجمعية السلاوية والإتحاد الرياضي السلاوي، ولا عجب!