فشل العداء المغربي سفيان البقالي في الاحتفاظ بلقبه بطلا لسباق 3000 م موانع للمرة الثالثة تواليا، مكتفيا الإثنين بالميدالية الفضية في النسخة العشرين من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في طوكيو.
- دموع الحزن -
قال البقالي الذي ذرف الدموع متأثرا بالخسارة لوكالة فرانس برس "لم اتقبل هذه النتيجة ولكن رغم ذلك بذلت قصارى جهدي وخضت سباقا رائعا واعتمدت استراتيجية جميلة، ولكن في النهاية خسرت السباق واحرزت الميدالية الفضية".
وأضاف "هذه هي الرياضة الحقيقية، هذه هي الرياضة على أعلى المستويات واحرزت المركز الثاني وسأبحث عن الأفضل للسنوات القادمة".
وعن كون تركيزه انصب على العدائين الكينيين من دون أن يشعر بوصول بيميش، قال "السباق تكتيكي ولم ألحق أي عداء وانصب تركيزي على اللفة الأخيرة، لكن هناك العديد من الرياضيين الذي يرفعون من مستواهم وهناك تطور كبير من ناحية العدائين الأوروبيين... الرياضة على أعلى المستويات بحاجة إلى عدائين مثلي ومن أوروبا ومن نيوزيلندا ايضا من أجل رفع مستوى السباقات وخلق الانجاز والاثارة".
واستطرد قائلا "اهنئ نيوزيلندا وشكرا للجماهير المغربية ولعائلتي وامنح هذه الميدالية إلى صاحب الجلالة ملك المغرب محمد السادس، واشكره لانه قدم لي الدعم في بطولة العالم وقبل كل جميع البطولات الكبرى...".
وتعمد البقالي (29 عاما) البقاء أخيرا حتى آخر لفتين، في صراع مرتقب مع الإثيوبي لاميتشا غيرما حامل الرقم العالمي.
انطلق البقالي بقوة وبدا متجها نحو لقبه العالمي الثالث، قبل أن يحقق بيميش (28 عاما) تسارعا رهيبا في الخط الأخير ويتفوق على المغربي بفارق ضئيل، ليحقق واحدة من أكبر المفاجآت في بطولة العالم الحالية.
شرح البقالي ما حصل قائلا "انصب تركيزي على اللفة الاخيرة لتقديم أفضل سرعة نهائية ولكن خلال اجتيازي للحاجز الأخير قبل المانع المائي وجدت صعوبة فيه بعدما انحجبت الرؤية في عيوني ولم أتمكن من الرؤية وكنت مركزا كثيرا".
وأضاف "السبب عائد إلى الضباب والسرعة المفرطة القوية، ففضلت أخذ خطوة إلى الوراء وعدم الدوس كي لا أسقط... لم أتمكن من اجتياز خط النهاية بسرعة ولكني سعيد من التتويج وأتمنى الخير لي في المستقبل".
- "البقالي أسطورة في هذه الرياضة" -
أثنى بيميش على الروح الرياضية العالية للبقالي "لم أصدق ان الأمر كان حقيقيا. قمت بالكثير في آخر 200 متر . يجب أن تتخيل الفوز قبل أن يتحقق، وسيتحقق. البقالي أسطورة في هذه الرياضة. كان لطيفا وهنأني بالفوز".
تابع "عرفت أني سأفوز قبل متر من خط النهاية وهذا كان كافيا. هذه أول ذهبية لنيوزيلندا على المضمار في بطولة العالم وأنا سعيد لذلك".
وهيمن البقالي على أعلى عتبة على منصات التتويج في البطولات الكبرى الأخيرة، فإلى جانب بطولات العالم، أحرز ذهبيتي أولمبيادي طوكيو صيف 2021 والمؤجل لمدة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا، وباريس 2024.
ما حققه في العرس الأولمبي باحتفاظه بلقبه، وحده انجزه قبله الفنلندي فولماري ايسو-هولو في 1932 و1936، أي تقريبا نحو قرن من الزمن.
قبلها بثلاثة أعوام، في طوكيو صيف 2021 بات أول عداء غير كيني يحرز اللقب الأولمبي في هذه المسافة منذ 1980، واضعا حدا لسيطرة كينية استمرت 15 عاما.
كما بات ثالث رياضي عربي يتوج مرتين في الألعاب الأولمبية بعد مواطنه هشام الكروج (1500 م و5 آلاف م في أثينا 2004) والسباح التونسي أسامة الملولي (1500 م حرة في بكين 2008 و10 كلم في المياه المفتوحة في لندن 2012).
إضافة تعليق جديد