• أمام الجزر لا وجود للعذر
• «نربحوا الإفتتاح باش الخاطر يرتاح»
بسم الله مجراها ومرساها... إذن، لنستهل الإبحار والمشوار بهذا الظهور الإفتتاحي المكفول بالعادات والتقاليد لأصحاب الأرض والضيافة بمواجهة عربية أفريقية أمام منتخب جزر القمر، وهو ثالث عناق ووصال بهذه الطبيعة العربية في مستهل انطلاقة العرس الأفريقي منذ أن رأى الكان النور قبل 7 عقود..
الفريق الوطني المرشح الأبرز والموضوع كما لم يوضع منتخب آخر قبله عبر تاريخ الترشيحات، بالنظر لحمولة الجودة وقيمة المجموعة التي تتآلف داخل خطوطه.. بالعاصمة الرباط يطل الأسود أمام أنصارهم في "الكان" الموعود لتقديم بروفة قد تدلنا على بعض من ملامح وشخصية البطل كما يتوق لها الملايين..
• التاريخ يكرر نفسه
ستكون هذه المرة الثانية في تاريخ الكرة المغربية التي ستتملى فيها بخوض مباراة افتتاحية بصفة المضيف بعد نسخة 1988 بالدار البيضاء على أرضية مركب محمد الخامس، حين واجه الزايير سابقا، وبين ما حدث قبل 37 عاما ورهان الإفتتاح الحالي بون شاسع يكاد يدنو من ذلك الموجود بين الأرض والسماء.
صحيح أن قواسم مشتركة بين ذلك المنتخب والمنتخب الحالي، لأن كليهما ولد من رحم إنجاز مونديالي تاريخي، عبور جيل المكسيك الملحمي لحاجز دور المجموعات متصدرا كأول عربي أفريقي يلامس هذا التحدي، وجيل حكيمي وأكرد الحالي الذي أعلى السقف وقد دنا من النهائي وتخلف عنه لتفاصيل صغيرة حسمها ديكة فرنسا، وبالتالي هما نسختان يشارك فيهما الفريق الوطني بثراته الأفريقية لكن بسمعته العالمية المونديالية.
• مرشح فوق العادة
ما يحيط مشاركة الأسود في النسخة الحالية بهالة إضافية، هو أنه يأتيا ليس في ثوب المرشح الأبرز مثلما يحدث مع غيره من أصحاب الضيافة والأرض، وهكذا جرت العادة، بل أنها ربما مثل قال الخبراء وقال الذكاء الإصطناعي وأيده في ذلك الطبيعي وقراء الفناجين في كون الأسود مرشحون فوق العادة، ولم يحدث وأن دخل منتخب محفل الكان بنفس نسبة الترشيحات التي تصب اليوم للأسو، وقد اعتادوا في أكثر من ثلاثة أخماس المشاركات السابقة أن يحضر وهو في دور الحصان الأسود.
الأرض ليست وحدها من يضع فريقنا الوطني في هذه الدائرة وإنما للسلسلة الذهبية التي يأتي بها للكان حاملا لرقم قياسي عالمي ب 18 انتصارا غير متقطع، وبأرقام هجومية مرعبة و9 من "الكلين شيت"، وكونه الوحيد الذي حافظ على مدربه المونديالي من بين المنتخبات الأفريقية وبأرمادة نجوم يقول مؤشر "طرانسفير ماركت" الشهير أنها الأعلى والأغلى تسويقيا في تاريخ الكرة الأفريقية، فماذا هو فاعل ناخبنا الوطني إزاء هذا التقمص؟
• سفر صوب الجزر
في هذا النوع من الإستحقاقات يكون من الغباء الحديث عن افتتاح في المتناول أو سهل، ولعل ما أحدثه منتخب غينيا بيساو أمام كوت ديفوار.. بوركينافاسو أمام الكامرون وموزمبيق الذي أسال العرق البارد للفراعنة أمام حضور قياسي في ملعب القاهرة، ليخسر بهدف واحد في نسخة 2019 للكان، ليدل على وعورة الإفتتاحات.
لذلك حتى وإن مالت الكفة للفريق الوطني تاريخيا أمام جزر القمر صاحب شرف الظهور الإفتتاحي أمامنا، مثلما حدث مؤخرا في البطولة العربية، وحدث في نسخة الكامرون، والإنتصار السهل بهدفي الغائبين أملاح وأبوخلال، فإن القمريين بلا ضغوطات في المفاجأة المدوية راغبون.
وأيا كانت نوايا منتخب جزر القمر ولا سقف طموحاته، فلا أحد سيقبل أو يمكنه تصور أن يبدأ الأسود مشوارهم دون انتصار يسهل باقي المسالك ويعزز منسوب الثقة والإطمئنان.
• الكوماندو معلوم الجنود
بطبيعة الحال لا مجال هنا للحديث عن تحضيرات ولا عن بروفات ودية سبقت هذه القمة، بعد فرمان وفيطو الفيفا، الذي قيد استفادة المنتخبات من محترفيها، لذلك كانت نافذة الشهر المنصرم بمثابة المرجع التي بها نستدل على الكومندو الذي سيعتمده الركراكي في المباراة.
بونو وباقي مدافعي مونديال قطر مؤكد سيحضرون بمن فيهم حكيمي المتعافي، وسايس المتأرجح في رسميته مقارنة مع جواد يميق، مثلنا سيتقدم كل هؤلاء أمرابط والعيناوي وأوناحي ثالوث الوسط، على أن ثالوث الهجوم لن يغادر كلا من إبراهيم وصيباري مع الكعبي، وهنا أبقينا الزلزولي على الإحتياط، وفي مطلق الأحوال الفريق الوطني وناخبه يملكان خيارات خصبة واحتياط قوي، والإنتصار هنا قرار وليس بالإختيار يا مسهل.
إضافة تعليق جديد