يعيش الدولي المغربي عز الدين أوناحي واحدة من أكثر لحظات مسيرته توترا وغموضا، بعدما وجد نفسه خارج المشروع الرياضي لنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، رغم عودته القوية من الإعارة وتألقه اللافت في البطولة اليونانية مع نادي باناثينايكوس.

فرغم كل ما قدمه، قررت إدارة مارسيليا، بتوجيه من المدرب الإيطالي روبيرطو دي زيربي، استبعاده من الفريق الأول وإلحاقه بمجموعة اللاعبين غير المرغوب فيهم، في خطوة توحي بانتهاء العلاقة بين الطرفين، أو على الأقل تعليقها إلى أجل غير مسمّى.

القرار لم يكن تقنيا فقط، بل حمل خلفيات إدارية معقدة، وسط تزايد التوتر بين أوناحي والمدير الرياضي المغربي المهدي بنعطية، الذي لم يتوافق معه اللاعب في الرؤية حول مستقبله، ففي الوقت الذي يتمسك فيه أوناحي برغبته في الاستمرار على أعلى مستوى تنافسي، تسعى الإدارة لتسويقه سريعًا والاستفادة من بيعه لتوفير السيولة وإعادة هيكلة الفريق.

وقد سبق وأن تلقى مارسيليا عرضا رسمياً من نادي سبارتاك موسكو بقيمة 12 مليون أورو، إلا أن أوناحي رفض الفكرة رفضًا قاطعًا، بسبب الأوضاع الجيوسياسية في روسيا. كما تجاهل عروضًا مغرية من أندية خليجية وأخرى تركية، لأنه يطمح لخوض تجربة أكثر احترافية وتنافسية، يراها ممكنة فقط في البطولة الإسبانية، حيث يجد البيئة المثالية للحفاظ على مستواه وضمان مكانته في صفوف "أسود الأطلس" قبل الاستحقاقات القارية والدولية الكبرى. 

ووسط هذا التعقيد، دخل نادي جيرونا الإسباني على خط المفاوضات، وتمكن فعليًا من إقناع أوناحي بمشروعه الرياضي. كما يقال أن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق نهائي، إلا أن رد مارسيليا على العرض، لخصته عبارة "إنه عرض تافه".

ويبدو أن جيرونا يرى في أوناحي اللاعب القادر على إضفاء الحيوية على وسط ميدانه، بعد موسم متواضع عقب مشاركته التاريخية في عصبة أبطال أوروبا. أما أوناحي، فيعتبر هذه الخطوة بمثابة العودة إلى الأضواء، خصوصًا في بطولة يعرفها جيدًا، والتي ستمكنه من استعادة بريقه المونديالي الذي سطع في قطر 2022.

وقد أصبحت العودة إلى مارسيليا شبه مستحيلة، خاصة في ظل رفض المدرب دي زيربي منحه أي فرصة لإثبات نفسه خلال المعسكر الإعدادي. بل وأكثر من ذلك، وُضع أوناحي ضمن لائحة تضم ستة لاعبين أُبعدوا عن الفريق الأول، تمهيدًا لتصريفهم بأي طريقة ممكنة.

ومع اقتراب انطلاق الموسم الجديد، يصبح السؤال الأكثر إلحاحًا هو، ما العمل؟

الجواب بات واضحًا وهو الانتقال إلى فريق يُقدر موهبة اللاعب ويمنحه دقائق لعب منتظمة. وإذا ما وافق مارسيليا على عرض جيرونا فيما لو تحسن ماديا، فقد يجد أوناحي نفسه مجددًا في موقع التألق، خصوصًا في أفق كأس أمم إفريقيا 2025 وتصفيات مونديال 2026.