لم يكن غريباً أن تدمع عينا الرئيس السابق لفريق المغرب أتلتيك تطوان، عبد المالك أبرون، وهو يستحضر ما عاشه النادي في الأسابيع الأخيرة. فالوضعية المزرية التي انحدر إليها الماط كادت أن تدخله في متاهات خطيرة، قد تكون عواقبها وخيمة على تاريخه ومستقبله، لولا صحوة الضمائر وتظافر الجهود من كل المستويات. لقد وصل الفريق إلى مرحلة حرجة، حيث طاردته قرارات المنع الدولي والوطني من تسجيل لاعبيه الجدد، ووقف على أبواب موسم مجهول المصير.
كانت ساعة الحقيقة أقسى من أن يتحملها الأنصار، وكان الخوف من الانهيار مشروعاً، خصوصاً مع تراكم الديون والنزاعات التي أنهكت الكيان الأحمر والأبيض. لكن وسط العتمة، برزت إرادة جماعية لإخراج النادي من عنق الزجاجة. فقد ساهمت تدخلات فعّالة في فك القيود المفروضة، حيث تم رفع المنع الدولي بفضل تسوية الملفات العالقة، كما جرى تجاوز المنع الوطني بعد أن قدمت المجموعة الحضرية لمدينة تطوان دعماً مالياً سخياً بلغ 800 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي مكن الفريق من تسديد التزاماته العالقة وفتح الباب أمام تسجيل جميع اللاعبين الجدد في البوابة الرسمية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
لقد اعتبر أبرون هذه الخطوة بمثابة إنقاذ للنادي من ورطة محققة، مؤكداً أن المغرب التطواني يحتاج اليوم إلى تكاثف أبنائه أكثر من أي وقت مضى، بعيداً عن الصراعات والحسابات الضيقة، لأن الفريق –كما وصفه– "ليس ملكاً لأحد، بل هو مسؤولية جماعية وإرث تاريخي يجب أن نصونه جميعاً." اليوم، وبعد أن عبر الماط هذه الأزمة الخانقة، تبقى الرسالة الأبرز هي أن روح التضامن هي السلاح الوحيد القادر على حماية الفريق من الانهيار، وإعادة رسم ملامح مستقبل يليق بتاريخ المدينة وعشق جماهيرها.
إضافة تعليق جديد