صحيح أن القانون لا يعترف إلا بما هو مكتوب ومعترف به في عقود الإزدياد وسجلات الحالة المدنية للأفراد، لكن هذا لا يعني أن كل ما هو مسجل عاكس للحقيقة بالدقة والدقيقة.
فالرياضة تبقى أبرز حلبة لتزوير تواريخ الميلاد لحاجة في نفس الممارس أو لظروف خارجة عن الإرادة، وتعد ألعاب القوى أول لعبة تشكو من هذه الظاهرة لتأتي وراءها مباشرة كرة القدم.
فإن كان بعض اللاعبين يعيدون العقارب للوراء وينقصون شهورا وسنوات من عمرهم ليتحايلوا على الأندية والفئات العمرية والمنتخبات الوطنية، فإن آخرين يُظلمون بالزيادة في السن وهم في الحقيقة أصغر مما يحملونه من تواريخ في عقود إزديادهم، كونهم لم يسجلوا في مكاتب الحالة المدنية إلا في مرحلة الطفولة أو الشباب بشكل متأخر وعشوائي، فيغيب الضبط لغياب التاريخ الدقيق للميلاد بسبب ظروف قاهرة، فيتم تقدير أعمارهم وتدوينها على أنها سنهم الحقيقي.
فكم من لاعب مغربي عامة وإفريقي خاصة مزور في السن وملامح الوجه وتجاعيد الجسد تفضحه، وكم من لاعب يُقال عنه عجوز ومعمر وهو في الحقيقة أصغر مما يحمله في بطاقة تعريفه.