في تقرير نشره اليوم الإثنين، تعليقا على مباراة الفريق الوطني أمام جزر القمر في افتتاح الكان، كتب موقع "فوت ميركاطو" الفرنسي، عن الدولي المغربي ولاعب ريال مدريد ابراهيم دياز، الذي رد بطريقته على الإنتقادات القوية التي طاردته في الآونة الأخيرة، عندما تألق بشكل لافت في مباراة الأمس.
وكتب الموقع الفرنسي:
"بعد موجة الانتقادات التي طالته داخل الأوساط الكروية المغربية بسبب مستوياته الأخيرة، قدّم ابراهيم دياز الردّ الأمثل خلال أول اختبار حقيقي له بقميص المنتخب الوطني، وذلك في مباراة افتتاح كأس إفريقيا للأمم 2025 التي تحتضنها المملكة المغربية.
وشكّلت هذه المواجهة بمثابة امتحان جماهيري حقيقي للاعب ريال مدريد، الذي التحق بـ«أسود الأطلس» في مارس 2024 وسط اهتمام إعلامي واسع وتوقعات كبيرة. فاختياره تمثيل المغرب بدل إسبانيا حمّله مسؤولية مضاعفة، خاصة مع دخول المنتخب البطولة القارية بطموح التتويج على أرضه وبين جماهيره.
ورغم بدايته الجيدة مع المنتخب من حيث الأرقام، حيث تألق تهديفيًا وأنهى تصفيات «كان 2025» في صدارة الهدافين، إلا أن أداء ابراهيم دياز ظل محل نقاش لدى شريحة من الجماهير، التي كانت تنتظر منه تأثيرًا أكبر في اللعب الجماعي وصناعة الفارق. ومع غياب أسماء هجومية وازنة مثل سفيان بوفال وحكيم زياش، وجد اللاعب نفسه مطالبًا بتحمّل دور محوري داخل المنظومة الهجومية، بل أن يكون أحد الأعمدة التي تُبنى حولها هوية المنتخب المغربي في هذه البطولة.
وخلال لقاء الافتتاح، بدأ دياز منذ الدقائق الأولى عازمًا على ترك بصمته، حيث أظهر جرأة كبيرة في المراوغة والتحرك بين الخطوط، وكان الأكثر إصرارًا على صناعة الخطر. هذا النشاط أثمر مبكرًا عن حصول المنتخب على ضربة جزاء في الدقيقة العاشرة، بعد مجهود فردي من نجم ريال مدريد. ورغم رغبته في تنفيذ ضربة الجزاء، فإن التسلسل المعتمد داخل المنتخب منح الأفضلية لسفيان رحيمي، الذي لم ينجح بدوره في ترجمتها إلى هدف. وفي هذا السياق، أوضح الناخب الوطني وليد الركراكي أن ترتيب منفذي ضربات الجزاء واضح، مشيرًا إلى أن دياز سعى فقط إلى تعزيز ثقته بنفسه، قبل أن تُحترم التراتبية المتفق عليها.
ولم تؤثر هذه اللقطة على تركيز اللاعب، الذي واصل ضغطه وتحركاته طيلة أطوار اللقاء، حتى وإن شاب أداؤه أحيانًا اندفاع زائد، كما حدث في تدخل قوي على حارس مرمى جزر القمر. وقبل نهاية الشوط الأول، كان قريبًا من الحصول على ضربة جزاء ثانية، لولا وجود لمسة يد في بداية الهجمة.
وفي الشوط الثاني، جاء الفرج أخيرًا، حين كان ابراهيم دياز في الموعد داخل منطقة الجزاء، مستغلًا تمريرة عرضية متقنة من نصير مزراوي، ليوقّع هدفًا حاسمًا فجّر مدرجات الملعب وأراح لاعبًا عاش ضغطًا كبيرًا خلال الأشهر الماضية. هدف احتفلت به الجماهير طويلاً، وسمح لدياز بالانطلاق في احتفال صريح مع الجمهور المغربي، في لحظة بدت كأنها مصالحة كاملة بين اللاعب والمدرجات.
وعقب المباراة، أثنى إسماعيل صيباري على زميله، مؤكدًا أن كرة القدم الحديثة لا تختزل قيمة اللاعب في التسجيل أو التمرير الحاسم فقط، بل في ما يقدمه داخل المجموعة وخارجها، مشددًا على أن ابراهيم دياز يضيف الكثير للمنتخب حتى في المباريات التي لا يهز فيها الشباك.
وبخروجه وسط تصفيق حار من الجماهير، وتتويجه بجائزة رجل المباراة في لقاء الافتتاح، عاش ابراهيم دياز واحدة من أبرز لحظاته مع المنتخب المغربي، في مباراة مثّلت بالنسبة له جرعة ثقة كبيرة وبداية جديدة في مسابقة يراهن فيها المغرب على الذهاب بعيدًا.".
إضافة تعليق جديد