حزينا، مكسور الجناح، ومبحوح الصوت إتصل قيدوم ومخضرم الدفاع الحسني الجديدي عادل صعصع بـ «المنتخب» ليروي قصة إغتيال الثقة التي تأسست لسنوات طويلة بين لاعب أخلص للقميص وللمدينة، وبين فريق حملته ظروف لا أحد يعلم بها على التملص من واجب تقدير وتثمين ما قدمه هذا اللاعب لفريقه.
عادل صعصع الذي يعتبر واحدا من القمم الكروية التي أنتجها فارس دكالة، ومن اللاعبين الذين انفردوا داخل الدفاع الحسني الجديدي بخصلة الوفاء اللا محدود بالنظر إلى أنه ظل وفيا لفارس دكالة على النقيض من زملاء الدرب الذين جالوا بين الأندية، عادل اتصل بنا ليروي قصة حزينة لا يصدق ما حملته من فصول درامية، يقول عادل صعصع:
«يحزنني أن أتوصل إلى حقيقة مؤلمة هي أنني أعامل اليوم من قبل المكتب المسير للدفاع الحسني الجديدي بشكل قد أصفه باللا إنساني، بشكل لا يتناسب إطلاقا بما أعطيته لهذا الفريق على مدى 15 سنة التي أمضيتها في الدفاع عن ألوانه غير مكثرت بالمغريات وبالعروض الكثيرة التي تحصلت عليها من أندية أخرى، لقد أصبت مثل كل اللاعبين وغالبت كل الظروف من أجل أن أعود سريعا إلى الدفاع الحسني الجديدي، فأنا لا أطيق أن أبقى بعيدا عنه للحظة واحدة، إلا أنني هذه المرة اكتشفت أن هناك نوعا من المماطلة المقصودة في إلحاقي بالفريق الأول بالرغم من إكتمال علاجي، فقد خضت في بداية الموسم مجموعة من المباريات الودية وأبديت جاهزية كاملة للدفاع عن الفريق، إلا أنني أفاجأ في كل مرة بأنني موضوع على الهامش ولا أستدعى تحت مبررات كثيرة بعضها غير مقبول للعب المباريات.
لقد جددت سنة 2015 عقدي مع الفريق لسنتين أخريين، أي أن عقدي الحالي يمتد لغاية 2017، إلا أنني سأكتشف لغاية الأسف عند زيارتي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن هذا العقد الموقع من قبلي ومن قبل رئيس النادي لم يتم إيداع نسخة منه لدى الجامعة، وهو أمر يدعو إلى الريبة وإلى الشك، ويؤكد ما كنت أشعر به من هواجس حيال المعاملة التي كنت ألقاها من مدرب ورئيس الفريق، أنا أتقاضى رواتبي الشهرية ولكن ليس هذا ما أبحث عنه، فأنا لاعب ابن الفريق قياسا بالسنوات التي أمضيتها مع الدفاع وما كان يجب أن أعامل بهذه الطريقة، لقد كنت أفضل أن يجالسني رئيس النادي ويقول لي بصريح العبارة أن الفريق لم يعد بحاجة إلي، وحينها كنت سأحترم فيه صراحته وشجاعته وسأقرر بعدها الإنسحاب في صمت، فما أطلبه في نهاية الأمر أن لا يداس لي على طرف وأن لا تمس شعرة واحدة من كرامتي».
عادل صعصع الذي يعيش اليوم حالة تذمر نفسي كبير جراء هذا الذي يحدث معه يطلب من مقترض رئيس الدفاع الحسني الجديدي جلسة مصارحة ومكاشفة لوضع النقاط على الحروف ولإزالة كل غمامات الشك، يقول عادل صعصع:
«أنا لاعب محترف لكرة القدم وأوجد في نهاية مساري الكروي، وكل السنوات التي أمضيتها مع الدفاع الحسني الجديدي، رحلة الكفاح الطويلة التي قضيتها مع فارس دكالة وانتمائي قلبا وقالبا لهذه المدينة الجميلة يفرض على من يديرون الفريق أن يعاملونني بشكل يتناسب ويليق بالسنوات التي قضيتها مع الدفاع الجديدي، فهناك شيء لا يمكن للإنسان أن يفرط فيه ولو بمال الدنيا، هو كرامته، وهذا ما أبحث عنه، أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت».