حتى الان وبعد كل تغيرات التاريخ العلمية والسلطوية التي دشنت عصر العولمة كذروة ما بلغه العقل البشري، ما زالت القارة السمراء تعاني الكثير من الطموح المؤجل برغم ما تكتنزه من موارد وقوى بشرية ابداعية تفتقت بمرور الوقت وتسارع وتيرة قطار الحياة. 
هنا نجد يوميات افريقيا 2025 المغرب الرابض على جمالات التاريخ والحاضر منذ وشائج الحضارة، بتتويجه متربعا على شواطيء البحر والمحيط.. وها قد اتشحت شوارعه بألوان القارة التي لم تتوقف عند السواد المعتم كما اراد لها الحاسدون.. اذ تصاعدت وتيرة ضرب الارقام القياسية - ليس فنيا فحسب - بل إن العطاء الودي والتعبير الاجتماعي والانتمائي والأسري العربي الإفريقي بموج بشري آخذ، وبرقصات تفصح عن تلك الاماني المكبوتة بما آن لها التعبير حد التحقق، ولو من بوابة معارك كرة القدم التي غدت حرب بأدوات أخرى ناعمة .
في واحدة من المفارقات الطريفة، أن رجل مباراة مصر وانغولا فريدي ريبيرو أعلن اعتزاله كرة القدم بعد أن حصل على لقب افضل لاعب، إثر خروج فريقه انغولا من المنافسات ما زالت تجود علينا بجمالات لا تتوقف عند مقصات ايوب الكعبي الذي شيد ظاهرة يجب أن تدرس في عالم كرة القدم، إذ سجل هدفين بطريقة مقصية مذهلة نادرة في عالم المستديرة، أسهم من خلالها في إشاعة البهجة وإعادة الثقة المتخمة بآمال جماهير لم تتوقف عن الصراخ بهتاف (الشعب يريد كاس افريقيا). 
•• بعد تأهل مصر والمغرب متصدرين، ظهر مدربا المغرب ومصر ( وليد وحسام ) سعيدين – برغم مكنونات عتاب ما على قسوة بعض النقد – الا انهما لخصا بشكل متشابه فوائد التأهل بما سماه الركراكي تصحيح الأخطاء وإعادة الروح الأسرية والصدارة وفوائد اخرى .. في واحدة من التوصيفات المبنية على وقع صخب الجماهير ونشوة الاعلام وانعكاسات الفوز والتأهل.
•• في مباراة (الكوت ديفوار والكاميرون) تحديدا .. كان هناك انذار مبطن للمنتخبات العربية من نواحٍ عدة من غير المنصف حصرها بالقوة البدنية للاعبي جنوب الصحراء، بل ان تكرار هذه المفردة غير الموائمة مع ما يستبطن العرض الاحترافي لنجوم الادغال والاحراش والغابات.. يشكل خرقا للتقييم الواقعي والتحليل العلمي للمسابقة، سيما ونحن على اعتاب انطلاقاتها الاقصائية بشكل سنراه مختلف تماما عما كان يحدث من (تعارف ووديات وتعاطف في مباريات المجاميع شبه الاعدادية ليوم سيكون وقعه مزلزلا ) .
•• ايوب الكعبي اسم لامع في سماء التهديف وجمالية التسجيل الذي ربما يتربع به على رقم قياسي في موسوعة غينز لاهداف المقص .. وهو هدف عادي لا يختلف عن بقية الاهداف الا من الناحية الاستعراضية والادائية الجمالية التي تكتنف كثير المهارة والابداع مما يهيج الجماهير ويحرك ساكن الاعلام .. لكنه في المحصلة النهائية يشكل سلاحا ذو حدين من رفع الثقة بمعناها المطلوب.. ومن تورم الثقة حد فتق الثقوب.. 
هنا تكمن خطورة ما زلت أراها في الاداء العربي العام وليس المغرب فحسب!